واشنطن، برلين: يلتقي الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما للمرة الاولى في البيت الابيض الاثنين الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش الذي وعد بعملية انتقالية quot;هادئةquot;.
وسيجري اوباما اول محادثات معمقة مع بوش خلال فترة انتقالية وصفت بانها الاكثر حساسية في البلاد منذ عهد روزفلت في 1993 لا بل لينكولن في 1861. وعندما يصبح في 20 كانون الثاني اول رئيس اميركي اسود، سيتولى اوباما رئاسة بلد يشهد ركودا اقتصاديا ويخوض حربين غير واضحتي النتائج.
والزيارة الاولى المتوقعة لاوباما لمقر الرئاسة منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية اثارت حماسة لم يشهد لها البيت الابيض مثيلا منذ اشهر. وقال توني فراتو المتحدث باسم اوباما quot;رؤية اسرة اوباما في البيت الابيض سيكون امرا رائعاquot;.
وكان السناتور اوباما زار مرارا البيت الابيض لكنه لم يدخل يوما الى المكتب البيضوي. ويتوقع ان تستقبل اسرة بوش اوباما وزوجته ميشال امام المدخل الرئيسي للبيت الابيض في الساعة 19,00 تغ.
وكان اوباما توجه الاثنين لاول مرة منذ انتخابه مع ابنتيه الى المدرسة في شيكاغو. وستزور ميشال اوباما برفقة لورا بوش مقر اقامتها الجديد. اما بوش واوباما فسيجريان في المكتب البيضوي محادثات على انفراد للبحث خصوصا في ملف السياسة الاميركية.
وتشهد الولايات المتحدة اسوأ ازمة مالية في تاريخها منذ 1993 وتستعد لفترة من الانكماش ولزيادة نسبة البطالة. ولا يزال حوالى 150 الف جندي اميركي منتشرين في العراق منذ اكثر من خمس سنوات والانتصار غير مؤكد في الحرب في افغانستان.
وحذر بوش من مخاطر استغلال الارهابيين الفترة الانتقالية لتوجيه ضربات جديدة الى الولايات المتحدة. واكد بوش انه يبذل قصارى الجهود لتسهيل مهمة خلفه. وامام quot;خطورة الوضعquot; قال اوباما انه مستعد تماما للقاء الاثنين.
واعلن البيت الابيض انه يريد مساهمة مستشاري اوباما في قمة استثنائية لمسؤولين يجمعهم بوش الجمعة والسبت في واشنطن تفاديا لاتساع رقعة الازمة الاقتصادية. وتختلف وعود التعاون عن اجواء الحملة الانتخابية عندما انتقد اوباما نهج بوش واقنع الناخبين بعدم التصويت لمنافسه جون ماكين.
واكد البيت الابيض انه سيبقى في منأى من انقسامات الحملة الانتخابية. لكن اوباما شعر في ايار بانه مستهدف بشكل مباشر بتصريحات لبوش نافيا اي تعاطف مع الارهابيين.
لكن خلافات عدة ما زالت قائمة. فقد دعا اوباما الى خطة جديدة لانعاش الاقتصاد لكن ادارة بوش مترددة. ووعد اوباما باعادة الجنود الاميركيين من العراق خلال 16 شهرا. واعلن فريق اوباما انه ينوي ان يعيد سريعا مراجعة مراسيم تتعلق بالابحاث الجنينية والبيئة.
وفي كتابه الاخير بعنوان quot;الجرأة في الاملquot; يروي اوباما كيف انه وجد خلال زيارة مع برلمانيين اخرين للبيت الابيض في 2004، الرئيس يعيش بquot;قناعات شبه مقدسةquot;. وتذكر كيف غسل بوش يديه بالصابون بعد ان صافحه واقترح عليه القيام بالمثل بقوله quot;هذا يمنع الاصابة بالرشحquot;.
وقد يتذكر الاثنان ما قاله له بوش quot;امامك مستقبل زاهر جدا لكن عندما تثير كل هذا الاهتمام فان الجميع سينتظرون ان تقوم بخطوة خاطئة انت تفهم ما اقصد فخذ حذركquot;.
منظمة يهودية اميركية تنوي مقاضاة نائب الماني لتصريحات معادية لاوباما
من جهة أخرى، اعلنت منظمة يهودية اميركية انها تدرس احتمال مقاضاة نائب الماني من النازيين الجدد ردا على التصريحات quot;العنصرية والمعادية للساميةquot; التي ادلى بها بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة.
وقالت ديدري بيرجيه مديرة فرع اللجنة اليهودية الاميركية في برلين quot;اننا ندرس الرد القانوني المرتبط بهذا التصريح وسنستمر في متابعة التصريحات السياسية التي تميل الى التطرفquot;.
وفي نص طويل نشر الجمعة بعنوان quot;افريقيا تغزو البيت الابيضquot; انتقد يورغن غانسل (34 عاما) بشدة نتائج الانتخابات الاميركية.
واضاف النائب في برلمان مقاطعة ساكس ان الرئيس المنتخب باراك اوباما سيكون quot;المدمر الرمزي لاميركا البيضاءquot; التي هي quot;في كل الاحوال على طريق الانحلال بسبب الهجرة وامتزاج الاعراقquot;.
ومشيرا الى quot;التحالف الاميركي بين اليهود والسودquot; انتقد غانسل ايضا احد ابرز مستشاري اوباما quot;اليهودي ديفيد اكسلرودquot; الذي يروج في رأيه quot;لانسان معولم حرم من هويتهquot;.
واضاف غانسل ان quot;اميركا غير بيضاء بمثابة اعلان حرب على كل الذين يعتبرون ان الوضع الاجتماعي الذي يقوم على اللغة والثقافة والتاريخ والاصول هو جوهر البشرية. ويخفي باراك اوباما اعلان الحرب هذا وراء ابتسامته العريضةquot;، معربا عن اسفه quot;ان يكون كثيرون في المانيا مأخوذين بحمى اوباما التي تذكر بمرض استوائيquot;.
كما وصف اوباما في هذا النص بانه quot;رجل متعدد الثقافات استئصل من بيئته ونقل الى البيت الاسودquot;. وقالت اللجنة اليهودية الاميركية ان هذه التصريحات quot;مهينة لكل المواطنين الاميركيين وللديموقراطية الاميركيةquot;.
واضافت quot;من المخيف ان يمثل نواب من اليمين المتطرف في البرلمانات الالمانية المحلية بعد سبعين سنة على اضطهاد اليهود وان يستخدموا لهجة نازيةquot;.
ودعت الطبقة السياسية الالمانية الى quot;الرد على تصريحات النازيين الجددquot;.
التعليقات