فيينا: أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي التصريحات السياسية المسيئة للإسلام والمسلمين والنبي محمد التي أدلت بها مرشحة حزب الأحرار اليميني النمساوي المتطرف سوزانا فينتر، عشية الانتخابات المحلية التي جرت في الأسبوع الماضي في مقاطعة شتايمارك، واعتبرتها شكلاً من أشكال التعصب والتحريض ضد الإسلام والمسلمين. كما أشادت المنظمة الإسلامية في نفس الوقت بـ quot;الموقف النبيلquot; الذي عبّر عنه الرئيس النمساوي هاينز فيشر وزعماء ومسؤولون نمساويون بارزون في الدول النمساوية، الذين أجمعوا على إدانة تلك التهجمات.

فقد عبّرت منظمة المؤتمر الإسلامي في رسالة بعثها سفير باكستان لدى النمسا، والذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة الإسلامية، وكشفت عنها السفارة الباكستانية هنا اليوم، عبّرت عن الارتياح الإسلامي للموقف الذي أكده الرئيس النمساوي فيشر والمستشار النمساوي ألفريد غوزنباور زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزيرة الخارجية النمساوية ارسولا بلاسنك، ووصفته بـ quot;الموقف الحكيم والمتوازن والمتعاطف والعميقquot; على حد تعبيرها.

وجاء في الرسالة التي بعث بها السفير الباكستاني شاهباز إلى الرئيس النمساوي باسم منظمة المؤتمر الإسلامي quot;إن موقفكم النبيل يعكس آراء أغلبية الشعب النمساوي الصديق في إدانة التهجمات الخاطئة وغير المبررة التي ساقتها سوزانا فينتر، وهي إحدى رموز حزب الأحرار ضد الإسلام والمسلمين والنبي محمدquot;. وأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن اعتقادها القوي بأن quot;التصريحات الخاطئة وغير المسؤولة ضد الإسلام والمسلمين ورسولهم الكريم آذت مشاعر المسلمين الذين يدركون بأن مشاعرهم مهمشة وتتعرض للاعتداءquot; حسب قولها.

كما ذكّرت منظمة المؤتمر الإسلامي بأنة quot;لدى النمسا بالفعل إطار قانوني يحظر أعمال التحريض والتطاول على معتقدات الغير ومقدساتهم ورموزهمquot;. كما اشارت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى أهمية مضمون الكلمة التي ألقاها الرئيس النمساوي فيشر خلال حفل الاستقبال الذي أقامه لرجال السلك الدبلوماسي مؤخراً، وكان بينهم سفراء الدول الإسلامية والعربية المعتمدين لدى النمسا، والتي أكد فيها ضمن جملة أمور على ضرورة تكريس الأمن والاستقرار والسلام واحترام الحوار بين ممثلي معتنقي الأديان والثقافات والحضارات.

وكان مجلس سفراء الدول العربية والإسلامية بعث في الأسبوع الماضي برسالة شكر نوهوا فيها بالموقف الذي أعلنه الرئيس النمساوي فيشر والمستشار غوزنباور ورئيس البرلمان الاتحاد النمساوي، ورئيسة البرلمان النمساوي ووزيرة الخارجية النمساوية، وأجمعوا فيه على إدانة تصريحات سوزانا فينتر وأشارت عميدة السلك الدبلوماسي العربي طاووس فروخي سفيرة الجزائر لدى فيينا في هذا الخصوص إلى أهم ما ورد في كلمة الرئيس فيشر، خلال الحفل السنوي الذي أقامه لرجال السلك الدبلوماسي في معرض تعليقه على تصريحات عضو حزب الأحرار سوزانا فينتر، وهو quot;إن هذا ليس هو صوت النمساquot;. وأعربت عن اعتقادها بأن ذلك quot;يؤكد من جديد وبوضوح على التزام النمسا بالحوار السلمي القائم على الاحترام بين الثقافات والأديان والحضارات. وإني وزملائي نشاطر هذا الالتزام الهادف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة والتعاون بين النمسا وشعبها من جهة والدول والشعوب العربية من جهة أخرىquot; على حد تعبيرها.

كما رحبت السفيرة فروخي بـquot;الإدانات التي أعرب عنها أعضاء آخرين في الحكومة النمساوية، والقادة السياسيون للأحزاب، والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني لبيان حزب الأحرار المشين، وذلك كبادرة تضامن تعكس الانفتاح والاحترام تجاه الطائفة الإسلامية والمجتمع النمساوي المتنوعquot;. ونوّهت بأهمية الاجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات النمساوية بشأن الموقف العنصري لحزب الأحرار، واعتبرته بأنه الذي يسبب quot;التحريض على التعصب وكراهية الإسلامquot;. وشددت على القول ان مجلس السفراء العرب يشجع قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان النمساوي، على اتخاذ موقف مشترك يدين بشكل منهجي ومعلن أي بيان متطرف على أساس الدين أو العرق، وخاصة ضد الإسلام والمسلمين الذين أصبحوا ضحايا للاستفزازات والهجمات المتناميةquot; وفق تعبيرها.

وبعدما أشادت عميدة السلك الدبلوماسي العربي بجهود الحكومة النمساوية في معالجة مسألة اندماج المسلمين في النمسا، والإطار القانوني والفرص التي توفرها لمشاركة هؤلاء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع النمساوي، خلصت إلى تأكيد استعداد مجلس السفراء العرب في فيينا، للعمل مع السلطات النمساوية من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل بفهم أفضل وتعايش لمختلف الثقافات والأديان التي تواجه العولمة.