بيروت، موسكو: تتواصل إرتدادات ما عرضه التلفزيون الرسمي السوري من إعترافات زعم أنها لعناصر من تنظيم quot;فتح الإسلامquot; نفذوا تفجير دمشق في 27 أيلول الماضي، وإتهموا quot;تيار المستقبلquot; وآخرين بتمويل التنظيم. ويتوقّع أن تفرض هذا القضية نفسها على طاولة مجلس الوزراء في جلسته العادية قبل ظهر اليوم في السرايا برئاسة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كون الرئيس ميشال سليمان توجّه الى القاهرة في زيارة هي الاولى له منذ توليه رئاسة الجمهورية، حيث ستعقد قمة مصرية - لبنانية رئاسية quot;للبحث في تطورات الاوضاع الاقليمية واللبنانية في ضوء التطورات الايجابية التي تشهدها الساحة اللبنانيةquot;.
وعلمت صحيفةquot;النهارquot; انها قد تطرح من خارج جدول الاعمال نظراً الى تأثيرها على زيارة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لدمشق بعد غد الاثنين. وسيتخذ المجلس الموقف المناسب لاعتباره السلطة السياسية التي يعود اليها تحديد السلوك الواجب اعتماده في هذا المجال. وكان بارود اجتمع امس مع الامين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري خوري في اطار التحضير لزيارة وزير الداخلية لدمشق.
الا ان مرجعا لبنانيا متابعا أوضح لصحيفة quot;السفيرquot; ان لا تعديل حتى الآن في الزيارات اللبنانبية الى دمشق، وأن وزير الدفاع الياس المر سيزور دمشق في وقت لاحق، كما أن وزارة الإعلام السورية تبلغت من وزير الإعلام طارق متري قراره بالمشاركة في مؤتمر وزراء الإعلام والاتصالات العرب في منتصف هذا الشهر، بينما لم يعط وزير الاتصالات جبران باسيل جوابه حتى الآن، quot;وعلى الأرجح، فإنه يدرس الموضوع من زاوية أن موعد زيارة العماد ميشال عون إلى دمشق قد تم تثبيته نهائيا في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، على أن يسبقه إليها وفد من quot;التيارquot;، فيما قرر الجانب السوري إضفاء طابع شعبي على الزيارة من خلال الاستقبالات التي ستقام للعماد عون في المناطق المسـيحيةquot;.
وقالت جهات رسمية وسياسية واكبت التطور المستجد على صعيد ملف quot;فتح الاسلامquot; لـquot;النهارquot; ان السياق الطبيعي هو ان تكون هناك معطيات يمكن احالتها على النيابة العامة التمييزية كي تجري متابعتها وهذا ما لم يتوافر حتى الآن. كما ان ثمة من يدعو الى موقف رسمي بتحويل ما يسمى quot;اعترافاتquot; بثها التلفزيون السوري لموقوفي quot;فتح الاسلامquot; على لجنة التحقيق الدولية وتكليفها متابعة الملف وتحديد صلة quot;فتح الاسلامquot; وتفرعاتها بمسلسل الجرائم التي هزّت لبنان وكانت ذروتها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
وفي وقت يبقى التركيز الاول على صعيد الردود على موقف رئيس تيار quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري الذي أعلن من موسكو ان الرد سيكون واضحاً وصريحاً على هذه quot;الاتهامات الكاذبةquot; من لبنان وليس من روسيا احتراماً لهذا البلد، اعلنت قوى quot;14 آذارquot; رفضها هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، معتبرة ان الهدف منه quot;عملية تضليل جديدةquot; للاستخبارات السورية وتشويه لـquot;قوى 14 آذارquot;، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، واستباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية وقيام المحكمة. ودعا رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع بعد زيارته بكركي الى تحويل الموقوفين في سوريا على لجنة التحقيق الدولية quot;كي لا نحكم على النوايا وندخل في جدل عقيمquot;.
وبالتزامن، نوهت قوى quot;8 آذارquot; على لسان النائب السابق ناصر قنديل والوزير السابق وئام وهاب الى الاشادة بما بثه التلفزيون السوري، في حين لم يرد أي رد فعل من جانب quot;حزب اللهquot; باستثناء عضو quot;كتلة الوفاء للمقاومةquot; النائب حسين الحاج حسن الذي دعا الى تعاون الحكومتين السورية واللبنانية لمنع حصول هذه الاحداث.
الامر الذي رفضته quot;قوى 14 آذارquot; جملة وتفصيلا معتبرة ان الهدف منه quot;عملية تضليل جديدةquot; للاستخبارات السورية وتشويه لـquot;قوى 14 آذارquot;، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، واستباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية وقيام المحكمة.
وكانت اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان quot;الإتهامات الأخيرة التي وجهها النظام السوري ضد اللبنانيين تشكّل محاولة جديدة ومكشوفة للتهرّب من مسؤوليته في جرائم الإغتيال، إستباقاً لتقرير لجنة التحقيق الدولية وقيام المحكمة الدوليةquot;. ولفتت الى ان quot;هذا النظام يحاول الإيحاء أن مسؤولية القتل إنما هي مسؤولية يتشارك فيها الجميع بدليل quot;الحملة الإرهابيةquot; التي تستهدف سوريا، وذلك تمهيداً لتبرير رفضه الإنصياع لما قد يصدر بحقه نتيجة التحقيق في جرائم الإغتيالquot;.
وأشارت الأمانة العامة لـ 14 آذار في بيان الى أن استخدام القتل والإرهاب وسيلة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية إنما هو اختصاص حصري للنظام السوري، الدي يمهّد اليوم الطريق إلى حملة إرهابية جديدة في لبنان تحت عنوان quot;الدفاع عن النفسquot;.
التعليقات