طلال سلامة من روما: بعد عملية التصويت، يوم الأمس، في مجلس الشيوخ التي حولت اقتراح قانون وزيرة التعليم quot;ماريا ستيلا جيلمينيquot; الى قانون(بكل معنى الكلمة) يتدفق اليوم الى العاصمة روما طلاب المدارس المتأتيين من جميع المدن والقرى لتنظيم مظاهرة ضد سياسات التعليم التي تتبعها حكومة برلسكوني. ويصطدم القانون التقشفي، الذي يقتضي بتخفيض التمويل الحكومي الى الجامعات، بمعارضة الطلاب واليساريين معاً الذين يطالبون باستفتاء شعبي من أجل حذف هذا القانون التقشفي من جذوره. كالعادة، تتناقض الآراء بين فلتروني، زعيم المعارضة، وبرلسكوني.

فالأول يتحدث عن تجاهل الحكومة لمطالب سياسية طلبت منها سحب اقتراح قانون وزيرة التعليم. كما أن مواجهة جالية الطلاب كانت مرفوضة مسبقاً. من جانبه، يشير برلسكوني الى أن التصعيد، الذي يقوده اليساريون وطلاب المدارس والجامعات، لن quot;تهزquot; موقفه. فالمعارضة خدعت العديد من الطلاب لصالحها.

يذكر أن العاصمة شهدت تصعيداً مقلقاً بين الطلاب اليساريين واليمينيين مما يجعلنا نعود بالأحداث الراهنة الى ما حصل عام 1968 حيث وصلت الحرب الطلابية الأهلية في الشوارع الى أوجها. وتتمسك المعارضة بشدة بإجراء استفتاء شعبي لحذف قانون جيلميني. ولا بديل لذلك إلا شل ايطاليا، من شمالها الى جنوبها، تمهيداً لخوض حرب أخرى وأخطر تعتبر النسخة المتطورة لما جرى من أحداث دموية في ستينات القرن الماضي عندما كانت الأولوية الحمراء والتيارات اليمينية المسلحة أبطال الساحة. بمعنى آخر، ستكون المشاكل المدرسية والجامعية قلب الأجندة السياسية هنا، في الأسابيع القادمة.

في هذا الصدد، يتضامن حزب quot;قيم ايطالياquot;، التابع للمدعي العام السابق quot;أنتونيو دي بياتروquot; مع موقف حزب فلتروني والطلاب الثائرين. علماً أن هذا المدعي العام معروف بردود فعله ثقيلة المعيار سياسياً وميدانياً. للآن، رفض دي بياترو جميع الإصلاحات التي فرضها برلسكوني!