أزمة الجامعات تتفاقم في إيطاليا
طلال سلامة من روما: تتقلب شعبية كل رجل سياسي حول العالم استناداً الى اقتصاد بلاده. مرة أخرى، يمثل سيلفيو برلسكوني حالة استثنائية عالمية لأن شعبيته، في خضم الكوارث المالية الاقتصادية الحاضرة والقادمة، لم تتزعزع أبداً لا بل أنها واصلت مسارها التصاعدي! ويعود السبب في قدرة برلسكوني السحرية على توطيد نفوذه، برغم انهيار الأسواق المالية والهلع الذي أصاب المستثمرين وتراجع قيمة أسهم بعض الشركات المملوكة الى برلسكوني وعائلته بنسبة 40 في المئة، الى تواجده في قلب الاقتصاد والسياسة أين يدير موازنات حكومية تحتوي على بلايين اليورو قد تستعمل لإنقاذ العديد من الشركات الخاصة التي أوشكت على طلب مساعدات مالية من حكومة برلسكوني. هكذا ينتمي برلسكوني الى قائمة من السياسيين المحظوظين، كما البريطاني غوردن براون، الذين تألقوا عالمياً نتيجة الأزمات المالية على عكس الزعيمين بوش وبوتين اللذين فقدان جزء كبيراً من لمعانهما.

لا يعترف برلسكوني رسمياً بعد بدخول ايطاليا في مرحلة كساد اقتصادي كما توقع لها خبراء صندوق النقد الدولي في السنتين القادمتين. ولا يأبه كذلك باتهامات اليساريين فهو ينجح في إدارة ايطاليا بسهولة لا يعلى عليها. وتكبدت شركات برلسكوني خسائر فادحة بيد أن مكانته في ايطاليا تتوطد أكثر فأكثر. يكفي النظر الى قائمة أغنى سياسيي العالم لنجد أنه يحتل المركز السابع. مع تفاقم الأزمة المالية، يقترب برلسكوني بأنيابه شيئاً فشيئاً من أكبر مصرفين محليين هما quot;يونيكريديتquot; وquot;اينتيزا سان باولوquot;. في حال فشل هذين المصرفين في إعادة هيكلة رسملتهما الخاصة عندئذ فانهما لن يتأخران عن طلب مساعدة من حكومة برلسكوني وهذه اللحظة المواتية كي يتمكن برلسكوني من الانقضاض عليهما، وبصورة خاصة لا علاقة لها بشؤون الحكومة.

هكذا ستتقلص استقلالية مصارف ايطاليا الكبرى ليضحي جزء منها في قبضة برلسكوني الذي يبقى حساساً كون المحكمة الدستورية العليا قررت إعادة النظر في قانون الحصانة الذي ما يزال يحمي برلسكوني بأعجوبة من انتقام القضاة منه.