فالح الحمراني من موسكو: لمحت موسكو الى وضعها الرهان على الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما لتسوية الخلافات العالقة في علاقات البلدين وبالدرجة الاولى قضية نشر اجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشكيا.
واعطت مسكو اشارات بانها لا تبغي التباحث بعد الان مع حول القضايا الرئيسية في مجمل العلاقات الثنائية مع ادارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الذي بات وفق الصفات الاميركية التقليدية quot; بطة عرجاءquot;.
ولكن هناك مراقبين يرون ان من الصعوبة تحقيق كل تلك الرهانات في الوقت الذي اعلن فيه الكرملين خططه بنشر صواريخ اسكندير في اقليم كالينينغراد الواقع على بحر البلطيق مقابل الساحل البولندي، بمثابة رد على نصب اميركا اجزاء النظام الدفاعي المضاد لصلواريخ في اوروبا.

وعلى خلفية تلك التصورات، قالت موسكو ان المقترحات الجديدة التي طرحتها عليها ادارة بوش بصدد الخروج من ازمة الخلافات حول نشر الدرع الصاروخية باوروبا، غير مناسبة لروسيا. وانها بصدد توجيه مقترحات جوابية لواشنطن لتكون بديلا لمقترحات البيت الابيض لنزع القلق الذي يساور الكرملين والمؤسسة العسكرية ودوائر الامن وعموم المؤسسات الروسية.

واكدت الخارجية الروسية استلامها مقترحات من اميركا الرامية لتهدئة خواطر الروس من نشر الدُرع الصاروخية على تخوم حدود بلادهم. ولكنها وعلى لسان نائب وزير الخارجية الروسية والمسؤول فيها عن ملفات التسلح مع اميركا، سيرغي ريابكوف غير مناسبة لموسكو. ويرى الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى ان المقترحات الاميركية لم تضف شي جديد، رغم انها توسع الرؤية الاميركية بصدد تواجد ممثلي روسيا في مواقع نظام الدفاع المضاد للصواريخ الاميركية. وظهر ان روسيا ترفض الان حتى ان التواجد بصورة دائمة لمسنشاريها لمراقبة عمل تلك المتشات وان كانت تستهدف روسيا ام لا، لتبديد مخاوف الروس.

ويستخلص من التصريحات التي ادلى بها ريابكوف ان روسيا تريد العثور على حلول شاملة وليست نصفية، يمكن ان تنسحب على كافة القضايا المختلف عليها. وهذه الحلول كما يلوح تدخل في اطار تصور الكرملين عن النظام الدولي عموما والشئون الامنية خصوصا. فالجانب الروسي يطرح في مقترحاته الجوابية على اميركا ان يتفق الطرفان على مفهوم quot; الخطر الصاروخيquot; الذي تبرر به واشنطن خططها لنشر الصواريخ باوروبا.وثانيا ان يعمل الطرفان بصورة مشتركة على تحديد مستوى الخطر الصاروخي الايراني، وفي ضوء نتائج مثل هذا التحليل يضعان تدابير فعالة للتصدي لذلك الخطر. وموسكو مستعد ضمن هذا السياق توظيف محطاتها الرادارية في اذربيجان وفي جنوب البلاد في هذا المنحى. اضافة الى ذلك فانها تقترح انشاء مركز خاص لتبادل المعلومات وتحليلها.

وترى الدبلوماسية الروسية انها بحاجة الى اجراءات كفيلة باستعادة الثقة المفقودة بالادارة الاميركية. لقد نكثت اميركا والغرب عموما بالكثير من وعودهم.
وترى موسكو ان التعاطي مع الادارة الاميركية الجديدة سيكون اسهل من التعامل مع الادارة المتأهبة للرحيل.