القاهرة: اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم ان ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من خلل أمني واضح لن يتسنى معالجته الا باتخاذ خطوات جادة من قبل اسرائيل تؤكد فيها انضمامها لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وأكد أبوالغيط في تعقيبه على انتهاء أعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان على اسرائيل ان تقبل باخضاع منشآتها النووية لنظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أسوة بما تقوم به كافة دول منطقة الشرق الأوسط في هذا الشأن.

ولفت الى انه quot;من دون هذه الخطوات الجادة فاننا لا نتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط أي استقرار أمني منشودquot; مشيرا الى حرص مصر على دعم نظام منع الانتشار النووي لارتباطه الوثيق بدعم السلم والأمن الدولي والاقليمي.

واوضح انه من هذا المنطلق تقدمت مصر هذا العام بتعديلات موضوعية على مشروع القرار الخاص بتطبيق ضمانات الوكالة للطاقة الذرية في الشرق الأوسط لاخراجه من حالة الجمود التي تعتريه على مدار السنوات الماضية ولحث الدول على تنفيذه.

واشار ابو الغيط الى quot;اننا فوجئنا بتراجع مجموعة كبيرة من الدول الغربية والأوروبية عن تأييد مشروع القرار المصري اما بمعارضته أو بالامتناع عن التصويت عليهquot; معربا عن أسفه حيال المواقف التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ما عدا ايرلندا وبعض الدول الغربية مثل كندا واستراليا ونيوزلندا ازاء المشروع الذي يطالب باخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل.

وقال ان مصر تعرب عن أملها في أن تراجع هذه الدول مواقفها وتعمل على تصحيحها مستقبلا اذا كانت حريصة بالفعل على دعم نظام منع الانتشار وتقوية فاعليته موضحا انه في حال استمرار الدول الغربية باتباع سياساتها المزدوجة المعايير فانه لن يكون من المستغرب ان تظهر حالات جديدة تسعى الدول من خلالها لتطوير قدراتها النووية لأغراض غير سلمية.

واشار الى ان مصر تنادي بأهمية تحقيق عالمية نظام الضمانات الشاملة باعتباره المكون الرئيسي لنظام منع الانتشار وانه في هذا السياق امتنعت مصر عن تأييد مشروع القرار الذي ناقشه المؤتمر العام للوكالة في جلسته الختامية يوم أمس حول نظام ضمانات الوكالة.

واعتبر وزير الخارجية المصري انه من غير المنطقي ان تقبل مصر بالتزامات جديدة في الوقت الذي تتجاهل فيه اسرائيل كافة النداءات الدولية لاخضاع منشآتها النووية لأنشطة تفتيش الوكالة.

واعرب عن أسفه لعدم تبني المؤتمر العام للوكالة أي اجراء في اطار البند الذي تقدمت به المجموعة العربية حول التهديدات التي تشكلها القدرات النووية الاسرائيلية مشيرا الى ان مصر كانت تنتظر أن تقوم الدول الغربية بدور ايجابي في تعاملها مع موضوع القدرات النووية الاسرائيلية quot;خاصة واننا نلمس حرصها على التعامل مع قضايا منع الانتشار بكل جديةquot;.