الياس يوسف من بيروت: قال رئيس quot; اللقاء الديمقراطيquot; وليد جنبلاط إن quot;لا أمل بالتغيير في سورية مع بقاء النظام الحالي فيهاquot;. وquot;لن يكون تاليا للبنان أي أمل في الاستقرار والسيادة والحريةquot;.

كلام جنبلاط جاء خلال إقامته مأدبة تكريمية في دارته في كليمنصوعلى شرف السفير الأميركي جيفري فيلتمان قبيل مغادرته البلاد. وشارك عدد من الوزراء والنواب والشخصيات.

قال: quot;خلال السنوات الماضية تشاركنا معا في الكثير من المحطات، البعض منها كان إيجابيا والبعض الآخر كان حزينا، إذ سرنا أيضا سويا خلف النعوش مرات ومرات لتشييع شهداء ثورة الاستقلال الذين سقطوا بتفجيرات إرهابية، فكان الحزن والدمع والاسى. وها هو الارهاب يلاحق الولايات المتحدة في لبنان من خلال تفجير الكرنتينا. ولكن كما تشاركنا سويا في الحزن، تشاركنا كذلك في الأمل. وها نحن لا نزال على صمودنا وإصرارنا مع قوى 14 آذار/ مارس معكم ضد قوى الظلام، ولن نستسلم مهما كان الثمنquot;.

أضاف: quot;وكنا معا في النضال من أجل المحكمة الدولية وتشاركنا من أجل تحقيق نظامها وإقرارها. وهنا كان الدور الكبير للولايات المتحدة وإدارة الرئيس جورج بوش والمجتمع الدولي. المحكمة الدولية كانت ولا تزال العنوان الأساسي للصراع مع النظام السوري وحلفائه في الداخل. بشار الأسد وأعوانه في لبنان سيقومون بكل ما بإمكانهم لالغائنا سياسيا وجسديا ولالغاء المحكمة الدوليةquot;.

وذكر quot;أننا كنا سويا وإتفقنا على مفهوم القرارات الدولية التي تصب جميعها في إطار إتفاق الطائف ومشروع بناء الدولة. وهذا كان فحوى الحديث الدائم مع وزيرة الخارجية الأميركية إن في الولايات المتحدة أو في السفارة الأميركية أثناء حرب تموز 2006، ولم نكن لنخجل أبدا من موقفنا هذا أو من علاقتنا مع الولايات المتحدة من أجل قيام حكومة مركزية قوية في لبنان عبر إحترام القرارات الدولية وتنفيذ إتفاق الطائف وضبط الحدود مع سوريا وضبط الأمن كما ضبط قرار الحرب والسلم وتحديد مصيرناquot;.

وتابع: quot;لذلك، كنا معا للبنان السيد الحر المستقل ودعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ورفاقه خلافا للبعض الآخر الذي يريد المتاجرة بلبنان والمحكمة في صفقة سورية - إسرائيلية. وفي هذا المجال، لقد فتحتم لنا أبواب واشنطن وأصبح للبنان العديد من الأصدقاء في مجلسي النواب والشيوخ والادارة من أجل وطن سيد حر مستقل بعيدا عن الصفقات. لقد أصبح لبنان من ثوابت السياسة الأميركية بعكس ما قد يظن البعض من أن الولايات المتحدة ستعقد صفقة على حساب لبنان مع سوريا وإسرائيل وبيع لبنان والمحكمة الدولية، وهو ما عاد وأكده الرئيس جورج بوش الأسبوع الماضي.

تعلمون أن لنا ملاحظات عديدة وتحفظات على السياسة الأميركية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهذا نقاش آخر. فأين كان بعض الذين يزايدون اليوم في مسألة المقاومة ويوزعون شهادات في الوطنية عندما كان كمال جنبلاط، الذي قتله النظام السوري، يحمل لواء فلسطين؟quot;.

وأشار إلى أنه quot;في المسألة العراقية، كان يجب إسقاط نظام البعث بقيادة صدام حسين منذ زمن بعيد، أما بالنسبة للنظام السوري فإنني لست مقتنعا بنظرية تغيير السلوك التي أثبتت عدم جدواها لأن بقاء هذا النظام دون إعطاء الفرصة للتغيير داخل سورية الأسيرة والسجينة لن يعطيها أي أمل في التغيير، ولن يكون تاليا للبنان أي أمل في الاستقرار والسيادة والحرية. وأسجل إستغرابي هنا لانتقاد الاتحاد الاوروبي حقوق الانسان في مصر وعدم إشارته إلى حقوق الانسان في سورية التي يحفل سجلها الأسود بالقتل والاغتيالات والاعتقالات السياسية.

