فيينا: أسفرت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في مقاطعة شتايرمارك الواقعة جنوبي العاصمة النمساوية فيينا إلى اخفاق حزب الأحرار اليميني بتحقيق (النصر) الذي كان متوقعاً، ومُني بفشل ذريع على الرغم من حصوله على زيادة بعدد أصوات الناخبين لم تصل إلى نسبة 3 %، وبذلك حل في المركز الخامس بعد الحزب الشيوعي الذي كان الخاسر الأكبر.

وحسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية النمساوية صباح اليوم، فقد حافظ حزب الشعب المحافظ برئاسة نائب المستشار النمساوي فيلهيلم مولترار على المركز الأول بعدما حصل على معدل 38.18 % من أصوات الناخبين، وبزيادة نسبتها 2.06 % عن المرة السابقة؛ في حين حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة المستشار النمساوي ألفريد غوزنباور على المركز الثاني بحصوله على نسبة 19.8 % من أصوات الناخبين، أي بخسارة نسبتها 6.09 %؛ وحل حزب الخضر المعارض برئاسة ألكسندر فان ديربيلين في المركز الثالث بحصوله على نسبة 14.48 % من أصوات الناخبين وبزيادة نسبتها 6.09 % من أصوات الناخبين عن المرة السابقة؛ وحل الحزب الشيوعي النمساوي في المركز الرابع بحصوله على 11.24 % من أصوات الناخبين، أي بخسارة نسبتها 9.51 % عن المرة السابقة؛ وحل حزب الأحرار برئاسة هاينز كريستيان شتراخا في المركز الخامس بحصوله على 10.97 % من أصوات الناخبين، أي بزيادة نسبتها 2.99 % عن المرة السابقة. أما حزب التحالف من أجل النمسا بزعامة بيتر فيستنثالر فقد حل بالمركز السادس والأخير بحصوله على 4.34 % من أصوات الناخبين، الأمر الذي مكنه من دخول البرلمان المحلي في مقاطعة شتايرمارك.

وتشير المعلومات شبه المؤكدة إلى أن شعبية حزب الأحرار وصلت إلى أدنى مستوى، وخصوصاً في مدينة غراتس عاصمة مقاطعة شتايرمارك البالغ عدد سكانها حوالي ربع مليون نسمة. ويرى المراقبون أن جولة الانتخابات المحلية التي جرت في مقاطعة شتايرمارك خلال عطلة نهاية الأسبوع هي الأولى منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2006، وسيتبعها جولات انتخابية محلية أخرى في كل من مقاطعة النمسا العليا ومقاطعة النمسا السفلى خلال شهر آذار/مارس المقبل.

ويعلق قادة الأحزاب وكبار المسؤولين في المنظمات والقوى السياسية والاتحادات النقابية والاقتصادية أهمية بالغة على نتائج الانتخابات المحلية التي تجري عادةُ في مقاطعات النمسا التسع، لأنه في ضوء نتائجها تتحدّد مواقع ونفوذ الأحزاب خلال الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي ستجري في النمسا في العام 2010.

وكانت مرشحة حزب الأحرار سوزانا فينتر شنت حملة شعواء على الإسلام والمسلمين في محاولة للحصول على أكبر عدد من اصوات الناخبين النمساويين. ولكن المراقبين رأوا أن تلك الحملة التي تناولت كذلك شخصية النبي محمد عندما اتهمته بأنه كان يتصرف كقائد عسكري وأنه كتب القران الكريم في حالات من الصرع وتزوج بنتاً (عائشة) وهي في السادسة من عمرها، وتشبيه المسلمين الوافدين بـ (التسونامي) والذين ينبغي عودتهم إلى من حيث أتوا، حيث أجمع القادة الرئيسيين في هرم الدولة النمساوية وكان في طليعتهم الرئيس النمساوي هاينز فينشر والمستشار النمساوي ألفريد غوزنباور ونائب المستشار النمساوي فليهيلم مولترار وكبار المسؤولين الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية وعدد كبير من الشخصيات الإسلامية على إدانتها واستنكارها بأقصى العبارات، بالإضافة إلى كبار الشخصيات في المراجع الدينية في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.