تسببت في تفجر أزمة دبلوماسية بين البلدين

قضية التجسس تخيم على مباحثات مغربية هولندية

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: من المنتظر أن يزور وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاخن المغرب، في نهاية الشهر المقبل، بعد بروز ملامح أزمة دبلوماسية على سطح العلاقات الثنائية بين البلدين، عقب سحب الرباط اثنين من دبلوماسييها العاملين في السفارة في الأراضي المنخفضة بطلب من الحكومة الهولندية، بعد الكشف عن تورط ضابط هولندي مغربي الأصل، في عملية تجسس لصالح الاستخبارات المغربية، وقيامه بنقل معلومات تمس الأمن الوطني الهولندي.

ويتوقع أن تخيم قضية التجسس على المباحثات التي سيجريها ماكسيم مع المسؤولين الحكوميين في المغرب، حيث ترجح مصادر أن تفتح ملفات تتعلق بالمجال الأمني، إلى جانب التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وملفات الجالية المغربية في الأراضي المنخفضة.

وكان ماكسيم أعرب، عقب تفجر الفضيحة، عن إستيائه من محاولة السلطات المغربية التجسس على أنشطة الشرطة الهولندية. وقال الوزير في تصريحات صحافية إن السلطات في الرباط إستدعت دبلوماسيين إثنين من سفارتها في لاهاي، بعد إبلاغها بالإستياء والإستفسارات الهولندية.

وأضاف quot;من المقلق أن تحاول السلطات المغربية الحصول على معلومات سرية عن أنشطة الشرطة الهولندية. وبالطبع إستفسرنا لديها عن مثل هذه الأنشطة، ما نجم عن هذه الإستفسارات قرار الحكومة في الرباط استدعاء اثنين من الدبلوماسيين العاملين في سفارتها في لاهايquot;.

وأمام الجلبة التي أحدثتها القضية وانشغال الرأي العام ووسائل الإعلام والأحزاب السياسة بها، تراجعت النيابة العامة عن قرارها السابق بعدم متابعة المتهم جنائيا، وقررت الشروع في إجراء بحث قضائي حول القضية، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن القضاء سيتابع المتهم.

وكان الشرطي المقال من عمله قبل أن تكشف وسائل الإعلام عن ملابسات ارتباطه بالاستخبارات المغربية، قد حصل، خلال صيف هذا العام، على وظيفة أخرى في مطار روتردام، كمنسق لمشروع quot;ماكسيماquot;، على اسم الأميرة زوجة ولي العهد الهولندي، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الشباب العاطل عن العمل من أصل أجنبي، وتعليمهم ليندمجوا كمستخدَمين في المطار، وهو المشروع الذي لقي قبولا واسعا على الصعيد الوطني.

وكانت تعليقات في الصحافة الوطنية استهجنت إقدام إدارة المطار على توظيف شخص طرد من وظيفته بسبب التقصير الفادح في أداء الواجب.

إلا أن مدير المطار يطمئن الرأي العام إلى أن وظيفة (ر.ل) لم تكن حساسة، ولم يكن مسموحا له ولوج أرضية المطار، بل كان فقط ينسق عملية التواصل بين الشباب والمؤسسة التي تشرف على تأهيلهم. وبمجرد أن علمت إدارة المطار بنبأ بدء البحث القضائي منحت المتهم عطلة مفتوحة.

يشار إلى أن عددا من المغاربة، رغم قلتهم، تمكن مع مرور الزمن من بلوغ وظائف حساسة في دواليب الدولة الهولندية، بل مناصب سياسية كبيرة، آخرهم أحمد أبو طالب، الذي اختير عمدة لبلدية روتردام، التي تعد ثاني كبرى المدن في الأراضي المنخفضة والتي تضم أكبر ميناء في العالم. ويشغل أبو طالب حاليا منصب سكرتير الدولة للشؤون الاجتماعية.