دمشق: إستنكرت منظمة مراسلون بلا حدود قرار السلطات السورية حظر توزيع صحيفة quot;الحياةquot; العربية التي تحظى بتمويل سعودي في سورية منذ 29 أيلول الماضي، وربطت بين منع توزيع الصحيفة بالعلاقات بين دمشق والرياض التي تشهد تدهوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وقالت إن منع الصحيفة هو الفصل الأخير من النزاع القائم بين سورية والسعودية. وفي هذا السياق قالت المنظمة quot;غالباً ما تكون المؤسسات الإعلامية في العالم العربي رهن العلاقات الدبلوماسية الجيدة القائمة بين الدول التي تموّلها وتلك التي تعمل فيهاquot;. وأشارت إلى عدة خلافات سياسية إنتقلت إلى المستوى الإعلامي في الدول العربية.

وفي 29 أيلول تبلّغت إدارة مكتب quot;الحياةquot; في بيروت من مكتب الرقابة في وزارة الإعلام السورية بتعليق توزيع الصحيفة quot;حتى إشعار آخرquot;. وهي التي تطبع في عدة عواصم عربية، وكانت تمنع أعدادها مراراً في سورية، ولم تبرر السلطات السورية أسباب هذا القرار. وكانت السلطات السورية المعنية إستدعت مراسلها في دمشق إبراهيم حميدي عدة مرات ليبرر ما أورده في مقالاته أو مواقف الصحيفة، كما إعتقل ستة أشهر قبل سنوات. وكانت وسائل الإعلام السورية أعربت عن غضبها واستياءها من السعودية بسبب تجاهلها الاعتداء الأخير الذي ضرب دمشق في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي وأسفر عن مقتل 17 شخصاً وجرح آخرين.

وقالت مراسلون بلا حدود quot;إن وزارة الإعلام تُحكم المراقبة المفروضة على الصحف الأجنبية الموزعة على الأراضي السورية. ولا يفلت مراسلو الصحافة الأجنبية ولا سيما العربية منها من هذه الرقابة التي تحد من هامش عملهم، علماً بأنه لم يسمح لعدة مؤسسات إعلامية عربية بفتح مكتب لها في البلاد، فباتت بيروت بالنسبة إليها القاعدة الخلفية لتغطية الوقائع السوريةquot;.

وكان مدير مكتب quot;الحياةquot; أعلن استقالته بالتزامن مع منع توزيع الصحيفة في سورية، وبرر تقديم الإستقالة لأنه بدأ يلمس quot;وكأن ثقل الموقف السياسي يخيم بظلاله على السياسة التحريرية للحياةquot;، وقال في إفتتاحية كتبها في جريدة quot;الوطنquot; السورية المقربة من السلطات قبل أيام quot;لست ساذجاً كي أظن أنني قادر على تغيير سياسة الحياة ولست ساذجاً كي أظن أنني قادر على فرض المواقف السورية على سياستها التحريرية لكن بالتأكيد أملك قراراً لأخرج من مشروع كهذا قبل أن يبتعد كلياً من قناعاتيquot; في إشارة إلى عداء الصحيفة لسورية.