أسامة مهدي من لندن : أكد مسؤول عراقي رفيع حرص بلاده على حل جميع الملفات العالقة مع الكويت وتقريب وجهات النظر بروية وحكمة مشيرا الى ان البلدين لهما مصالح مشتركة مهمة .. فيما اشار الى ان مصداقية ووطنية القيادة العراقية مرهونة بدفاعها عن المسيحيين والاقليات الاخرى ضد كل محاولات الاقصاء والتهميش التي يتعرضون لها من قبل المتطرفين والمتزمتين .

وابدى نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح خلال اجتماعه في بغداد مع اول سفير كويتي في العراق منذ 18 عاما هو علي المؤمن استعداده لتقديم كل الدعم والمعونه لانجاح مهمته مضيفا quot;ان تسمية دولة الكويت الشقيقة لسفير لها في بغداد له دلالات سياسية كبيرة لان العلاقات العراقية والكويتية علاقات مهمة ولدينا مصالح مشتركة ووشائج مهمة تربطنا وسوف نعمل سوية لحل كل الملفات العالقة وتقريب وجهات النظر بروية وحكمة وتبصرquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الى quot;ايلافquot;. واضاف quot;ان ماتعرض له الكويت من ماسي بسبب سياسات النظام السابق دفع ثمها ايضا شعب العراق وعلينا ان نتجاوز الماضي وننظر بتفاؤل وثقة نحو علاقات متميزة في الحاضر والمستقبلquot; . وبحث صالح مع المؤمن عددا من القضايا التي تهم العلاقات بين البلدين ومنها انشاء منطقة التجارة الحرة المشتركة لتطوير التبادل التجاري بين البلدين.
وكان سفير الكويت الجديد قد سلم اوراق اعتماده الى الرئيس العراقي جلال طالباني الاربعاء الماضي فيما اعتبر ايذانا بقرب زيارة مقررة سيقوم بها الى بغداد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح لبحث عدد من القضايا المهمة التي تتعلق بمشكلة الديون الكويتية على العراق وملفات الحدود المشتركة والمفقودين والممتلكات والمفقودين الكويتيين وهي من مخلفات احتلال النظام العراقي السابق للكويت عام 1990 .
وخلال اجتماعه مع سفير الفاتيكان في بغداد فرانسيس جوليكات استعرض برهم صالح الاوضاع الامنية والسياسية وخصوصا مايتعرض له المسيحيون في الموصل والموقف الميداني الحالي والاجراءات الحكومية المتخذة بهذا الشان .
واكد نائب رئيس الوزراء ان quot;جريمة تهجير المسيحيين النكراء تستهدف تماسك ووحدة النسيج الاجتماعي العراقي وان استهداف المسيحيون هو استهداف لكل عراقيquot; . وشدد على ان الحكومة العراقية لن تتوانى في اتخاذ كل الاجراءات الامنية المطلوبة لمكافحة الارهابيين والتكفيريين من اجل حماية ارواح ووممتلكات العراقييين عموما والمسيحيون خصوصا . واشار الى ضرورة التعاطي الحازم والجاد من قبل كل القيادات السياسية والدينية في البلد مع هذه القضية والابتعاد عن استخدام هذه الماساه لتصفية حسابات سياسية . واضاف ان الحل الجذري يكمن quot;في اجتثاث الارهاب والجماعات المتطرفة والتي لاتزال مع الاسف تعبث فيمحافظة نينوى وعاصمتها الموصل وتثير الفساد وعدم الاستقرارquot; . واوضح ان الحكومة تدرك تماماً ان الاولوية الحالية لها في فرض القانون والامن في محافظة نينوى وان هذه الغمة مؤقتة وستنجلي بتظافر كل الجهود في المحافظةquot; .
كما جرى التباحث والتشاور في موضوع المادة 50 من قانون الانتخابات المحلية والمتعلقة بحقوق الاقليات وضرورة تمثيلها في مجالس المحافظات مؤكدا سعلى ضرورة تعديل القانون quot;بما يؤمن تمثيلا للاخوة المسيحيون والاقليات الاخرى في العراقquot; . واكد صالح ان quot;ان المسيحيين يمثلون شريحة مهمة واصيلة في المجتمع العراقيquot; . وقال ان quot;مصداقيتنا كديمقراطيين ووطنيين مرهونة بدفاعنا عن اخواننا المسيحيون والاقليات الاخرى ضد كل محاولات الاقصاء والتهميش من قبل المتطرفين والمتزمتينquot;.
يذكر أن المسيحيين في الموصل تعرضوا لتهديدات خلال الأسابيع الماضية دفعتهم إلى الهجرة حيث جرى تبادل اتهامات بين القوى السياسية حول دوافع تلك التهديدات ومن يقف وراءها. وكان عدد المسيحيين في العراق قبل اندلاع الحرب عام 2003 يصل الى 800 ألف نسمة يتمركزون في العاصمة بغداد والموصل وكركوك الشماليتين والبصرة الجنوية إلا أن أعمال العنف ضدهم أدت إلى هجرة حوالي 250 ألفًا منهم إلى مناطق عراقية أخرى أو إلى خارج البلاد .