طلال سلامة من روما: صحيح أن خطر العنصرية موجود بيد أن روح العنصرية غير مكتوبة في الحمض النووي لدى الإيطاليين. وكان هذا الدرس المعنوي الدفاعي محور هجوم شنه ريناتو سكيفاني، رئيس مجلس الوزراء، على فالتر فلتروني رئيس الحزب الديموقراطي اليساري. إذ يؤمن سكيفاني بأن الحوار بين برلسكوني وفلتروني ممكن. مع ذلك، لا يستبعد سكيفاني احتمال تسمم المناخ السياسي بإيطاليا. ان تطرقنا جيداً الى التحركات السياسية، التي جرت في فصل الشتاء الماضي، لوجدنا بداية علاقات طيبة بين برلسكوني وفلتروني الذي استقبل رئيس الوزراء الحالي في مكتبه، عندما كان عمدة روما. لكن، وبعد سلسلة من التصريحات التي تعتبر جزء من آلية الحوار السياسية تسممت العلاقات بينهما. هذا ويري سكيفاني مبالغة في أخذ خطر تفشي الديكتاتورية السياسية بعين الاعتبار.

انتهى هجوم سكيفاني على فلتروني باتصال هاتفي ألغى هذا الحادث السياسي المؤسف بينهما. لكن نائب فلتروني، داريو فرانشيسكيني، لم يهضم بعد ما قاله رئيس مجلس الشيوخ الذي يخطو خطى برلسكوني وبعض وزرائه في تخصيص حصة كبيرة من قوتهم، كل يوم، لمهاجمة أم انتقاد الحزب الديموقراطي، بدلاً من العمل على قضايا حساسة وملحة.

يأتي هجوم سكيفاني في وقت تعيش فيه ايطاليا حوادث عنف متكررة وغير معهودة، تطال الأجانب المقيمين هنا. في هذا السياق، يشدد سكيفاني على أن التضامن وليس العنصرية هو ما يميز الحمض النووي للإيطاليين. لا بل يتحرك البرلمان ومجلس الشيوخ معاً لتقويض ظاهرة ولادة بعض العصابات الشبابية المتمسكة بأيديولوجيات عنصرية تديرها بعض الأطراف الراغبة في نشر البلبلة بالبلاد. يذكر أن سكيفاني تجمعه علاقة صداقة حميمة مع برلسكوني لكن دوره المؤسساتي الراهن يفرض عليه توازناً سياسياً لا ينبغي أن يوقظ أي فيتو ضده.