سيول: مدد الموفد الاميركي المكلف الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل الخميس زيارته الى بيونغ يانغ حيث يسعى لاقناع نظام هذا البلد بالمضي قدما في خطواته للتخلي عن السلاح النووي، وسط تصاعد حدة التوتر بين الكوريتين.
واكد متحدث باسم الممثلية الاميركية في سيول ان هيل الذي يشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاسيوية لن يعود بعد ظهر الخميس الى سيول، من دون ان يكون قادرا على تقديم تاريخ محدد لعودته.
وكان هيل وصل الاربعاء الى كوريا الشمالية تلبية لدعوة من السلطات الشيوعية في هذا البلد، وكان من المفترض ان يعود الخميس الى كوريا الجنوبية ليتوجه الجمعة الى الصين.
ويسعى الموفد الاميركي الى انقاذ اتفاق تم التوصل اليه عام 2007 حول نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وتعثر تنفيذه بشكل خطير.
وكانت كوريا الشمالية التي اصبحت دولة نووية معلنة العام 2006 باشرت مفاوضات للتخلي عن برنامجها النووي منذ العام 2003 في مقابل تلقي مساعدة في مجال الطاقة وضمانات على المستويين الدبلوماسي والامني.
واقفلت بيونغ يانغ مفاعلها النووي الرئيسي وباشرت تفكيكه في اطار الاتفاق الذي عقد بين الدول الست في تشرين الاول/اكتوبر 2007 وهي الصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا.
الا ان هذه المحادثات تعثرت حول اجراءات التحقق من التخلي عن السلاح النووي.
وتطالب السلطات الاميركية باخضاع بيونغ يانغ لآلية كاملة من التحقق مع زيارات تفتيش مفاجئة للمواقع والتمكن من الحصول على عينات من عناصر ومعدات في هذه المواقع.
من جانبها تؤكد بيونغ يانغ ان زيارات التفتيش هذه غير واردة في اتفاق العام 2007 وتتحدث عن محاولة للمس بكرامة كوريا الشمالية وتهدد باعادة تشغيل منشآتها النووية.
ويبدو ان الموفد الاميركي يمكن ان يعرض على السلطات الكورية الشمالية تسوية تجعل الصين المحاور الاساسي مع نظام بيونغ يانغ.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الاربعاء ان الصين quot;يمكن ان تلعب دورا خاصاquot; من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. الا ان مسؤولا في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن اسمه قال ان هيل يمكن ان يقترح على كوريا الشمالية ان تسلم الى الصين خطة تتعلق بكيفية التحقق من خلو المنشآت النووية الكورية الشمالية من اي طابع عسكري.
وفي الوقت الذي يواصل المندوب الاميركي محادثاته تشهد العلاقات بين الكوريتين توترا ازداد حدة الخميس بعدما هددت بيونغ يانغ بطرد كل العاملين من كوريا الجنوبية في مجمع صناعي يقع في مدينة كاوسونغ عند الحدود مع كوريا الجنوبية ويعتبر رمزا للشراكة بين الكوريتين.
واتهمت السلطات الكورية الشمالية هيئات مدنية كورية جنوبية باللجوء الى نشاطات دعاية في كاوسونغ.
وسبق ان قام النظام الشيوعي في بيونغ يانغ في نهاية آذار/مارس بطرد غالبية المسؤولين الكوريين الجنوبيين الموجودين في كاوسونغ.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان نشر في اعقاب محادثات بين الكوريتين quot;لقد ابلغنا الشمال ان العاملين من كوريا الجنوبية لن يستطيعوا البقاء في كاوسونغ (...) في حال تواصل القاء النشرات الاعلاميةquot;.
وانتهت هذه المحادثات التي جرت في قرية بانمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والخميس وهي الاولى بين سيول وبيونغ يانغ منذ سبعة اشهر تقريبا.