برلين، وكالات: تتوجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إلى سانت بطرسبورغ لعقد لقاء سنوي مع الحكومة الروسية من شأنه أن يهدئ التوترات بين البلدين بعد الأزمة الجورجية. واتخذت ميركل موقفا شديد الانتقاد من التدخل العسكري الروسي في جورجيا ودافعت عن وحدة اراضيها لكنها في الوقت ذاته نأت بنفسها عن الصقور الاوروبيين -دول البلطيق وبولندا وبريطانيا- معتبرة انه لا يمكن quot;قطع الحوارquot; مع روسيا ورئيسها الجديد ديمتري مدفيديف.

وتنوي المستشارة الالمانية التي سيرافقها عدد من الوزراء وبينهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، هذه المرة التركيز على التعاون الاقتصادي الذي يكتسي اهمية خاصة في العلاقات الثنائية. وسيقتصر لقاء هذه السنة على يوم واحد ويشارك فيه عدد اقل من الوزراء، قال دبلوماسيون انه مؤشر على فتور العلاقات.

واكد مسؤولون المان ان هذه المناقشات الالمانية الروسية السنوية والتي ستكون قمة سانت بطرسبورغ دورتها العاشرة، ستتناول ايضا مكافحة الجريمة المنظمة والارهاب الدولي والازمة المالية الدولية.

وقال مسؤول الماني كبير ان quot;ملف ايران سيكون ايضا بين المواضيع التي ستبحث لتقرير ما ينبغي القيام بهquot; في مواصلة الضغط على طهران من اجل التوصل الى تعليق برنامجها النووي الذي يشتبه في ان يؤدي الى صنع السلاح النووي. وبسبب التوتر مع الغرب، علقت روسيا الاسبوع الماضي مشاركتها في لقاء مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا حول البرنامج النووي الايراني.

وسيشرف 200 مراقبا من 22 بلدا على عملية سحب القوات الروسية من منطقتين عازلتين تفصلان جورجيا عن اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الاتفصاليين. وتقول موسكو إنها ستكمل سحب قواتها في العاشر من الشهر الجاري. وكانت روسيا قد ابقت قواتها في هاتين المنطقتين منذ طردت القوات الجورجية منها في الحرب الاخيرة.

وعبر خافيير سولانا منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن تفاؤله ببدء عملية انتشار المراقبين في موعدها المقرر. وقد بدأ المراقبون تسيير دورياتهم اليوم الاربعاء، وتمكنت طلائعهم من دخول المنطقة العازلة المحيطة باوسيتيا الجنوبية رغم الاعتراضات التي ابدتها روسيا.

وتقول وكالة رويترز للانباء إن نقطة تفتيش روسية اوقفت دورية تابعة للمراقبين الاوروبيين على حدود المنطقة العازلة، الا انها سمحت للمراقبين بالمرور بعد فترة وجيزة. وتقول التقارير الاخبارية إن فريقا من المراقبين غير المسلحين يستقلون سيارتين مصفحتين دخلوا المنطقة العازلة المحيطة باوسيتيا الجنوبية على مسافة 20 كيلومترا الى الغرب من مدينة جوري الجورجية.

الا ان مرسل بي بي سي ريتشارد جالبن الموجود في في بلدة مخراني القريبة من الحدود مع اوسيتيا الجنوبية قال إن الفرق الاخرى لم تحاول دخول المناطق العازلة لأن الجنود الروس منعوها من ذلك quot;لدواع امنية.quot; وقال رئيس بعثة المراقبة الاوروبية هانزجويغ هابر إنه سيسعى الى استيضاح الموقف مؤكدا على ان انتشار فرقه حصل على ضمانات من الكرملين بموسكو. وتشتمل بعثة المراقبين على رجال شرطة من فرنسا اضافة الى عدد من الخبراء في مجالي حقوق الانسان والقضايا القانونية.

مفاوضات

ويقول مراسلنافي بلدة جوري الجورجية ريتشارد جالبين إن المفاوضات بين الجيش الروسي والبعثة الاوروبية ما زالت مستمرة. وكانت روسيا قد وافقت على سحب قواتها من الاراضي الجورجية بموجب اتفاق وقف اطلاق النار الذي رتبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ولكن الروس ينوون الابقاء على 8000 من جنودهم في كل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، الاقليمين الجورجيين الانفصاليين الذين اعترفت موسكو باستقلالهما.

وقد ادان الزعماء الغربيون احتفاظ روسيا بالمنطقتين العازلتين واعترافها باستقلال الاقليمين. ويصر الاتحاد الاوروبي على ان يكون للمراقبين الحق في دخول اراضي الاقليمين، الا ان الروس يرفضون اعطاء اية ضمانات بهذا الصدد.

مؤتمر للمانحين

وبينما يبدأ مراقبو الاتحاد الاوروبي انتشارهم في جورجيا، صدر تأكيد بأن مؤتمرا دوليا للمانحين سيعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في الشهر المقبل من اجل جمع التبرعات لجورجيا. وكانت الولايات المتحدة قد تبرعت بمبلغ مليار دولار على هيئة مساعدات لجورجيا، ومن المتوقع ان تتبرع دول الاتحاد الاوروبي بمبلغ مماثل.

وكانت المفوضية الاوروبية قد اتفقت مع الجورجيين على منحهم مساعدات تبلغ قيمتها 700 مليون دولار تصرف على مدى ثلاث سنوات لاصلاح البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي في بلادهم. وستصرف هذه المساعدات شريطة الا تستخدم جورجيا الاموال للتسلح. ويقول مسؤولو المفوضية الاوروبية إنه من غير المرجح ان تدعى روسيا لحضور مؤتمر المانحين لأنها غير معنية بالتبرع بالاموال لجورجيا.

محادثات روسية - اوروبية

وكانت الحرب بين روسيا وجورجيا قد اندلعت في السابع من شهر اغسطس/آب الماضي، بعدما حاولت الاخيرة اعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الى حظيرتها بالقوة - مما حدا بالروس الى شن هجوم معاكس تقهقر امامه الجورجيون واضطروا الى الانسحاب من اراضي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقال اللواء نيكولاي اوفاروف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية قد ازالت خمس نقاط تفتيش في منطقة بوتي القريبة من الحدود مع ابخازيا. الا ان روسيا ما زالت تحتفظ بتسع نقاط في المنطقة المحيطة باوسيتيا الجنوبية وثلاث قرب ابخازيا.

ومن المقرر ان يتبع المراقبون الاوروبيون اربعة مكاتب ميدانية ستنشأ في العاصمة الجورجية تبيليسي ومدن جوري (التي تقع الى الجنوب مباشرة من اوسيتيا الجنوبية) وزوجديدي (قرب الحدود مع ابخازيا) وفي ميناء بوتي المطل على البحر الاسود.