طلال سلامة من روما: قام برلسكوني بإعادة ترميم ما حصل في الصيف الماضي بين روسيا وجورجيا. وأمام نساء تم ذبحهن واغتصابهن وجد بوتين نفسه أمام وضع رهيب يلفه عنفوان متعمد! قبل المضي قدماً في المقال أذكر أن برلسكوني وبوتين تجمعهما صداقة عميقة. يُضاف الى ذلك، توغل الشركات الإيطالية البارزة في الأنسجة الصناعية الروسية مما يجعل ايطاليا تقف على حدود الحياد(تميل في بعض المواقف غير الرسمية كذلك الى الدفاع عن الروس). كما يجمع بوتين وحكومة برلين مستوى جيداً من الصداقة لأن بوتين كان مدير جهاز الاستخبارات الروسية في ألمانيا الشرقية وهو يتقن الألمانية بصورة ممتازة. يكفي الاستماع إلى خطاباته، في أكثر من مناسبة، أمام أعضاء البرلمان الألماني كي نستنتج درجة الود والاحترام الذي يكنها له البرلمانيين الألمان.

بالنسبة لبرلسكوني، فان ردود فعل بوتين كانت أكثر من منطقية. فرئيس جورجيا لطخ سمعته بأحداث عنف دموية، طالت النساء والأطفال. ولم يكن بوسع بوتين إلا توجيه قواته الى العاصمة تبليسي. هذا ويعتقد برلسكوني أن الجيش الروسي توقف على بعد 15 كيلومتراً من عاصمة جورجيا تفادياً للرجوع بالعالم الى الوراء، الى ما قبل الحرب البادرة. مرة أخرى، تصطف ايطاليا الى جانب روسيا ولا أستبعد أن تقف مرات أخرى عديدة الى جانب بوتين وميدفيديف.

على هامش موقفه المدافع عن quot;منطقيةquot; بوتين، يخطو برلسكوني خطى ساركوزي الذي يريد أن يعرف، بأي ثمن، من هو المسؤول عن الأزمة المالية الدولية التي بدأت تفكك البورصات العالمية. مع ذلك، يعتقد برلسكوني أن الغنى بإيطاليا غير مرتبط بالمال إنما بالعمل. اليوم، يتوقع الجميع من حكومة برلسكوني أن تقوم الأخيرة بالإقرار بقوانين(طارئة بالفعل هذه المرة) للدفاع عن مدخرات زبائن المصارف. ضمنت حكومة برلين لغاية 90 في المئة من ودائع الزبائن في المصارف الألمانية فهل ستتألق شعبية برلسكوني أمام الإيطاليين، مرة أخرى، عندما سيجتهد برلسكوني للدفاع عن حقوقهم المصرفية؟