القدس: أعلنت الشرطة الاسرائيلية اليوم ان لائحة اتهام ستقدم خلال الايام القليلة المقبلة ضد رئيس الحكومة الاسرائيلي الحالي ايهود اولمرت مبينة انها quot;تملك الان ادلة كافية واثباتات تكفي لتقديم لائحة اتهام بحقه لتورطه في قضايا فساد والحصول على اموال بصورة مخالفة للقانونquot; .

ونقلت صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية عن متحدث باسم هذه الشرطة القول quot;انه من الناحية النظرية فأنه في حال تقديم لائحة الاتهام هذه فأن هذا سيقود الى اخراج اولمرت من مكتبه كرئيس لحكومة تسيير الاعمال وذلك قبل اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل والمتوقع ان تنظم يوم العاشر من شهر فبراير القادم .

وكان اولمرت قد ابلغ اعضاء الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) يوم امس quot;انه سيبقى في منصبه حتى تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الاسرائيلية quot;.
وقال اولمرت في كلمة القاها بمناسبة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست quot;ان قرارات يجب ان تتخذ من قبل حكومته التي تدير اسرائيل ويجب ان نظل قائمين على ادارة امور الدولة quot;.
وحسب المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية quot;فأن طاقم تحقيق خاص توجه للولايات المتحدة اخيرا وحصل على ادلة جديدة بشأن تورط اولمرت بالحصول على اموال من خلال تمويل الدولة لرحلات خاصة له ولافراد من عائلته وهو القضية التي تسميها الشرطة quot; قضية شركة ريشون تورزquot;.

وتعتقد الشرطة حسب ادلتها quot;ان اولمرت حصل على اموال مرات عدة كتمويل لتذاكر طيران لرحلات قام بها خارج اسرائيل ومن ثم استخدم هذه الاموال لاغراض اخرى تتعلق برحلات لافراد من عائلته quot; ومن المتوقع quot;ان يعود فريق التحقيق الخاص هذا في قضية اولمرت من الولايات المتحدة نهاية الاسبوع الجاري quot;. ووفق المتحدث quot; فقد اوصت الشرطة الاسرائلية بالفعل بتوجيه اتهام لاولمرت في قضية تمويل تذاكر السفر المتكررة هذه والتي لا زالت النيابة تطلب من الشرطة استكمال بعض جوانب التحقيق فيها اضافة الى القضايا الاخرى التي يشتبه بتورطه فيها.
الفلسطينيون في انتظار الادارة الاميركية الجديدة لتحريك عملية التفاوض مع اسرائيل

في سياق آخر وبينما شارف العام 2008 على الانتهاء دون ان يتحقق السلام ودون ان يرى الفلسطينيون تصور الرئيس الاميركي جورج بوش باقامة دولة فلسطينية حقيقة على الارض.
وقبل انتهاء ولاية الادارة الاميركية الحالية طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الادارة الاميركية الجديدة بجعل السلام في المنطقة اولوية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق خلال العالم الحالي.
وما يامله الفلسطينيون من الادارة الاميركية الجديدة هو الاستمرار في عملية التفاوض والعمل على الزام اسرائيل بتنفيذ استحقاقاتها الواردة في خطة الطريق ووقف الاستيطان والبناء في الجدار الفاصل ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وازالة الحواجز ووقف الاعتداءات المتكررة.

ويزداد القلق الفلسطيني الرسمي ازاء مصير عملية السلام في عهد الادارة الاميركية الجديدة وانتهاء ولاية جورج بوش الرئيس الاميركي الاول الذي اطلق رؤية لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) مصدر quot;القلق ان ادارة باراك اوباما في حال نجاحه لن تنقلب على سياسة الادارة الاميركية واولوياتها التي ستتركز على معالجة تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وعلى الملف الايرانيquot;.
واضاف quot;يجب ان لايقع احد في الخطا ويعتقد ان ادارة جديدة برئاسة اوباما سوف تضع حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على راس اولويات سياستها الخارجيةquot;.
ويؤكد خالد اهمية معالجة الانقسام في الوضع العربي من اجل استعادة الحد المطلوب من التضامن العربي لتمكين الفلسطينيين والعرب من اقناع الادارة الجديدة بان المدخل لمعالجة ازمات المنطقة ينبغي ان يكون عبر مغادرة سياسة الوعود بحل الدولتين وتكريس الجهد لتسوية شاملة على اساس المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية.

ويقول خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ليس المهم تلقي الوعود من الادارات الاميركية فقد مر الفلسطينيون بهذه التجربة ولم يتحقق شئ بل ان الامور ساءت كثيرا من حصار مفروض على غزة الى الاستيطان والجدار الفاصل لرسم صورة التسوية وفقا للاجندة التوسعية الاسرائيلية.

واضاف ان الجانب الفلسطيني لا يحتاج الى وعود بقدر ما هو بحاجة الى التزام واضح بانهاء الاحتلال والتزام واضح باقامة الدولة الفلسطينية على حدود الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس وحل مشكلة اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية.
-ويقترب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبدالله الافرنجي من موقف خالد ويقول ان القضية الفلسطينية لم تعد اولوية في السياسة الاميركية بسبب الملفات العديدة المطروحة.
ويتابع الافرنجي حديثه لكونا قائلا quot;ان شكل الدولة الذي وعد بها الرئيس الاميركي وحدودها يتوجب العمل عليها بشكل مشترك بين الفلسطينيين والعرب واصدقاء الشعب الفلسطينيquot;.
واضاف ان هذا يحتاج الى وضع فلسطيني ودعم عربي واحتضان دول المنطقة بما فيها الدول الاوروبية وقدرة على ايصال هذا الى المعنيين في العالم.

ويرى ان المشكلة ليست في الولايات المتحدة رغم اهميتها كلاعب رئيسي على الساحة وانما المشكلة تكمن في انقسام الموقف الفلسطيني الذي لا يصب في صالح القضية او لصالح ايجاد اليات ضغط على اسرائيل.
واضاف quot;قبل الذهاب الى الولايات المتحدة يجب ان يكون لنا كفلسطينيين راي وحكومة وشرعية وكيان واحد يتحدث بخطاب سياسي واحد لكسب العالم واقناعه بضرورة اقامة دولة فلسطينيةquot;.

وبما ان الادارة الاميركية الحالية التي تستعد للرحيل لم تعط الفلسطينيين سوى الكثير من الوعود باقامة الدولة الفلسطينية الا ان هذه الوعود والفترة الزمنية المحددة لتحقيق السلام استغلتها اسرائيل واستمرت في سياسة التوسع الاستيطاني وبناء الجدار الفاصل وغيرها.

ويعتقد الافرنجي ان أي ادارة جديدة في الولايات المتحدة ستكون افضل من الادارة الحالية التي وافقت على تحفظات رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون على خطة الطريق الدولية وقتل فكرة الدولة الفلسطينية.
ويشير الافرنجي ان ادارة اوباما قد تضغط باتجاه المفاوضات وتسريعها وخلق مناخ جيد لانجاحها.

وكان المرشح الاميركي للرئاسة باراك اوباما ادلى بتصريحات قال فيها ان القدس عاصمة موحدة للاسرائيليين قبل ان يعدل موقفه بعد احتجاج الفلسطينيين وقال ان الجانبين سيتفاوضان على مستقبل المدينة.
وكما جرى الحال فى مثل هذه الاوقات ينتظر الفلسطينيون ما ستسفر عنه الانتخابات الاميركية وعليهم العمل مع الادارة الاميركية مهما كانت املا في استعادة ولو جزء من حقوقهم المسلوبة منذ عقود