أزمة المجلسالبريطاني قد تؤدي إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية:
الحرب الثقافية الروسية البريطانية ترتدي quot;زيّهاquot; السياسي
روسيا وبريطانيا... حرب ثقافية |
موسكو: تحولت الأزمة الثقافية بين موسكو ولندن إلى quot;نزال سياسيquot; وتبادل للإتهامات،في الوقت الذي بات تأثر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من العواقب المتوقعة لإغلاق المجلس الثقافي البريطاني. ورأى خبير معهد التحليل العسكري والسياسي بموسكو الكسندر خرامتشيخين أن الأزمة الدائرة حول المجلس الثقافي البريطاني قد تؤدي إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا. وذكر الخبير أن الأزمة تحمل طابعًا سياسيًا. من جهته، كان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قد اعتبر أن إجراءات موسكو ضد فرعي المجلس البريطانيتهدد العلاقات الروسية البريطانية. وفي تطور جديد أوقف المجلس الثقافي البريطاني عمل مكتبيه في مدينتي يكاترينبورغ وسانت بطرسبورغ الروسيتين. وازيلت اللوحة التي تحمل اسم مكتب المجلس في القنصلية البريطانية في يكاترينبورغ قد أزيلت من مكانها،ووضع حراس القنصلية أمام باب المكتب لمنع دخول الزوار إليه. وكان مكتب المجلس الثقافي البريطاني في سانت بطرسبورغ قد أوقف عمله يوم أمس. وذكر مصدر في القنصلية البريطانية أن عمل المكتب توقف بسبب قيام أجهزة السلطة الروسية باستدعاء موظفي المكتب من المواطنين الروس للحديث معهم.
ومن جانبه أشار مدير معهد التقييمات الإستراتيجية بموسكو الكسندر كونوفالوف إلى أن تصعيد الأزمة لا يخدم مصالح روسيا. وأضاف: quot;مما لا شك فيه أن قوانين روسيا يجب أن تحترم، ولكن المجلس الثقافي البريطاني يقوم بعمل مفيد كبير حيث يساعد الناس في الحصول على تعليم، وكذلك دراسة اللغة الإنكليزيةquot;.وتم افتتاح ممثلية المجلس الثقافي البريطاني في روسيا في بداية التسعينات.
وقررت السلطات الروسية وقف عمل مكتبي المجلس البريطاني في سانت بطرسبورغ ويكاترينبورغ ابتداءً من 1 كانون الثاني/يناير، إلا أن المجلس لم يمتثل للقرار مواصلاً العمل بعد أعياد السنة الجديدة.
وكان الجدل قد احتدم بين موسكو ولندن حول عمل quot; المجلس البريطانيquot; في روسيا إلى درجة تبادل معها وزيرا خارجية الدولتين التحذيرات. ورأى الوزير الروسي لافروف أن بريطانيا تخاطب روسيا في هذا الموضوع بلغة الاستعمار في حين رأى نظيره البريطاني ميليباند أن روسيا اقتدت بما فعله النظام الإيراني الذي وضع المجلس الثقافي البريطاني في القائمة السوداء.
وكان المجلس البريطاني يزاول نشاطه في روسيا بصفته منظمة غير حكومية تعمل في مجال العمل الإنساني. إلا أن لندن طلبت من موسكو أن تصنف المجلس البريطاني كمنظمة حكومية بعد أن وضعت روسيا قانونًا جديدا بشأن المنظمات غير الربحية يطالب، من جملة أمور أخرى، بتحصيل الضرائب من هذه المنظمات. ولم تستجب موسكو لهذا الطلب. وأخيرًا اقترحت وزارة الخارجية الروسية فرض حظر على عمل المجلس البريطاني في روسيا. وتحدت مكاتب المجلس البريطاني في الأقاليم الروسية قرار وزارة الخارجية الروسية.
ويرى مدير مركز التحليلات quot;ناماكونquot; يوري دروزدوف أن المجلس البريطاني المحظور نشاطه في روسيا مرتبط بشكل مباشر بالأجهزة الخاصة لبريطانيا والولايات المتحدة. وقال دروزدوف : quot;بالطبع هناك علاقة بين عمل المجلس والأجهزة الخاصةquot;، وذكر أن إدارة هذه المنظمة تضم أشخاصًا خضعوا لتدريبات في الأجهزة الخاصة.
