بعد التوتر الجديد في غزة
التهدئة مع حماس تنازع بين الحياة والموت
خلف خلف من رام الله:
في ضوء التطورات الميدانية، وتنفيذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، سقط خلالها 10 فلسطينيين، في أقل عشرة أيام، بات الحديث عن إمكانية انتهاء التهدئة الموقعة برعاية مصرية بين حركة حماس وإسرائيل يأخذ مكانه في تصريحات المسؤولين من الجانبين، لا سيما أنه سجل أيضا خلال اليومين الماضيين وقوع عدة رشقات من الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع على البلدات الإسرائيلية الواقعة في الجنوب. وهو ما دفع متان فيلنائي نائب وزير الأمن الإسرائيلي أيهود باراك للإعلان اليوم الخميس أن التهدئة مع حماس تنازع بين الحياة والموت.
مشيرًا في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن الجيش يواصل نشاطه العسكري في كل مكان حيث تقتضي الضرورة، وبأن إسرائيل ستفعل ما بوسعها لحماية سكانها من الاعتداءات الصاروخية. هذا في وقت سقطت في محيط مدينتي سديروت واشكلون عصر اليوم قذيفتان صاروخيتان أطلقهما مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات أو أضرار. وبالأمس أيضا أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن قذيفتين صاروخيتين سقطتا في منطقة النقب الغربي، دون وقوع إصابات أو أضرار.
كما قامت قوة من الجيش الإسرائيلي قوامها نحو 40 جنديًا، مدعمة بالدبابات والآليات الحربية بالتوغل أمس في منطقة القرارة شرق مدينة خانيوس في القطاع، وحدث تبادل لإطلاق النار بين القوة ومجموعة من المسلحين الفلسطينيين، وعلى الفور قامت طائرة حربية إسرائيلية بإطلاق صاروخين سقط أحدهما بالقرب من مدرسة في بلدة القرارة شرقي خان يونس، حيث كان يتواجد بقربها مجموعة من المسلحين الفلسطينيين، مما أدى لمقتل أربعة منهم.
وفي خرق آخر للتهدئة، قتل ستة مسلحين فلسطينيين ينتمون لكتاب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، قبل نحو أسبوع، وذلك خلال عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة، بذريعة أن حماس تحفر نفقا باتجاه منطقية عسكرية، لتنفيذ عملية خطف لجنود إسرائيليين.
وبشكل عام، يعيش قطاع غزة أزمة خانقة، في ظل نقص المواد الغذائية والوقود والمستلزمات الطبية، وهي وضعية تأخذ منحنى تصاعدي، في ظل مواصلة إسرائيل إغلاقها للمعابر الحدودية مع القطاع، حيث أصدر وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك اليوم الخميس تعليماته بعدم فتح المعابر الحدودية في قطاع غزة، بذريعة quot;ورود إنذارات محددة بنية جهات معادية ارتكاب اعتداء تخريبي في معبر كيرم شالومquot;.
ويأتي قرار باراك في ظل إعلان، الوكالة الدولية لغوث اللاجئين وتشغيلهم (أونروا) أنها ستعلق أعمال توزيع المؤن الغذائية على حوالي 750 ألفا من سكان قطاع غزة مساء اليوم بسبب خلو مخازنها من هذه المؤن. فيما يقدر بعض المراقبين أن إسرائيل تدرك تمامًا أنه لا يجب التسبب في كارثة إنسانية في القطاع، وهو ما سيؤدي لتأليب الرأي العام الدولي عليها، ولذلك فإنها قد تسمح بدخول بعض المساعدات للقطاع في الحد الأدنى.
ومأزومية ودموية المشهد السابق، دفعت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الخميس، إلى التساؤل في خبرها الرئيس، quot;هل اتفاق التهدئة بلغ نهايته؟quot; وتشير الصحيفة إلى أن بعض قادة جهاز الأمن الإسرائيلي يخشون من أن الهدوء الذي يتمتع به السكان في البلدات المحاذية لقطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، ينتهي، وتحل محله أصوات أخرى، اقل لطفا بكثير.
وتنقل الصحيفة عن مصدر امني كبير، قوله: quot;كان هناك اتفاق غير مكتوب إلا يقترب الفلسطينيون من مدى نحو 500 متر من جدار الفصل. وفي الأسبوع الماضي نشهد تغييرا جوهريا على الأرض. حماس تحاول خلق معادلة جديدة في القطاع، ولكن إسرائيل غير مستعدة لذلكquot;. وأضاف المصدر أن quot;المصريين يمنحون إسنادا غير مباشر لحماس بدعوى أن هذه ليست قوات حماس بل من منظمات صغيرة لا تأتمر بتعليمات المنظمةquot;.
كما تحدث ضابط إسرائيلي من قيادة المنطقة الجنوبية، عن ما وصفه بالتدريب والتسلح الكبير لحركة حماس، وبحسبه، فإن quot;اتفاق التهدئة صنع خيرا لحماس ndash; فهي مفعمة بالثقة بالنفس من تدريباتهاquot;. ويقول: quot;كل يوم نحن نسمع التدريبات على نار الصواريخ المضادة للدبابات، تدريبات على قذائف الهاون، وتدريبات على السلاح الخفيف والمدافع الرشاشة. هذه التدريبات تعطيهم ثقة عالية بالنفس، في أنهم قادرون على الصمود في وجه دخول إسرائيلي إلى القطاع. كما أنهم غيروا خطة عملهم. في الماضي، خط العبوات لديهم كان داخل الأحياء، أما اليوم فأنهم يحاولون نصبه على الجدارquot;.
وتنقل الصحيفة الإسرائيلية عن ضابط آخر في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، قوله: quot;يوجد تخوف كبير من أن ترغب هذه المرة حماس في أن ترد من خلال عملية نوعية. نحن مستعدون لذلك وعلى علم بان المنظمة يمكنها أن تحطم التهدئة.