اعتدال سلامه من برلين: تسعى الحكومة الالمانية الى زيادة الاطلاع على مجرى التحقيقات التي تقوم بها السلطات اللبنانية مع الشاب التركي الاصل والالماني الجنسية سيناني أ. (25 عاما) بعد ان ألقي القبض عليه مع أكثر من 200 من اعضاء تنظيم فتح الاسلام، بتهمة القتال مع التنظيم في مخيم نهر البارد.

وتقول مصادر المانية ان قضية هذا الشاب دفعت بوزراة الخارجية الالمانية الى اجراء اتصالات مكثفة من اجل الحصول على معلومات تتعلق بوضعه الحالي. وتتهم السلطات اللبنانية الموقوف الالماني بارتكاب عدة جرائم قتل ومحاولة قتل اضافة الى انتمائه الى تنظيم ارهابي والعمل على افتعال حوادث لضعضعة الامن الداخلي اللبناني.

في المقابل يؤكد محامي الموقوف بانه تعرض للتعذيب على ايدي المحققين اللبنانيين في سجن رومية شرق بيروت، فيما يرعى موظف في السفارة الالمانية شؤونه كمواطن الماني.

وكان سيناني اختفى من منزله في غوسلار في صيف عام 2006 وقالت والدته ليلى لاحدى الصحف الالمانية انه كان يرغب دائما في السفر الى الخارج من اجل البحث عن عمل لانه لا يجد اي عمل في المانيا. فبعد انهائه المدرسة دخل مدرسة تأهيل مهني وعند انتهائه من التخصص لم يجد عملا وبعد محاولات كثيرة فاشلة قرر دراسة برمجة الكمبيوتر وكتب مئات من طلبات العمل لكنه لم يحصل على رد ايجابي واحد، بعدها اختفى فجأة ومن دون سابق انذار. ولم تلحظ امه في البداية اختفائه لانه يسكن لوحده لذا اعتقدت بانه سافر الى تركيا.

وفي غوسلار لم يعرف عن سيناني بانه متشدد المعتقد وكان يذهب بانتظام الى مسجد المدينة، لكن كما يبدو ادت مشاعر الاحباط وعدم عثوره على عمل للجوء الى التشدد ولم يعثر على وسيلة بديلة سوى الانتماء الى مجموعة متطرفة كما العديد من الشبان الضائعين. وتقول امه ليلى انه اتصل بها عدة مرات وكانت تعتقد انه يتصل من تركيا لكنه في الحقيقة كان من مكان ما في لبنان.

وتشير معلومات نقلا عن المحققين اللبنانيين الى ان اول محطة لسيناني كانت حديثة بالقرب من بغداد، حيث انضم الى مجموعة مقربة من تنظيم القاعدة مع ثلاثة شبان آخرين، لكن لا تتوفر للمحققين اي معلومات تثبت ذلك. الا ان هذه المعلومات تتلاقى مع تحذيرات لمكتب حماية الدستور الاتحادي والمكتب الجنائي الاتحادي بناء على تحليلات معمقة اجراها المكتبان على ثمانين شخصا من بينهم سيناني اكدت سفرهم الى العراق من اجل الالتحاق بمنظمات جهادية، ويعتقد ان سناني دخل الى لبنان بسهولة لانه يحمل الجنسية الالمانية.

واذا ما صدقت رواية المحققين اللبنانيين فان سيناني قد قاتل بضراوة ضد الجيش اللبناني في معركة نهر البارد حتى انه كان يقوم بعمليات صعبة مثل نقل الذخيرة. وعند دخول القوات اللبنانية المخيم كانت اصابته بليغة ونقل الى مستشفى في بيروت للعلاج والاستجواب. وتقول معلومات انه اعترف بانتمائه الى فتح الاسلام وبمشاركته بالهجوم على مخيم نهر البارد.

وحين التقته امه في منتصف شهر كانون الاول( دسمبر) الماضي لم تتمكن من التعرف عليه بسبب هزالة جسمه. وفي اول جلسة استجواب عقدت في الـ 11 من شهر تشرين الثاني( نوفمبر) الماضي امام قاض لبناني سمح لاحد ممثلي السفارة الالمانية في بيروت بالحضور ومنذ ذلك الوقت تحسنت ظروف سجن سيناني اكثر من السابق.

وتعرف سيناني في السجن على الماني آخر تحوم حوله الشكوك بانتمائه الى فتح الاسلام والتخطيط لعمليات ارهابية وهو فايز أ. لبناني الاصل سكن في مدينة كوبلز وعاد مع عائلته قبل ثلاثة اعوام الى لبنان، وزاره دبلوماسي من السفارة الالمانية ثلاث مرات في السجن.