امارئيس مجلس الفدرالية الروسي سيرغي ميرونوف فاعرب عن الثقة من أن إجراءات السلطات الروسية إزاء المجلس البريطاني قانونية على الإطلاق.
فقال ميرونوف: quot;تعتبر إجراءات وزارة الخارجية الروسية شرعية بشكل مطلق وهذا حق الدولة ذات السيادةquot;. وأضاف أنه quot;من الضروري تعليم ممثلي الدول الأجنبية الذين غالبًا ما يعلموننا ديمقراطية العيش وفق قوانيننا في حالة عملهم داخل روسياquot;. وأشار إلى أن المجلس البريطاني quot;بالصيغ التي عمل بها في الآونة الأخيرة غير شرعيquot;، وأن موظفيه يتسترون بالنشاط الاجتماعي في أغلب الأحيان.
وكان من المفروض أن يتوقف فرعا المجلس البريطاني الإقليميان في روسيا عن العمل اعتبارًا من 1 يناير لعدم توفر القاعدة القانونية التي تنظم نشاطات المجلس في روسيا. إلا أنهما واصلا العمل بعد أعياد السنة الجديدة. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية هذا استفزازًا من جانب المجلس.
من جهته أعرب رئيس لجنة مجلس الفدرالية للشؤون الدولية ميخائيل مارغيلوف عن أسفه للوضع المتعلق بنشاط المجلس البريطاني في روسيا. و ذكر مارغيلوف أنه على روسيا وبريطانيا إقامة التعاون في حل القضايا الدولية الحادة مثل مكافحة الإرهاب ومنع انتشار السلاح النووي.
وأعلن مارغيلوف أن الخلافات مع المجلس البريطاني لم تكن نتاج اليوم مشيرا إلى أن هذه المنظمة وفروعها في الأقاليم الروسية كانت تمارس لسنوات عديدة نشاطًا تجاريًا واسعًا في روسيا، إذ كانت تعرض خدمات تعليمية دون وجود ترخيص بذلك.
وقال مارغيلوف في هذا الشأن: quot;إن مثل هذا النشاط يتعارض مع اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية التي تنص على أنه لا يحق للشخصيات القنصلية ممارسة أي نوع من النشاطات التجارية أو المهنية بهدف الحصول على مردودات خاصةquot;، مضيفًا أن هذا النشاط قد أوقف فور تدخل الهيئات الضريبية الروسية.
وأشار مارغيلوف إلى أن نشاط المجلس البريطاني لا يتفق مع قرار الحكومة الروسية الذي ينص على وجوب حصول المراكز الثقافية والإعلامية الأجنبية على تصريح من السلطات الروسية قبل بدء نشاطها. وأضاف قائلا: quot;إن كتلة التناقضات التي تراكمت بعد الرفض البريطاني لتسليم quot;المقيمين اللندنيينquot; وquot;ملف ليتفينينكوquot; تعرقل بالفعل حل المسائل الهامة الموضوعة أمام لندن وموسكو على حد سواءquot;. وأعاد مارغيلوف إلى الأذهان أن مجلس الفدرالية الروسي اقترح على بريطانيا قبل سنوات أن يناقش برلمانيو البلدين المسائل القانونية. وقال في هذا الشأن: quot;اعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى مثل هذه المشاورات البرلمانية وإجرائهاquot;.
وكانت بريطانيا قد انتقدت الاجرءات الروسية من خلال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي اعتبر أن إجراءات موسكو ضد فرعي المجلس البريطاني تهدد العلاقات الروسية البريطانية. وذكر الوزير بأن روسيا أعلنت عشية ذلك عن عدم منحها سمات لموظفي القنصليتين البريطانيتين في بطرسبورغ ويكاترينبورغ نتيجة تجديد نشاطات فرعي المجلس البريطاني التجديد، علىالرغم من حظر وزارة الخارجية الروسية .
وأعلن ميليباند أن quot;مثل هذه التهديدات لا تتمخض إلا عن تردي الوضع. وهذا لا يتجاوب مع مصالح روسيا أو مصالح بريطانيا وذلك لآن العلاقات المزدهرة في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم ستصبح بهذه الصورة رهينة قضايا لا علاقة لها بهاquot;.
التعليقات