لندن: في تقرير لمراسلها في منطقة الشرق الأوسط، تكشف صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة اليوم عن وثائق سرية تقول إنها تثبت أن الفلسطيني صبري خليل البنا، المعروف باسم quot;أبو نضالquot;، كان quot;جاسوسا أميركياquot; عمل على إيجاد صلة بين نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

فتحت عنوان quot;أبو نضال، المرتزق الفلسطيني سيء الصيت، كان جاسوسا أميركياquot;، تنشر الصحيفة تقريرها الذي يتحدث عن quot;أوراق سريةquot; يقول المراسل إنها بحوزته وتتحدث عن quot;الكيفية التي تم بها تجنيد أبو نضال، الشخص المخيف الذي كان وراء اغتيال حوالي 900 شخص في أكثر من 20 بلدا، من أجل العثور على روابط بين صدام والقاعدة.quot;

يقول تقرير فيسك إن المخابرات العراقية كانت تعتقد أن أبو نضال لم يكن يعمل لصالح الاستخبارات الأميركية فحسب، بل كان يتعاون أيضا مع أجهزة المخابرات الكويتية والمصرية، حيث قامت السلطات العراقية المختصة بالتحقيق معه في هذا السياق قُبيل أشهر فقط من غزو البلاد بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

نفي غربي

تقول الوثائق أيضا إن التقارير الغربية نفت المزاعم العراقية التي تحدثت عن انتحار أبو نضال في شهر أغسطس/آب من عام 2002، مشيرة إلى أن مخابرات صدام حسين هي التي قتلته عندما لاحظوا أن وجوده في العراق بات يشكل إحراجا للعراقيين. إلا أن الوثائق، التي يعتقد فيسك أن ضباط المخابرات العراقية كانوا قد أعدوها إرضاء لرئيسهم صدام، تقول إن أبو نضال انتحر فعلا بعد اعترافه quot;بارتكاب جريمته النكراء بالتجسس ضد العراق.quot;

يقول تقرير الإندبندنت إن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أبو نضال، كما تظهرها الوثائق الاستخباراتية السرية التي قُدَّمت لصدام في شهر سبتمبر/أيلول عام 2002، تؤكد أن ضباط مخابرات كويتيين ومصريين طلبوا من صبري البنا التجسس لصالحهم، quot;وبعلم ومعرفة نظرائهم الأمريكيين.quot;

ويشير تقرير فيسك إلى أن طاهر جليل الحبوش، رئيس المخابرات العراقية السابق، كان قد أعلن في مؤتمر صحفي بعد خمسة أيام فقط من مقتل أبو نضال عام 2002 أن الأخير انتحر في أعقاب توصول عملاء المخابرات العراقية إلى الشقة التي كان يتوارى فيها في المدينة.

تقرير سري

إلا أن التقارير السرية المذكورة، التي أعدتها quot;وحدة المخابرات الخاصة م4quot; ورفعتها لصدام، تشير بوضوح إلى أن البنا كان قد خضع قُبيل مقتله لعملية استجواب طويلة ومضنية على أيدى ضباط المخابرات العراقية. وتأتي التقارير على ذكر اسم ضابط كويتي برتبة رائد، وهو أحد أفراد أسرة آل الصباح الحاكمة، والذي تقول إنه كان المسؤول عن ملف أبو نضال الذي كُلِّف quot;بالقيام بأعمال إرهابية داخل وخارج العراق، إذ كان من شأن وجوده في البلاد أن يمد الأميركيين بذريعة أن العراق يقدم ملجأ لمنظمات إرهابية.quot; وترفق الصحيفة تقرير فيسك بقائمة لأبرز حوادث القتل والاختطاف التي قالت إن أبو نضال كان وراءها أو طرفا فيها قبل انتقاله للعيش في العراق التي لقي حتفه فيها.