الديلي تلغراف: نجاد ينفي سعي بلاده للقنبلة
فيينا، طهران: وصف الدبلوماسيون في فيينا الأسابيع القادمة بانها ستكون حاسمة في ما يتعلق بمستقبل الملف النووي الايراني وفي ما اذا سيتغلب الحل الدبلوماسي على خيار المواجهة العسكرية مع طهران. وستبدأ اعتبارا من اليوم ولمدة أربعة أيام جولة جديدة لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران للتحقق من مدى تعاون المسؤولين الايرانيين في الاجابة على أسئلة الوكالة المتصلة باجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من طراز quot;بي1quot; وquot;بي2quot; وهذه الاجهزة لها دور أساسي في توليد الوقود النووي للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء.

وكانت الوكالة الذرية قد ابرمت اتفاقا مع ايران في شهر اغسطس الماضي يحدد جدولا زمنيا لا يتجاوز شهرين ترد طهران بموجبه على اسئلة الوكالة العالقة حول برنامجها النووي وخاصة ما يتعلق بآثار اليورانيوم العالي التخصيب والحصول على وثائق تشير الى تطبيقات عسكرية محتملة لليورانيوم. ويفترض ان تجيب ايران تدريجيا على هذه الاسئلة في الاسابيع المقبلة لأن الرد الايراني ستكون له تبعات حاسمة لتجنب مواجهة قد تقود الى الحرب في منطقة الخليج.

وقد رفضت الدول الغربية والولايات المتحدة بالذات اعطاء ايران المزيد من الوقت لكشف القضايا العالقة في برنامجها النووي واعتبرت هذا التأجيل فرصة للتهرب من سلسلة ثالثة من العقوبات يجري بحثها حاليا في مجلس الامن الدولي علما بان طهران لم تمتثل إلى القرارين السابقين اللذين اصدرهما هذا المجلس لاجبارها على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل.

غير ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لايزال يرى بأن الوقت كفيل بحل الأزمة النووية الايرانية حيث أبلغ مندوبي الدول المشاركة في أعمال المؤتمر السنوي العام للوكالة الذي ختم أعماله في فيينا يوم الجمعة الماضي أبلغهم بضرورة عدم التفكير في اللجوء الى القوة الا بعد استنفاذ كافة الخيارات الاخرى مؤكدا أن الوضع لم يصل بعد الى هذا الحد.

وحث البرادعي الذي نال جائزة نوبل للسلام في 2005 بسبب الجهود التي بذلها في منع الانتشار النووي وتسخير الذرة للأغراض السلمية، الدول الغربية على إمهال الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى نهاية العام لكشف مختلف جوانب الملف النووي الايراني الغامضة .

وكانت الدول الكبرى قد اجتمعت الجمعة في واشنطن لبحث حزمة جديدة من العقوبات على ايران تطالب بفرضها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لكنه يبدو بأن روسيا والصين لاتزالان تعارضان مثل هذه العقوبات في المرحلة الراهنة وتدعم مساعي البرادعي في ايجاد تسوية للملف النووي الايراني عبر الدبلوماسية والحوار.

إيران: خبراء دوليون يدرسون قضايا تخصيب اليورانيوم

من جهة ثانية أفادت وكالة الأنباء الإيرانية quot;إيسناquot; استنادا إلى مصدر جيد الإطلاع أنه من المنتظر أن يصل إلى طهران اليوم الاثنين اختصاصيون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستيضاح القضايا التي ترتبط بصنع أجهزة طرد مركزي غازية من طرازي quot;بي ـ 1quot; وquot;بي ـ 2quot; تستخدم في تخصيب اليورانيوم.

ويعمل في مصنع نتانزه لتخصيب اليورانيوم (في محافظ أصفهان في وسط إيران) في الوقت الحاضر حوالى 3 آلاف جهاز طرد مركزي. وقد أعلنت القيادة الإيرانية مرات أنه في النية نصب 50 ألف جهاز طرد في نتانزه مما سيتيح لإيران ألا تكون رهينة لتجهيز الوقود النووي من الخارج.

ووفق حسابات الخبراء الدوليين فإن إيران تحتاج لصنع قنبلة ذرية أي تخصيب كمية اليورانيوم الضرورية حتى مستوى تركيز 80 ـ 90 بالمئة إلى ما لا يقل عن سنة في حال استخدام 3 آلاف جهاز طرد وإلى 5 ـ 7 أسابيع وحتى شهرين في حال استخدام 50 جهازا.