نضال وتد من تل أبيب: نقل موقع صحيفة يديعوت أحرنوت على الانترنت صباح اليوم عن مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقديراتها بأن التهدئة بين إسرائيل وحماس قد تستمر إلى ما بعد الانتخابات النيابية في إسرائيل المزمع إجراؤها في العاشر من شباط القادم. وقال الموقع في تقرير خاص نشره مراسله روني سوفير إن هذه التقديرات هي نتاج مداولات مستفيضة أجرتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، استنادا إلى التقدير القائل بأن حركة حماس معنية من جانبها باستمرار التهدئة لغاية أشهر الربيع على الأقل. مع ذلك فإن الأجهزة الإسرائيلية تأخذ استعداداتها لكل سيناريو آخر.
ونقل الموقع عن نائب وزير الأمن الإسرائيلي، متان فيلنائي قوله: quot;إن الخوف الكبير هو من وقوع عملية كبيرة في حال غضت حماس الطرف مما قد يوجب ردا من جانبناquot;.
ووفقا لأقوال نائب الوزير الإسرائيلي، فإن مصير التهدئة متعلق بموعدين هامين: الأول هو 18 ديسمبر القادم وهو الموعد الأخير لاتفاقية التهدئة الحالية، أما الموعد الثاني فهو 9 كانون ثاني 2009 موعد الانتخابات للرئاسة الفلسطينية، والتي ستحدد مصير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ونقل الموقع أنه تم خلال المداولات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مؤخرا، الاستماع إلى وجهة نظر قسم الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام quot;الشاباكquot;، حيث أعربت جهات أمنية عن تقديراتها بأن التهدئة ستستمر لغاية العاشر من شباط القادم في أقل تقدير، وهو موعد الانتخابات العامة في إسرائيل. ومن المتوقع أن تستجيب حركة حماس للتوجه المصري بتوسيع نطاق ومدة التهدئة لنصف عام آخر من الموعد الرسمي المحدد في الاتفاق الأصلي والذي ينتظر أن ينتهي في كانون أول\ ديسمبر القادم. ولفت الموقع إلى أن إسرائيل قد أعطت من جانبها quot;الضوء الأخضرquot; لتمديد مدة التهدئة وذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس غلعاد إلى القاهرة.
من جهته أوضح وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك، خلال مداولات داخلية أن أي تصعيد جديد للإرهاب من غزة، وبضمن ذلك إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل سيلزم ردا إسرائيليا كبيرا. ولفتت مصادر في وزارة الأمن الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ استعدادات لردود محتملة على كل تطور وبضمن ذلك خيار لعملية عسكرية داخل القطاع.
حماس وحزب الله لن يستغلا فترة ولاية الحكومة الانتقالية
إلى ذلك أعلن فيلنائي خلال جولة تفقدية قام بها في مستوطنة كريات شمونة الحدودية، عن اعتقادة أن أيا من حماس أو حزب الله لن يقدم على انتهاز فترة وجود حكومة انتقالية في إسرائيل، موضحا في الوقت ذاته quot; أننا مع ذلك نتابع عن كثب كل التهديدات ونحن مستعدون لمواجهة أي تطور. وكشف فيلنائي أن إسرائيل تستغل فترة الهدوء في القطاعين الشمالي والجنوبي لاستكمال عمليات تحصين البلدات الإسرائيلية الواقعة على بعد 4.7 كم من قطاع غزة..
العمليات العسكرية قد تساعد اليمين الإسرائيلي في الانتخابات
على الرغم من عدم صدور أي تصريح رسمي حكومي أو حزبي، باستثناء التقديرات بشأن تمديد فترة التهدئة، إلا أنه من الواضح أن انتهاء التهدئة أو حدوث تصعيد أمني، سواء كان على هيئة إطلاق صواريخ القسام أم تنفيذ عمليات داخل إسرائيل أو على الحدود يشكل في الواقع سيناريو رعب بالنسبة لاحتمالات وفرص تسيبي ليفني في الانتخابات، خصوصا وأن المراقبين السياسيين يجمعون على أن المنافسة الحقيقية في الانتخابات الإسرائيلية القادمة هي بين زعيم الليكود، بينيامين نتنياهو وبين ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. فالتجربة افسرائيلية تؤكد أن وقوع عمليات عسكرية داخل المدن الإسرائيلية، أو أي تصعيد ومواجهات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة تخدم بالأساس اليمين الإسرائيلي.
وفي هذا السياق تشكل التجربة المريرة التي مر بها الرئيس الإسرائيلي الحالي، شمعون بيرس، عندما كان مرشحا لرئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1995، بعد اغتيال رابين أكبر دليل. فقد بدأ بيرس المعركة الانتخابية في وضع تنبأت له فيه الاستطلاعات بفوز سهل على خصمه نتنياهو وكان الفرق بين الاثنين في النقاط كبيرا، لكن سلسلة من العمليات العسكرية والانتحارية التي نفذتها حماس في القدس وتل أبيب قلبت الصورة رأسا على عقب ليفوز نتنياهو في الانتخابات بفارق آلاف معدودة من الأصوات فقط.
وتخشى ليفني، وبراك أيضا من سيناريو مشابه، لذا فإن الضوء الأخضر الإسرائيلي لتمديد التهدئة هو مصلحة حزبية أيضا تخدم في الظروف الحالية حزبي كديما والعمل.