الياس توما من براغ: أكد رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك بان التغيير الذي سيحدث في البيت الأبيض في كانون الثاني يناير القادم بعد انتخاب المرشح الديمقراطي باراك اوباما لن يؤثر على موضوع نشر الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا الذي يشمل وضع قاعدة رادارية اميركية متطورة في منطقة بردي العسكرية التشيكية.
ورأى أن الإدارة الديمقراطية الجديدة في البيت الأبيض لن تعمد إلى إجراء تغييرات جوهرية في هذا الأمر معربا عن قناعته بان المصادقة في برلماني البلدين على الاتفاقيتين اللتين وقعتا في هذا الشأن أي اتفاقية وضع الرادار والاتفاقية الثانية التي تحدد شروط تواجد القوة الاميركية في القاعدة وتشيكيا ستتم.
وبالتوافق مع هذا الرأي قال السفير التشيكي لدى حلف الناتو شتيفان فولي بأن اوباما لن يغير الخطط الاميركية في هذا المجال لان التوافق واضح بشكل كبير في هذا المسألة لان الولايات المتحدة تحتاج إلى الدرع الصاروخي غير انه اعترف بان الإدارة الجديدة قد تركز بشكل اكبر على ضم الحلفاء إلى هذا المشروع.
وعلى خلاف هذا التقييم يرى وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس النواب بان انتخاب اوباما يعطي الفرصة للتفاوض من جديد بشان موضوع الدفاع الصاروخي الاميركي.
في هذه الأثناء ردت براغ ووارسو على تهديد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بنشر نظام الصواريخ الروسي ألكسندر في منطقة كالينينغراد في حال نشر أجزاء الدرع الصاروخي في تشيكيا وبولندا من خلال اعتبار رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك هذا التصريح بأنه سياسي الطابع وليس خطوة عسكرية ولذلك رأى انه ليس من الضروري أخذه على محمل الجد بشكل كبير أما وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ فقد وصف إعلان الرئيس الروسي بأنه لم يكن موفقا وانه يقدم خدمة الدب لروسيا حسب قوله.
وأضاف أن مثل هذه التصريحات صدرت في الفترة الأخيرة من قبل أطراف مختلفة وأنا لا اعتبرها مناسبة. من جهته اعتبر رئيس ليتوانيا فالداس اداماكوس تصريح الرئيس الروسي بأنه يحمل تناقضا لأنه تحدث عن الإرادة المشتركة لمكافحة التهديدات والمخاطر وفي نفس الوقت يتحدث عن إرسال أنظمة صاروخية إلى كاليينينغراد.
يذكر أن البنتاغون أعلن أمس انه يعتزم الاستمرار في بناء الدرع الصاروخي في وسط أوروبا رغم التهديدات الروسية وحسب الناطق باسم وزارة الدفاع فان لا شيء من أخبار اليوم سيغير من موقفنا وسنستمر في التعاون مع شركائنا في هذا المجال.
وكان مدير وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية الجنرال هنري اوبيرينغ قد أكد في براغ قبل عدة أيام أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تؤثر على مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي لان التجارب التي أجريت عليه أثبتت فعاليته العالية من جهة ولأنه سيكون أكثر وضوحا مع الأيام بان خطر وقوع هجمات صاروخية لا يزال مستمرا من جهة أخرى.
واعتبر أن التطور المفصلي الذي حصل في هذا الشأن هو أن الدفاع الصاروخي المضاد أصبح العنصر الرئيسي للدفاع في حلف الناتو وانه يحظى بدعم المجتمع الدولي بشكل قوي مشيرا إلى أن 22 دولة تدعم هذا المشروع الآن.
وشدد على انه لا يستطيع التصور بان يقوم الرئيس القادم للولايات المتحدة بالتخلي عن إحدى الإمكانيات للدفاع عن مواطنيه لأنه يقع على عاتقه التزام أخلاقي في هذا الشأن وهو الدفاع عن مواطني بلاده بأفضل شكل مشيرا إلى انه بدون مشروع الدفاع الصاروخي المضاد توجد طريقتان فقط للدفاع الأولى شن هجوم وقائي أو هجوم انتقامي وكلاهما لا يعتبران خيارين مثاليين.
واعترف أن الأزمة المالية العالمية واضطرار الإدارة الاميركية إلى ضخ المليارات إلى البنوك المفلسة ستؤثر على مشروع الدرع الصاروخي نوعا ما لكن ليس الآن وإنما بعد فترة لان الكونغرس سبق له أن خصص 9 مليار دولار لتمويل هذا المشروع وانه قام العام الماضي بتقديم 8,7 مليار دولار ثم قدم 8,9 مليار التي طلبتها لوكالة منه وبالتالي فان عملية تمويل المشروع غدت مؤمنه تماما حتى نهاية عام 2009.
التعليقات