حادثة الأربعاء تضاعف القلق من حمّام دماء
تفجيرات القاعدة تلغم quot;جزائر 2008quot;

كامل الشيرازي من الجزائر: أتى التفجير الانتحاري الذي دشنت به quot; قاعدة بلاد المغرب quot; حلقة جديدة من عملياتها في الجزائر مع مطلع العام الجديد، ليثير قلقا متجددا من حمام دماء قد يجعل من quot; جزائر 2008quot; مسرحا لأعمال عنف من طراز أشرس وأخطر نوعية، ولعلّ مشهد المركز الأمني لبدة الناصرية ( 50 كلم شرق الجزائر ) وقد انمحى تماما، جارفا معه عشرات الضحايا، يقود إلى '' استراتيجية إرهابية quot; أكثر وطأة من تلك التي حفلت بها جزائر 2007، خصوصا مع تحدث quot; عبد الملك دروكدال quot; المكنّى quot; أبو مصعب quot; أمير quot; قاعدة بلاد المغرب quot; عن طوابير من الانتحاريين تنتظر بدء عملياتها.

quot;الخطر الدائم''

يرى المختص في الشأن الأمني الجزائري quot;فيصل أوقاسيquot;، إنّ التفجير يمثل رسالة من ناشطي القاعدة، بأنّ تنظيمهم لا يزال يشكّل quot;خطرا دائماquot; وأنها quot;تستطيع الضرب بقوة متى شاءت وحيثما شاءتquot;، ويلاحظ أوقاسي إنّ المسلحين باتوا يراهنون على عاملي الاستعراض والهجمات الخاطفة المتكررة، التي لا تكتفي بالضرب في محيط العاصمة فحسب في منطقة القبائل الكبرى، فضلا عن باقي محافظات البلاد، كما تعتمد على تنفيذ عمليات متفرقة في المناطق الحساسة تمهيدا لاختراقات متجددة لعاصمة البلد، بغرض تحقيق دوي أكبر من خلال اصطناع quot;صدى إعلاميquot; لعملياتها.

ويذهب مراقبون إلى أنّ القاعدة وبعد مجازرها المدوية في الجزائر خلال العام الماضي، تريد حربا ''على الطريقة الإيرلندية'' تعتمد على طول المدى واللامتناهيات، رغم علمها بأنّ ذلك لن يعينها لا على إنتاج دولة (إسلامية) ولا على احتواء الجماهير التي يتضاعف كرهها لهذه القاعدة التي جعلت من الترويع والهمجية عنوانا له.

ويسجل خبراء أمنيون، إنّ التنظيم الدموي يسعى إلى تحدي السلطات، التي أعلنت غداة التفجير الانتحاري المزدوج في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنّ بحوزتها جهازا جديدا لتحديد هوية السيارات الانتحارية، وأنّها اعتمدت نظاما الكترونيا لصدّ أي عمليات انتحارية كبيرة الحجم في الجزائر، لذا ردت القاعدة وفق مخطط مدروس يمعن في إدامة ''استراتيجية الخطر الدائم'' على حد تعبير فيصل أوقاسي.

تساؤلات تقابلها تحركات

تثور تساؤلات ملحة في الجزائر، عن مدى نجاعة الخطط الأمنية المتبّعة، ويزيد الطلب المعلن عنه اليوم الخميس، من طرف وزير الداخلية الجزائري نورالدين زرهوني، حينما طلب من quot;علي تونسيquot; مدير الشرطة الجزائرية، اتخاذ quot;اجراءات عاجلة على مستوى الأجهزة الأمنيةquot;، ليؤكد حقيقة الجدل حول فعالية الأداء الأمني، علما إنّ المسؤول ذاته توعدّ قبل أسبوع باستبعاد العناصر التي أثبتت تهاونها في محاربة الإرهاب.

وعلمت quot;إيلافquot; أنّ مجزرة quot;الناصريةquot; التي حصدت 34 ضحية على الأقل، ستعجّل بحركة تغييرات ستشمل عديد المسؤولين الأمنيين عبر 5 مناطق ساخنة، في خطوة تراهن عليها جهات القرار في الجزائر، لإحداث الوثبة المطلوبة، ووضع حد للجمود الذي بات يطبع مردود الأجهزة الأمنية، وإرجاع الشعور بالأمن لدى الجزائريين الذين لم يتنفسوا الصعداء، كما لم تطمئنهم تعهدات مسؤوليهم بـquot; وضع خطط أمنية لمواجهة الانتحاريين وموضة التفجيرات الانتحارية المتزامنةquot;.