برلسكوني: أتوسط بين موسكو وواشنطن وأوباما يقدرني

طلال سلامة من روما: لا يتمتع رئيس الوزراء الحالي، سيلفيو برلسكوني، بأي خبرة في إدارة الأزمة المالية التي اقتحمت ايطاليا فجأة. هكذا تحولت الأسطورة الجميلة التي سحرت ايطاليا الى حقيقة مرة ينبغي معرفة حساباتها المستقبلية بأسرع ما يمكن. وهناك من راهن على فناء أم تشتت الحزب الديموقراطي اليساري بيد أن مصير هذا الحزب لا يتعلق لا باستئثاره على 33.1 في المئة من أصوات الناخبين، في انتخابات شهر أبريل(نيسان) الماضي، ولا بالأحداث الأخرى التي خاضها وسيخوضها فلتروني زعيم المعارضة في الانتخابات الإقليمية والأوروبية القادمة.

وحقق فلتروني أول انتصار سياسي له، في انتخابات إقليم quot;ترنتينوquot; شمال شرق البلاد، يوم الأمس منذ اختيار برلسكوني ملكاً لإيطاليا. اليوم، يتساءل المحللون حول قدرات فلتروني الواقعية. فهل يستطيع حزبه الناشئ تطوير تحركاته ومناوراته كي يصبح تنافسياً مع ائتلاف برلسكوني أم أنه يخاطر في البقاء أقلية تركيبية سياسية كما يعتقد ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق.

في الآونة الأخيرة، شعر الجميع بتغييرات مسحية طالت حكومة برلسكوني. إذ ان الأزمات المالية، الخارجية والداخلية، انعكست سلباً على حكومة برلسكوني. مع ذلك، لا نتجرأ على القول ان شعر عسل حكومة برلسكوني قد وصل الى نهاية المطاف إنما تشير آخر الإحصائيات الى تراجع متواصل في شعبية فريق برلسكوني التنفيذي، من جهة، والنمو الصلب للانتقادات والمواقف السلبية حيال حكومة روما، من جهة أخرى. في أي حال، نستطيع القول ان الكساد طال كذلك الثقة في كاريزما برلسكوني الذي يتخبط اليوم في أكثر من مشكلة جدية. علماً أن الأزمة المالية الدولية ستكون ثقيلة جداً على الإيطاليين في حين تبدو آفاق انتعاش الاقتصاد المحلي مقلقة.

مما لا شك فيه أن الرأي العام يسجل انشطاراً داخله. فهناك من يري أن وجود برلسكوني في الساحة السياسية أعجوبة ينبغي تقديسها وهناك آخرين يرون في برلسكوني مشكلة ينبغي تحملها مؤقتاً كما حصل في السابق مع الحزب الديموقراطي المسيحي.