موسكو: شهد السادس من أكتوبر عام 1973 نجاحا باهرا حققته القوات المصرية التي عبرت قناة السويس ودحرت القوات الإسرائيلية في سيناء. وانتهت معركة السادس من أكتوبر بالتعادل بعدما تمكن الإسرائيليون من عبور القناة وتطويق أحد الجيشين المصريين في الضفة الغربية.

وكان للاتحاد السوفياتي فضل كبير في تلك المعركة التي ستظل أبدا راسخة في وجدان الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.

وسبقت عملية العبور عملية التمويه والخداع التي صاحبت الاستعداد المصري للقتال والتي اندرج فيها ما سمي بـquot;طرد المستشارين العسكريين السوفياتquot; من مصر.

وبالفعل عاد ألوف العسكريين السوفيات من مصر إلى الوطن بعدما أعلن الرئيس المصري آنذاك أنور السادات في 18 يوليو عام 1972 عن قراره بإنهاء مهمة المستشارين السوفيات لأن موسكو رفضت تزويد مصر بأسلحة هجومية كما قيل، ولكن العائدين كانوا قد أنجزوا مهمتهم في مصر في إطار ما سمي بـquot;عملية القوقازquot; التي بدأها الاتحاد السوفياتي في عام 1969 عندما أرسل وحدات من قواته المسلحة إلى مصر لتقاتل الطيران العسكري الإسرائيلي وتقارع التكنولوجيا العسكرية الأميركية. وحقق العسكريون السوفيات نجاحا كبيرا، إذ أجبروا إسرائيل على إيقاف الغارات الجوية على مصر بعدما أسقطوا حوالي 10 طائرات إسرائيلية أميركية الصنع.

وعندما أعلن السادات عن إعادة العسكريين السوفيات إلى الوطن كان هؤلاء قد سلموا المصريين العتاد الذي استخدموه خلال quot;عملية القوقازquot;. وفضلا عن ذلك لم يرحل جميعهم، بل استمر بعضهم في تدريب المصريين خلال عام 1972.

بيد أن انسحاب القوات النظامية السوفياتية من مصر أوهم الإسرائيليين أن هناك قطيعة بين مصر والاتحاد السوفياتي. وبعد ذلك ساد إسرائيل الاعتقاد بأن المصريين لن يجرؤوا على بدء حرب بدون دعم عسكري وسياسي من الاتحاد السوفياتي.

وتم اختيار توقيت بدء المعركة في أغسطس 1973 عندما وصل وفد عسكري سوري إلى مصر على سفينة سوفياتية يرافقه سفير الاتحاد السوفياتي لدى سوريا.

وكان الاتحاد السوفياتي هو الذي مكن السادات من ربح معركة السادس من أكتوبر 1973. ولأن تلك المعركة لم تؤد إلى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي فإن الرئيس المصري توجه في ما بعد للاستعانة بالولايات المتحدة لكي تساعده على عقد معاهدة السلام مع إسرائيل.