نابلس: ثمة مشهد يتكرر بإستمرار، ألا وهو رفع بنادق باتجاه فلسطيني أثار إرتياب جنود إسرائيليين. فعلى حاجز حوارة، جنوب نابلس، يتكرر هذا المشهد، إذ يعج المكان بالمئات، مما يجعله منطقة مشحونة يوميا في الضفة الغربية. الجانب الإسرائيلي يقول إن حواجز التفتيش هذه ضرورية لوقف أي هجوم ضد جنودهم أو المدنيين، أما بالنسبة للفلسطينيين فيعتبرون تلك الحواجز هدرا للوقت ومصدرا للذل.

وبالنسبة لنهيل أبو ريدا، فالأمر أصبح بمثابة الكابوس المزعج، خاصة بعد أن أنجبت ولدها الشهر الماضي على هذا الحاجز. ونهيل ليست الوحيدة، فهناك أكثر من 60 امرأة حتى الآن أنجبن على حواجز إسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني، وفي بعض هذه الحالات، يكون مصير الطفل الوليد، للأسف الموت.

مؤيد، زوج نهيل، يتذكر هذه الحادثة بوضوح وأسى، حيث أن زوجته كانت في شهرها السابع، وفاجأها المخاض من دون سابق إنذار. وبينما أسرع بالسيارة لنقلها من القرية إلى المستشفى، لم تسمح لهم القوات الإسرائيلية بالعبور. ويروي مؤيد ما جرى معه، فيقول: quot;أخبرني المسؤول ( العسكري الإسرائيلي) إنني بحاجة للحصول على تصريح.. فسألته عن السبب، خاصة وأن قضيتي إنسانية بحتة، فأنا ذاهب إلى المستشفى.. رجوته كثيرا، لكنه لم يبد أي تعاطف.quot;

وفي ذات الوقت، كانت نهيل تنزف وتصرخ من شدة الألم، حيث كانت تلك الليلة كابوسا مزعجا. وتقول نهيل: quot;العرب أيضا بشر، وعلى الجنود الإسرائيليين معرفة ذلك.quot;

خالد خليلي، الطبيب المناوب في المستشفى آنذاك، قال إنه تلقى إتصالا من منطقة حوارة، أبلغوه فيه أن الجنود الإسرائيليين سمحوا له بالمرور للإشراف على ولادة نهيل، إلا أنه جاء متأخرا. يقول خليلي: quot;وجدت نهيل في السيارة ممدة على جنبها، كان الجنين قد بدأ بالظهور، إلا أنه كان ميتا جراء إختناق.quot;

بعد ذلك، قررت السلطات الإسرائيلية التحقيق في الموضوع، وأصدرت تقريرا قالت فيه إنها quot;تأسف لهذا الحادث الذي كان من الممكن أن لا يقع، وبالتالي سيقوم قائد المجموعة بمعاقبة جميع أفراد مجموعته المسؤولة عن الحاجز آنذاك.quot; وبالفعل تم حبس قائد المجموعة لمدة أسبوعين فقط. ولكن.. هل تكفي هذه المدة لمواساة أم فقدت جنينها، وأب صارع من أجل أن يعيش مع عائلته بسلام؟