الياس توما من براغ: اظهر استطلاع جديد للرأي تنامي قوة وشعبية الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التشيكي بحيث يمكن له في حال إجراء انتخابات نيابية الآن الفوز بها بفارق نحو أربع عشر نقطة على الحزب المدني الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم حاليا.

وأكد الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام أن الحزب الاجتماعي يمكن أن ينتخبه الآن 40 بالمائة من المواطنين التشيك أي سيحصل على 84 مقعدا في البرلمان من اصل 200 في حين لن يصوت لصالح الحزب المدني سوى 26,5 بالمائة أي 55 مقعدا مما يعني أن الحزب الاجتماعي الذي يصنف بأنه من تيار يسار الوسط قد عزز قوته خلال الشهر الأخير بمقدار 6 نقاط فيما تراجعت شعبية الحزب المدني بمقدار 2,5 نقطة.

واظهر الاستطلاع أن الحزب الشيوعي المعارض لا يزال في الموقع الثالث بين أقوى الأحزاب السياسية وانه في حال إجراء انتخابات نيابية الآن يمكن له أن يحصل على 14,5 بالمائة من أصوات الناخبين مقابل حصول حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم على 8,5 بالمائة أما حزب الخضر المشارك أيضا في الائتلاف الحاكم فيمكن له أن يحصل على 7 بالمائة فقط مما يعني أن حزب الخضر خسر الشهر الماضي 3 نقاط مقابل تعزيز الحزب الشيوعي شعبيته بمقدار 1,5 نقطة وحزب الشعب شعبيته بمقدار نقطة واحدة.

ورأى محللون سياسيون أن تنامي شعبية اليسار التشيكي يعود للأداء السيئ لحكومة ميريك توبولانيك وقيامها بخطوات غير شعبية انعكس وقعها بشكل ملموس على حياة المواطنين مثل الإصلاحات التي جرت في قطاع الصحة وتضمنت فرض رسوم مالية أثناء مراجعة المرضى للأطباء أو أثناء الإقامة في المشافي رغم أن معظم المواطنين يدفعون قيمة التامين الصحي بأنفسهم أو من قبل الجهات التي يعملون لديها إضافة إلى قيامها بإصلاحات اجتماعية مست بعض الامتيازات التي كانت للمواطنين وعدم محاربة الحكومة للفساد أو معالجة الفضائح التي تورط بها بعض الوزراء وموافقتها على وضع قاعدة رادارية في البلاد رغم معارضة نحو ثلثي المواطنين التشيك لذلك.

وقد تزامن نشر نتائج هذا الاستطلاع مع تزايد مطالب المعارضة بضرورة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وضرورة تقديم الحكومة استقالتها وتشكيل حكومة تكنوقراطية بعد الإخفاق الذريع الذي منيت به أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة ولاسيما الحزب المدني في الانتخابات الجزئية إلى مجلس الشيوخ والانتخابات إلى المجالس المحلية على مستوى المحافظات الأمر الذي جعل بعض صحف براغ تصف نتائج هذه الانتخابات بأنها quot; تسونامي سياسي quot; بالنسبة للحزب المدني.

وعلى الرغم من الخلافات التي بدأت تظهر في صفوف قيادات الحزب المدني حول مسؤولية رئيس الحكومة رئيس الحزب ميريك توولانيك عن هذا الإخفاق الذر يع لحزبه وتنامي الاحتمالات بعدم إعادة انتخاب توبولانيك رئيسا للحزب خلال مؤتمره القادم المقرر في شهر كانون الأول ديسمبر القادم إلا أن أحزاب الائتلاف الحاكم ولاسيما الحزب المدني ستعمل بكل قوتها على منع اتجاه البلاد نحو الانتخابات المبكرة لان حدوث ذلك في ظل المزاج السياسي القائم الآن لدى السكان سيعني إبعادها بشكل قوي من الحكم لصالح اليسار المعارض وتعقيد موضوع رئاسة تشيكيا للاتحاد الأوربي التي ستبدأ بعد نحو شهرين.