واشنطن: قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عددها الصادر الأحد إن العراق لا يزال يواجه مشكلة هجرة العقول، من أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين وغيرهم من المهنيين المتعلمين المعرضين للخطف والعنف العشوائي.

وقالت الصحيفة إن العراق يحاول وقف هجرة المتعلمين وإغراء الذين غادروا العراق خلال السنوات الخمس الماضية بالعودة، فقد زادت الحكومة العراقية من رواتب الموظفين الحكوميين بنسبة تتراوح بين 50 بالمئة إلى 75 بالمئة لاجتذاب كثير من الموظفين الذي فصلوا من وظائفهم بعد الإطاحة بنظام صدام حسين كجزء من عملية اجتثاث البعث.

ورغم أن وزارة الهجرة والمهجرين قالت إن عشرات الآلاف من العراقيين عادوا منذ الخريف الماضي، إلا أن هناك 2.5 مليون عراقي مهاجر وما زالت الهجرة مستمرة، ونقلت الصحيفة عن قادة في مجال الأعمال والسياسة قولهم إن الأمر سيتطلب سنوات عديدة قبل أن تحل المشكلة.

ونقلت الصحيفة عن رعد عمر رئيس غرفة التجارة والصناعة العراقية الأميركية قوله إن الغرفة كانت بعد سقوط نظام صدام حسين حين تعلن في صحيفة عن وظيفة شاغرة لمحام أو موظف في العلاقات العامة أو مهندس أو إداري، تتلقى ما بين 200 و300 طلب، أما الآن فيقول عمر إنه يكون محظوظا حين يتلقى 20 طلبا، وتكون معظمها من أناس يفتقدون إلى الخبرة.

وكان عمر يتوقع أن العراق سيحتاج إلى عامين حتى يتعافى اقتصاديا، أما الآن فيقول بتردد إنه قد يحتاج إلى خمس سنوات، ويضيف: quot;أعتقد أن الناس بشكل عام ليس لديهم ثقة في المستقبلquot;.

ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس النواب العراقي مصطفى الهيتي، وهو مقرر لجنة الصحة والبيئة قوله إن أكثر من سبعة آلاف طبيب غادروا العراق، بما في ذلك معظم من كانت لديه خبرة 20 سنة أو أكثر، وذكر أن 600 منهم عادوا، غير أن أيا منهم يعتبر من المتخصصين والخبراء الذين يحتاج إليهم العراق.

وقال الهيتي إن معظم المهنيين ذوي الخبرة كانوا من العرب السنة الذين انضموا إلى حزب البعث في عهد نظام صدام حسين ليس لأسباب أيديولوجية بل لتحسين أوضاعهم المهنية، ثم تم إقصاؤهم وطردهم من وظائفهم بعد أن أطيح بصدام حسين. أما الآن فلا يشعرون بالارتياح للعيش في بلد يسيطر عليه الشيعة. وشكك الهيتي بالتزام الحكومة العراقية بالتخلي عن سياسات اجتثاث البعث.

ونقلت الصحيفة عن سهام الشجيري المتحدثة باسم وزارة التعليم العالي قولها إن 6700 أستاذ جامعي غادروا العراق وإن 150 منهم فقط عادوا، وقتل 300 منهم.