الياس توما من براغ: اتهم وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ اليوم من جديد الدبلوماسية الروسية بأنها لا تزال تتحرك ضمن عقلية السياسة السوفياتية السابقة معتبرا أن موسكو تريد خلق وضع مشابه للوضع الذي كان قائما أثناء الحرب الباردة أي التأثير في بعض مناطق العالم ومنها منطقة وسط أوروبا وليس قيام قزم مثل تشيكيا حسب قوله بان يتخذ قراراته بنفسه بدونها في إشارة إلى قرار الحكومة التشيكية وضع قاعدة رادارية اميركية في تشيكيا في إطار مشروع الدرع الصاروخي الاميركي رغم معارضة موسكو القوية .

وأشار إلى أن العلاقات الأوروبية مع روسيا ستكون إحدى اولويات الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي التي ستبدأ في كانون الثاني يناير القادم لستة اشهر بعد انتهاء رئاسة فرنسا للاتحاد مشددا على انه يتوجب عدم نسيان ما حدث مؤخرا في جورجيا كما يتوجب عدم السماح بخرق الالتزامات بالقواعد والاتفاقيات التي وقعتها روسيا بنفسها .

واعتبر في حديث لصحيفة ملادا فرونتا الأوسع انتشار هنا نشرته اليوم بان روسيا تشكل الآن التهديد الأكبر لنفسها وليس للآخرين غير انه في حال انهيار حلف الناتو أو إضعافه بشكل كبير يمكن النظر إلى مخاطر روسيا بشكل مختلف .

وعاد شفارتسينبيرغ من جديد إلى اتهام روسيا بالتصرف كقوة كولونيالية ولاسيما بحق جيرانها مشددا على أن تصرفها هذا لم يتوقف عمليا منذ القرن السادس عشر تماما كما فعلت القوى الكولونيالية الغربية غير أنها على خلاف القوى الغربية لم تعبر البحار والمحيطات بل تحركت سير ا على الأقدام أو على الخيول .

واعترف أن روسيا خلال تاريخها بذلت جهودا حضارية كبيرة وفي نفس الوقت لم تتصرف بفوقية تجاه الشعوب التي انخرطت في الإمبراطورية الروسية كما فعلت الكولونيات الغربية تجاه الدول التي استعمرتها .

وأشار إلى أن روسيا قد فقدت الكثير من تأثيرها عند انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات من القرن الماضي ولذلك فان الكثير من الروس حتى الآن لا يفهمون لماذا حدث ذلك .

ورأى أن الكثير من المبررات التي تقدمها روسيا حول تصرفها الأخير في القوقاز تذكر بالذرائع التي ساقها الفرنسيون والبريطانيون حول تصرفاتهم في أفريقيا ولاسيما الادعاء بأنهم دعيوا للحفاظ على النظام أما هؤلاء quot; السعيدي الحظquot; من الطرف الثاني فلديهم رأي آخر حول هذا الدور .

ولم يستبعد الوزير التشيكي أن تقدم موسكو على استخدام سلاح الطاقة مستقبلا في حال حدوث خلافات مع أوروبا كما فعلت موسكو بنجاح مع أوكرانيا ولذلك دعا إلى حل مسالة تبعية أوروبا لإمدادات الطاقة الروسية.

وأضاف أن روسيا تحتاج إلى الدخل الذي يأتيها من بيع المواد الأولية التي لديها ولهذا يتوجب عليها أن تبيع هذه المنتجات غير انه بعد الانتهاء من بناء التمديدات إلى الصين والهند سيتم خلق وضع نوعي جديد .