لندن: احتلت الغارة التي نفذها الجيش الأميركي على قرية سورية حدودية مع العراق صدارة الاخبار الشرق اوسطية في الصحافة البريطانية ليوم الاثنين. وفي تحليل نشر في صحيفة التايمز كتب جيمس هايدر مقالا تحت عنوان: quot;تحذير على سورية بشار الاسد ان تصغي اليهquot;. ويقول هايدر ان الغارة نفذت على مزرعة في منطقة البوكمال المحاذية للحدود مع العراق قتل من جرائها 8 اشخاص جاءت quot;نتيجة اعوام من الاحباط الأميركي بسبب عدم قدرة دمشق على ضبط حدودها التي تعتبر احد مداخل الجهاديين الى العراقquot;.
ويضيف المحلل ان هجوما على دولة مستقلة quot;يحتاج من موافقة من اعلى المراجع الأميركية ما يضعه بمثابة تحذير لدمشق في الوقت الذي تحاول فيه اسرائيل والولايات المتحدة ابعاد سورية عن حليفتها ايران وحثها على متابعة محادثات السلام مع اسرائيلquot;.
ليفني ستواجه نتنياهو في الانتخابات المقبلة
ويقول كاتب المقال انه بالاضافة الى تقديم الحوافز للنظام السوري كي يغير سلوكه، هناك ضغط عسكري يمارس على دمشق والدليل على ذلك الغارة الاسرائيلية في سبتمبر/ ايلول 2007 على ما كان يعتقد انه بناء قيد الانشاء لمفاعل نووي او مصنعا للاسلحة الكيميائية. وبينما اكتفت سورية حينها بالتكتم ثم الاستنكار وعدم الرد عمليا على الغارة، تابعت مفاوضاتها السرية مع اسرائيل حينها من خلال الوسيط التركي.
ويضيف هايدر ان هذا الانفجار يأتي بعد ان تعرضت سورية في الاشهر الاخيرة الى سلسلة من التفجيرات اتهمت بتنفيذها مجموعات اسلامية متطرفة.
ويختم هايدر مقاله بالقول ان quot;كبار قادة الجيش الأميركي الذين قرروا شن العملية عبر الحدود لا بد انهم اعتبروا تنفيذ العملية ضرورة لمنع الاسلاميين من استعمال الاراضي السورية. كما ان القصد قد يكون البعث برسالة استراتيجية لدمشق مفادها ان على سورية ان تقرر جانب من تقفquot;.
كما تطرقت التايمز كما باقي الصحف البريطانية على نقل الخبر من خلال تقرير لمراسلتها في اربيل ديبورا هاينز التي نقلت عن رئيس بلدية القائم العراقية المواجهة للسكرية التي استهدفتها الغارة قوله ان القوات السورية حاصرت المنطقة التي تعرضت للهجوم مباشرة بعد الغارة. وتذكر هاينز بما جاء من نحو اسبوع على لسان قائد القوات الأميركية غربي العراق الميجور جنرال جون كيلي الذي قال ان الحدود الاردنية والسعودية مع العراق مضبوطة quot;اما الحدود السورية فهي بحث آخرquot;.
ووصف المسؤول العسكري الوضع داخل الحدود السورية بغير المضبوط لان حركة عبور المسلحين من سورية الى العراق لم تتوقف. وتناولت صحيفة الديلي تلجراف الموضوع نفسه ولكن من خلال تقرير لمراسلها في واشنطن الكيس سبيليوس، الذي وبالاضافة الى سرد ملابسات الحادث، نقل عن مسؤول أميركي قوله ان quot;المحاولات من الجانب السوري وحده ليست كافية، مضيفا ان quot;الوقت قد حان ليأخذ الجيش الأميركي هذا الموضوع على عاتقهquot;.
ليفني - نتنياهو
على صعيد آخر، كان موضوع الغاء وزيرة الخارجية الاسرائيلية المكلفة تأليف حكومة جديدة للاستشارات من اجل التوصل الى ائتلاف من ابرز ما تناولته الصحف البريطانية صباح الاثنين. وفي التايمز، كتب مراسل الصحيفة في القدس جيمس هايدر عن اعتذار ليفني واتجاه اسرائيل الى انتخابات نيابية مبكرة تجرى مطلع العام المقبل بدل موعدها الطبيعي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010.
