وقد تحدد هذه السباقات مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني أمام مرشح ديمقراطي للتنافس على خلافة الرئيس جورج بوش. وغاب عن المناظرة بمكتبة رونالد ريجان الرئاسية رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني الذي انسحب من السباق بعد نتيجة متواضعة في فلوريدا. وأعلن تأييده لمكين. ويسعى رومني للحد من قوة الدفع التي اكتسبها مكين الذي يتصدر استطلاعات الرأي في بعض الولايات المهمة التي ستجري فيها الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الكبير وهي كاليفورينا ونيويورك ونيوجيرزي. لكن رومني بدا محبطا وفي موقف الدفاع في بعض الاحيان ولم يتضح مدى التقدم الذي حققه.
واتهم رومني مكين بانتهاج مواقف ليبرالية منشقا عن الاتجاه السائد بين الجمهوريين. ورد مكين بالقول ان رومني زاد الضرائب عندما كان حاكما لولاية ماساتشوستس ولمح الى أنه غير موقفه بشأن قضايا مهمة.
وقال رومني انه quot;قطعا واطلاقاquot; لم يؤيد تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق وهي القضية التي كانت مطروحة لنقاش محتدم قبل عام وقبل بدء زيادة عدد القوات الاميركية في العراق لارساء الاستقرار في مناطق من البلاد. وقال رومني وقد بدا عليه التوتر ومكين يجلس بجانبه quot;وبالمناسبة طرح هذا الامر قبل أيام قليلة من الانتخابات التمهيدية في فلوريدا حين لم يكن هناك متسع من الوقت بالنسبة لي لتصحيح هذه المعلومات... يندرج تحت مسمى الحيل الدنيئة التي اعتقد أن رونالد ريجان كان سيجدها تستحق الشجب.quot;
وقال مكين وهو سناتور عن ولاية أريزونا كان قد أيد زيادة القوات في العراق رغم أن هذه الاستراتيجية لم تلق شعبية ان رومني سئل العام الماضي ان كانت زيادة القوات فكرة جيدة فأجاب quot;لا نريدهم أن يظلوا هناك بلا طائل حتى نغادر.quot; وأضاف مكين أن ذلك يعني بالنسبة له أن رومني يؤيد جدولا زمنيا للانسحاب الامر الذي دفع رومني لنفي ذلك بغضب. وتساءل رومني quot;منذ متى صرت خبيرا بشأن موقفي بينما موقفي كان واضحا للغاية..quot; مضيفا أن مكين كانت لديه أكثر من فرصه لطرح هذه القضية خلال الحملة لكنه فعل ذلك فقط ليحاول الاضرار به في فلوريدا.
وكان النقاش محتدما خلال المناظرة التي نظمتها شبكة (سي.ان.ان) وصحيفة لوس أنجليس تايمز ومؤسسة بوليتيكو لدرجة أن المرشحين الجمهوريين الاخرين مايك هاكابي حاكم ولاية أركنسو السابق والنائب رون بول اشتكيا. وقال بول ان مكين ورومني يخوضان quot;جدلا سخيفا بشأن من قال ماذا ومتى.quot; وقال رومني ان سجل مكين بشأن الهجرة غير المشروعة والاحتباس الحراري وخفض الضرائب يضعه quot;خارج نطاق الاتجاه السائد في الفكر الامريكي المحافظquot;. كما سخر رومني من مكين بسبب تأييد صحيفة نيويورك تايمز له الاسبوع الماضي. وقال quot;دعوني أقول انه اذا حصلت على تأييد صحيفة نيويورك تايمز فأنت على الارجح لست محافظا.quot;
ورد مكين الذي فاز في ولايتي ساوث كارولاينا ونيوهامبشير قبل أن يفوز بفلوريدا بالقول انه نال تأييد صحيفتين في بوسطن مسقط رأس رومني وأضاف أن رومني لديه أيضا توجهاته الليبرالية. وقال quot;سمعت الحاكم رومني يصف سجله.. وكما فهمت فان سجله هو زيادة الضرائب بنحو 730 مليون دولار.. ووصفها بأنها رسوم. أنا واثق من أن الناس اضطروا للدفع حتى لو وصفوها بأنها موز... فهم اضطروا لدفع 730 مليون دولار اضافية.quot; وأضاف quot;أنا فخور بسجلي المحافظ. فهو يقوم على شق الطريق لانجاز الامور.quot;
إنسحاب جولياني وادواردز
وقد انسحب خلال الساعات القليلة الماضية، اثنان من المرشحين، لينحصر الصراع بين كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون من الديمقراطيين، وماكين ورومني من الحزب الجمهوري، إضافة إلى حاكم ولاية quot;أركنساسquot; السابق، مايك هوكابي. وأعلن كل من عمدة quot;نيويوركquot; السابق، الجمهوري رودي جولياني، والسيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية quot;نورث كاروليناquot;، جون إدواردز، انسحابهما من السباق، قبل خمسة أيام فقط من quot;الثلاثاء الكبيرquot;، الذي سيشهد استكمال الانتخابات التمهيدية في نحو عشرين ولاية، بينها نيويورك وكاليفورنيا، كبرى الولايات الأميركية.
وقد واجه جولياني، الذي كان يأمل في الفوز بأصوات الناخبين بولاية فلوريدا نتيجة quot;مخيبة للآمالquot;، في الولاية التي كان يعول عليها كثيراً لمواصلة مشواره نحو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، مما دفعه إلى إعلان انسحابه من السباق الأربعاء، ولكنه قال إنه سيعطي دعمه لمنافسه السابق ماكين. ففي الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء في فلوريدا، حصل ماكين على نسبة 36 في المائة من أصوات الناخبين، فيما كان المركز الثاني من نصيب ميت رومني، الذي حصل على نسبة 31 في المائة، فيما حلّ جولياني في المركز الثالث بنسبة 15 بالمائة.
التعليقات