بغداد: اعلن مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى ان رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني سيلتقي للمرة الاولى منذ تأزم الوضع، وفدا تركيا الثلاثاء لمناقشة قضية حزب العمال الكردستاني.
واوضح فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم لوكالة فرانس برس quot;سيلتقي الرئيس برزاني اليوم وفدا تركيا برئاسة ممثل رئيس الوزراء التركيquot; رجب طيب اردوغان.
واوضح ان quot;هذا اللقاء الاول بين برزاني والوفد التركي (...) وجزء من جدول الاعمال سيناقش مشكلة حزب العمال الكردستانيquot;.
وتتهم انقرة بصورة متكررة القيادة الكردية العراقية بتقديم الدعم للمتمردين الاكراد، الامر الذي تنفيه حكومة اربيل.
وحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وتركيا منظمة ارهابية، يشن منذ 1984 نضالا مسلحا للمطالبة بالحكم الذاتي لجنوب شرق تركيا حيث الغالبية من الاكراد. واوقع النزاع نحو 44 الف قتيل، بحسب الارقام الرسمية.
وتمر تركيا بموجة جديدة من اعمال العنف منذ هاجم المتمردون الاكراد في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر ثكنة للجيش التركي قرب الحدود العراقية فقتلوا 17 جنديا. كما قتل في معارك تلت الهجوم 23 متمردا، بحسب الجيش.
المتمردون الاكراد يتهم تركيا بجر برزاني الى الحرب لاضعاف موقفه ازاء بغداد
من جهة ثانية اتهم ابرز قيادي في حزب العمال الكردستاني تركيا الثلاثاء بمحاولة جر اقليم كردستان العراق الى الحرب بهدف اضعاف موقف رئيس الاقليم مسعود برزاني في خلافاته مع بغداد.
وقال رئيس ارفع هيئة قيادية سياسية وعسكرية في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان لوكالة فرانس برس ان quot;تركيا تريد جر اقليم كردستان الى الحرب عبر اتهامه المتكرر بايواء حزبنا لكن الهدف الرئيسي من الاتهام اضعاف موقف (سلطات الاقليم) في خلافها مع بغدادquot;.
ويسود التوتر العلاقات بين برزاني ورئيس الوزراء نوري المالكي بسبب التباين الشديد في تفسير مواد الدستور حول الفدرالية وخصوصا فيما يتعلق بالصلاحيات، اضافة الى الخلافات حول مشروع قانون النفط والغاز، فضلا عن مسالة كركوك التي يطالب الاكراد بضمها الى كردستان.
وقال قريلان ان quot;استمرار قصف مقراتنا في الجبال والايقاع باقليم كردستان خلف الكواليس في خلافاته مع بغداد ونسج المكائد حول قضية كركوك دفعنا للرد على تركيا وجيشها ضمن اطار دفاعنا المشروع عن النفسquot;.
وطالب قريلان من مخبأه في اقصى شمال شرق المثلث الحدودي الوعر، بين تركيا وايران والعراق، قادة اكراد العراق بquot;مراعاة حزب العمال نظرا لوضعه الدقيق بسبب استعداداته لدعم القوائم الكردية في الانتخابات المحلية في تركيا الربيع المقبلquot;.
وقال ان quot;الاتراك يخططون للفوز ببلدية آمد (دياربكر) التي تعتبر بمثابة القلعة الحصينة للاكراد في تركياquot;.
وردا على سؤال حول زيارة رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني الى تركيا لمفاوضات بشان الحزب، اجاب قريلان quot;ننتظر ان يبلغ الساسة الاكراد العراقيون تركيا استعدادهم للمساهمة في حل القضية الكردية في تركيا عبر الحوار لا نتوقع غير ذلكquot;.
من جهة اخرى، اوضح القيادي البارز ان العملية العسكرية الاخيرة التي ادت الى مقتل 17 عسكريا تركيا quot;كانت ردا على الضغوطات المتكررة التي تمارسها تركيا على كردستان الشمالية (كردستان تركيا)quot;.
وقد اعلن الجيش التركي مقتل 23 متمردا كذلك في العملية التي استهدفت قاعدة عسكرية في قرية مجاورة للحدود مع العراق قبل اكثر من عشرة ايام.
ويشن الطيران التركي منذ ذلك الوقت غارات على مواقع العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية.
ونفى قريلان ان يكون هدف العملية اعطاء الذريعة للبرلمان التركي ليمدد قرار السماح للجيش بشن عمليات في العراق لان quot;قرار التمديد بيد الجيش وليس البرلمان والتصويت في البرلمان دعاية اعلامية ليس اكثر (...) القرار اتخذ قبل العمليةquot;.
وقال quot;ان توغلنا العسكري في عمق الاراضي التركية والتصدي لجيشه المهزوم في قعر مخابئهم رسالة واضحة لتركيا والجميع باننا موجودون في كردستان تركيا وليس كردستان العراق واننا متواصلون مع شعبنا في تركياquot;.