ويقول المراسل ان هذه الانتخابات سوف ترسم مستقبل الشرق الاوسط لنصف قرن من الزمن. ويركز المراسل في تقريره على الفرق الاساسي بين ليفني التي تعهدت بالاستمرار بعملية السلام وبتقديم تنازلات اذا اقتضى الامر، وخصمها الاساسي اليميني رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي سبق ووصف مؤتمر انابوليس للسلام بـquot;الخطأ البالغ الخطورةquot;. من جهتها، تناولت صحيفة الاندبندنت المسألة باسلوب آخر اذ قالت في عنوانها ان quot;نتنياهو يحصل على فرصة مع انهيار محادثات ليفنيquot;.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم ان الحملات الانتخابية المقبلة في اسرائيل سوف يكون عنوانها الامن. وسألت الصحيفة المحلل السياسي من جامعة القدس العبرية ابراهام ديسكين عن الموضوع فقال ان quot;ما قد يساعد ليفني هو ان تظهر للجمهور بأنها تتفهم الهاجس الامني وتعيره الاهمية اللازمة وانها متحسبة للمخاطر، ومن جهة اخرى، ان توحي في الوقت نفسه بأنها قادرة على تحقيق تفاهم.
وتطرقت صحيفة الفاينانشيال تايمز كذلك الى الموضوع الاسرائيلي في تقرير من مراسلها في القدس توبياس بوك الذي فند في ما كتبه بنود الازمة الداخلية الاسرائيلية قبل ان يقول ان quot;خصوم ليفني يأخذون عليها قلة خبرتها في المجال الامني وكانت تطمح حسب الكاتب الى خوض انتخابات 2010 بثقة اكبر بالنفس وبعد تجربة على رأس الحكومة، الا انها الآن وبعد انهيار المحادثات، تجد نفسها امام امتحان انتخابي صخم بينما كانت تطمح الى تولي المنصب دون المرور بصناديق الاقتراع.
ويضيف الكاتب ان الوقت لم يفت كي تقلب ليفني الوضع لمصلحتها من خلال الاظهار لغالبية الاسرائيليين ان المطالب التي اصر عليها حزب شاس وعرقل على اساسها مفاوضات تشكيل الحكومة غير محقة.
المخدرات تجتاح بلدة نجاة
وفي سياق منفصل، تطرقت صحيفة الديلي تلجراف الى صحة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اراد تحدي الشائعات حول صحته والذي اعلن عبر التلفزيون الايراني انه بصحة جيدة، الا انه يعاني من الارهاق بسبب طبيعة عمله. وتابعت الديلي تلجراف تغطيتها الايرانية بتقرير من ارادان، بلدة الرئيس الايراني التي quot;لم تعد فيها امل يذكر سوى ذاك الذي يطوف مع دخان غليون يحترق فيه الافيون الافغاني في مكتب سيارات الاجرة المحليquot;.
وينقل مراسل التلجراف كولن فريمان في تقريره خيبة اهالي ارادان الفقيرة الذين ابتهجوا بانتخاب ابن بلدتهم رئيسا للجمهورية، واعتقدوا ان ذلك سيحسن اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بينما لم يكن كذلك في الواقع. ويضيف المراسل ان المشاريع التي وعد بها الرئيس اهالي ارادان من بناء مستشفى وحوض سباحة ومدينة صناعية لم تنفذ، وان القروض الصغيرة التي حصل عليها المزارعون لشراء معدات اصبحت دون قيمة مع ارتفاع التضخم، اما المجال الوحيد الذي يبدو مزدهرا في ارادان اليوم حسب فريمان هو ما يتناقض كليا مع معتقدات الرئيس المتدين: quot;انها المخدراتquot;.
ففي هذه البلدة الواقعة على quot;طريق الحريرquot; والتي لطالما كان البعض فيها يتعاطون تاريخيا الافيون المجفف الآتي من افغانستان، اصبحت مسألة المخدرات اكبر واخطر اذ صارت تشهد انتشار الهيروين وما هو اخطر منه quot;الكراكquot; (وهو يتخطى بخطورته الكوكاين والهروين). وقال احد المسؤولين المحليين لفريمان ان quot;اكثر من 60 بالمئة من السكان يتعاطون الافيون واكثر من 12 بالمئة يتعاطون الكراك ما سيؤدي الى موتهم في الاعوام المقبلةquot;.
على صعيد آخر، وفي المجال الاقتصادي، تطرقت الفاينانشيال تايمز الى الازمة المالية في الكويت والتدابير التي قررت الحكومة اتخاذها بعد الاعلان ان ثاني اكبر مصرف في الكويت خسر اموالا طائلة من جراء الازمة المالية العالمية. وفي هذا السياق، سألت الفينانشيال تايمز رأي ابراهيم دبدوب وهو المدير التفيذي للبنك الوطني الكويتي عن الاوضاع المالية في الكويت بعد ما جرى.وقال دبدوب ان quot;كل القضية تتعلق بطريقة الادارة التي كان من الممكن ان تكون افضل لان هناك امكانية وسيولة كافية لدعم البورصة، فالمشكلة اصلا ذات طبيعة سيكولوجية لان اساسات الاقتصاد لا تزال قوية.
التعليقات