أخيرا، لو كان هناك سفير غيركم لربما لما قامت هذه العلاقة السياسية والشخصية الوطيدة التي نشأت وتطورت مع الوقت، فإنني فخور بصداقتكم. إن دعمكم، ودعم إدارتكم ل 14 آذار/ مارس، للمحكمة الدولية، للبنان السيد الحر المستقل كان أساسيا. الطريق طويل ولا يزال محفوفا بالمخاطر، لكن لا مفر من سلوك هذا الطريق من أجل الاستقلال والعدالةquot;.

السفير الأميركي
ومما قال فيلتمان: quot;بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، تقترب مهمتي كسفير أميركي إلى لبنان من نهايتها. لقد جئت الى هنا اليوم لأقول وداعا، ولأشكر لبنانيا وطنيا أثارت شجاعته وقيادته المدهشة بالغ إعجابي وإعجاب بلديquot;.

وتابع : quot;وليد بك، لقد جسدت للكثيرين منا في المجتمع الدولي النضال من اجل لبنان حر ومستقل. إن مثال مواقفك المبدئية تجاه سيادة لبنان كانت مصدر وحي للمنطقة والعالم في الوقوف مع الشعب اللبناني. إن صدقك المتناهي في تحديد ووصف التهديدات التي يتعرض لها لبنان، على الرغم من المخاطر الشخصية التي قد يعرضك إليها هذا الصدق، يجعل من معظمنا يبدو خجولا بشكل معيب لمقارنة بحالتك. لقد أصبحت رمزا على الصعيدين الإقليمي والدولي ل quot;ثورة الأرزquot; اللبنانيةquot;.

اضاف: quot;أنا مقتنع بأن الالتزام الدولي بلبنان هو أقوى بسبب كفاحك الذي لا يلين لتأمين حقوق مجتمعك وبلدك. تأمل في الرسالة الموجهة إليك من خلال الهجوم الوحشي ضد الوزير مروان حماده، واغتيال شريكك رئيس الوزراء (رفيق) الحريري، والاغتيالات ومحاولات الاغتيال لعدد كبير من اللبنانيين الآخرين الذين تجرأوا على رفع أصواتهم، والتهديدات الأخرى المتعددة. فبدلا من أن تخيفك هذه الأحداث المروعة فقد جعلتك أكثر تصميما على تأمين مساعدة إقليمية ودولية في السعي إلى بناء لبنان مستقل وآمن.

لقد جعلت من المستحيل على العالم أن ينظر بعيدا في الوقت الذي كان اللبنانيون يكافحون من اجل حريتهم، وأن يتغلبوا على الحرب والاغتيالات. واستضفت أيضا عددا لا يحصى من المسؤولين الاميركيين ومن الكونغرس، شارحا لهم بصبر أهمية الشأن اللبناني، لماذا ينبغي لنا ان نهتم بأمر لبنان، وما هي الأمور التي هي على المحك. لقد أسهمت بمفردك في جعل واشنطن تتفهم لبنان بشكل أكثر دقة. إن دعمنا للبنان هو أقوى وأفضل توجيها بسبب الوقت الذي كرسته في عرضك لقضية لبنان أمامنا.

إن دعم الولايات المتحدة للبنان هو قوي. ففي حين نواجه مرحلة انتقالية رئاسية في واشنطن خلال سنة واحدة، فلا الجمهوريون ولا الديمقراطيون في واشنطن سوف يساومون على حرية لبنان. إن الولايات المتحدة وشركاءكم الإقليميين والدوليين الآخرين لن يتسامحوا إزاء استخدام لبنان كورقه مساومة من قبل الآخرين (...) إن كل بلدان العالم مع استثناءين بارزين أو ثلاثة فقط، تدرك الآن أهمية استقلال لبنان ووحدته وازدهاره.

إنني أؤكد لكم أن أصدقاءكم في المجتمع الدولي ليسوا سذجا. ونحن لا نقلل من التحديات ولا نتجاهل الأخطار والمجازفات الامنية. لا يزال هناك لاعبون أقوياء لا يرغبون في ان ينجح لبنان، إنما يسعون إلى إثبات أن اللبنانيين عاجزون عن حكم انفسهم بأنفسهم، وهم يريدون إعادة عقارب الساعة الى الوراء. إنني اعتقد أنكم ستنجحون وأن قيم 14 آذار/ مارس المتعلقة بالحرية والوحدة سوف تسود. إن الانتخابات الرئاسية، والتي تأخرت وفات موعدها والتي نأمل أن تتم خلال يومين فقط، هي الخطوة التالية في ضمان أمنكم واستقلالكمquot;.