نيويورك، واشنطن: ربما لبعض الأميركيين، لم يتضح بعد الأسماء المرشحة لخوض السباق نحو البيت الأبيض ففي مقاطعة quot;ريمسيلارquot; إحدى مقاطعات ولاية نيويورك، تسلم مئات الناخبين الأميركيين لوائح للاقتراع الغيابي حملت اسمين: quot;باراك أسامةquot; بدلاً من اسم السيناتور الديمقراطي الأسمر باراك أوباما، وquot;جون ماكين.quot;
ففي بلاد مثل الولايات المتحدة الأميركية يعتبر اسم مثل اسم quot;أسامة بن لادنquot; زعيم تنظيم القاعدة، أشهر أسم معروف على الإطلاق.
انتقادات حادة لرسم ساخر حول quot;أوباما الإرهابيquot; والمجلة لا تعتذر
الخطأ المطبعي الذي لم يعرف بعد ما إذا كان مقصوداً أو غير مقصود، كان أول من نقله صحيفة quot;تايمز يونيونquot; في عاصمة الولاية، ألباني.
وعلى الفور بعث مكتب الانتخابات بياناً عبر جهاز الفاكس قال فيه عضوان من لجنة الانتخابات، الديمقراطي ادوارد ماكدونوغ والجمهوري لاري باغبي، إنهما يأسفان عن حصول الخطأ، دون أن يقرا بطبيعته.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ماكدونوغ قوله في اتصال هاتفي لاحقاً quot;إنه خطأ بشري، إنه مؤسف، إنه إحراج لمكتبنا بالتأكيد.quot;

يُذكر أن المسؤولين قاموا عندما اكتشفوا الخطأ، بتمزيق باقي ما لديهم من لوائح وصححوا لوائح أخرى بعثت لقرابة 300 شخص كانوا قد تسلموا تلك التي تحمل الاسم الخطأ، في المقاطعة التي تقع شرقي الولاية.
بموازاة ذلك، قال بليك زيف، المتحدث باسم السيناتور الديمقراطي باراك أوباما إن الحملة quot;مسرورة لقيام المسؤولين بتصحيح هذا الخطأ ونتوقع عدم حصوله مجدداً.quot;
من جهة أخرى، ومع تراجع صورة أميركا في الخارج، يسعى المرشحان للبيت الأبيض الى التميز عن السياسة الخارجية التي يعتمدها الرئيس الأميركي جورج
بوش رغم أنهما غير قادرين على التخلي عنها بشكل كامل.ورغم أنهما مختلفان حول العراق وأفغانستان فان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين يريدان الإنتقال الى quot;حقبة ما بعد بوشquot; وطي صفحة quot;الحرب على الإرهابquot; التي لم تعد تحظى بشعبية في الولايات المتحدة.
لكنهما يتقربان شيئاً فشيئاً من مواقف الإدارة المنتهية ولايتها في الآونة الأخيرة ولا يرفض أي منهما quot;عقيدة بوشquot; القائمة على شن ضربات عسكرية
وقائية.
ويؤكد جون ماكين (72 عامًا) أن دعمه لسياسة التعزيزات الأميركية في العراق أدت الى تحسن الوضع الأمني في هذا البلد وإعتبر أن ذلك يعطيه
مصداقية في مجال الأمن القومي.ويحبذ ماكين وصف منافسه اوباما (47 عامًا) بأنه quot;ساذجquot;. ويعتقد اوباما أن الحرب في العراق حالت دون قيام الولايات المتحدة بالتركيز على أفغانستان، الجبهة الرئيسية في الحرب على الإرهاب بحسب رأيه.
وخلافاً لمنافسه يرفض جون ماكين الحديث عن جدول زمني لإنسحاب القوات الأميركية من العراق لكنه يتوقع أن تكون الحكومة العراقية فرضت
سلطتها على كل البلاد بحلول نهاية ولايته في 2013 في حال إنتخابه رئيسًا، وأن يتم خفض التواجد العسكري الأميركي بشكل كبير.
وبخصوص أفغانستان، يرى الرجلان أنه يجب إرسال مزيدًا من الجنود لمحاربة عناصر طالبان والقاعدة المسؤولين عن تصاعد العنف.
كما يؤيد المرشحان شن ضربات وقائية من إفغانستان ضد المتمردين الذين يجتازون الحدود الباكستانية وهو موقف تعارضه بشدة إسلام اباد حليفة
واشنطن المقربة.
ويكمن خلافهما في أن اوباما يدعو علناً الى مثل هذه الأعمال فيما يعتبر ماكين أنه يجب quot;عدم المجاهرة بذلكquot; للحفاظ على العلاقات مع حليف أساسي.
وبدأت إدارة بوش في مواجهة توغل طالبان من باكستان بشن مثل هذه الهجمات خلال الأسابيع الماضية.ويرفض اوباما وماكين فكرة فتح جبهة جديدة ضد إيران حتى إذا تحدث ماكين عن إحتمال شن ضربات لمنع طهران من إمتلاك السلاح النووي.
ويدعم الإثنان التحرك الدبلوماسي الدولي الذي أدى الى عقوبات أشد ضد إيران.
وفي بادىء الأمر تعرض اوباما لإنتقادات ماكين بعدما أبدى إستعداده لإجراء حوار مع القادة الإيرانيين لكن مواقفهما عادت وتقاربت. وأصبح المرشح
الديموقراطي يتحدث الآن عن quot;التحضيرquot; قبل إجراء مثل هذه المباحثات التي ليس من الضروري أن تشمل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. أما منافسه الجمهوري فلا يستبعد لقاءات مع إيران على المستوى الوزاري.
وبخصوص روسيا، شدد اوباما لهجته بعد الإنتقادات التي وجهها ماكين له بسب رد فعله الذي إعتبر متهاوناً حيال دخول القوات الروسية الى جورجيا في
8 اب الماضي. ويعتمد ماكين خطاباً أكثر تشددًا من إدارة بوش عبر دعوته الى إقصاء روسيا عن مجموعة الثماني ووقف مفاوضات إنضمامها الى منظمة التجارة العالمية مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة التعاون مع موسكو لا سيما في المفاوضات حول الملفين النووين الإيراني والكوري الشمالي.