فالح الحمراني من موسكو: استبعد تقرير روسي ان تشهد العلاقات الأميركية بايران انعطافا جذريا في المرحلة المقبلة. فانه ورغم فوز باراك اوباما الساحق فليس ثمة اساس للحديث عن ان وصوله للسلطة سوف يحدث حتما تحولا جذريا بالعلاقات الأميركي الايرانية. ويرى مراقبون ان مشكلة العلاقات بايران ستكون واحدة من القضايا التي ستلقي بضلالها على العلاقات الروسية الأميركية في المستقبل. وستكون ايضا حجر زاوية في القرارات المقبلة المتعلقة بنشر اجزاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ.

وهناك قناعات بانه واذا ساعدت روسيا أميركا بحل المشكلة النووية فستنعدم الحاجة الى نصب اجزاء النظام الدفاعي المضادة للصواريخ، او ان واشنطن ستعيد النظر في اسلوب اقامته. والقضية بهذا الخصوص تعتمد الان على موسكو بممارسة نفوذها لدى ايران لدفعها لمواقف بناء للتعاون مع المجتمع الدولي ودول المنطقة.

ووفقا لتقديرات التقرير فان ايران مع ذلك ستظل المشكلة الاولى، التي سيتعين على الرئيس الأميركي ال 44 حلها. منوها بان اولية المشكلة الايرانية تأتي من ارتباطها بالقضايا الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة. فعند عدم حل المشكلة الايرانية سيكون من الصعب على اوباما تنفيذ وعوده للناخبين بسحب القوات الأميركية من العراق في غضون 16 شهرا. وتؤثر ايران ةعلى النزاع العربي ـ ، فطهران تقدم ليس الدعم المعنوي وانما المادي بما في بالاسلحة لقوى مثل حماس وحزب الله. واشارالتقرير الى ان السياسية التي تنتهجها واشنطن في غضون عشرات السنوات في الشرق الاوسط لا تسمح بترتب وضع يتيح لايران مد نفوذها على المنطقة باسرها. واضاف quot; ان البيت الابيض يستبعد مثل هذا السيناريوquot; لتطور الاحداث.

ونسب التقرير لمصادر أميركية قولها ان اوباما ينوي فتح الباب للمباحثات مع ايران، وعند ذلك اشارت المصادر نفسها الى ان الرئيس الجديد لن يتبنى اي قرار قبل ان يسمع وجهة كافة الاطراف ومن المرتقب ان هذا الاسلوب هو الصفة التي سيتميز فريقه بها.

ويلفت الى انه وفي حال تحقق مثل هذا الحوار فان مفاجئة غير سارة ستنتظر ايران لان الحوار المباشر مع القيادة الايرانية سيمنح الولايات المتحدة امكانية اكبر لتجسيد موقفها المتشدد من البرنامج النووي الايراني. وكان اوباما بنفسه قد وضع هذا المنطلق، بعد ان اجرى في ختام حملته الانتخاية، تعديلات على موقفه لصالح فرض عقوبات شديدة على طهران.

واشار التقرير الى ان الواشنطن البوست وقبل شهر من الانتخابات نشرت مقترحات الخبراء الأميركيين بالشئون الايرانية للرئيس الأميركي. وتتميز هذه المقترحات بكونها وضعت على اساس التحليل المشترك الذي اعدته شخصيات رفيعة المستوى من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وجنرالات متقاعدين وخبراء في حقل نشر الاسلحة النووية كانوا قد شكلوا فريقا برعاية مركز بيبارتسين بوليسو.

مبادئ خمسة

وقال التقرير ان الويقة اتسمت بدقة تحليل الوضع القائم، وصيغت المقترحات بخمسة مبادئ

1) رفض الولايات المتحدة امتلاك ايران اسلحة نووية.

2) ان وقف ايران اعمال التخصيب هو الامر الوحيد الذي تقبل به الولايات المتحدة، فليس هناك ضمانة بان ايران لن تستخدم المواد القابلة للانشطار لانتاج اسلحة نووية.

3) ان الحل الدبلوماسي للمشكلة ممكن فقط في حال ان تجري المفاوضات مع ايران من موقع القوة، ومن اجل ان لا تقوم ايران بتسويف المباحثات، على الولايات المتحدة وحلفاءها وضع اطر زمنية لها.

4) وعلى الرئيس الجديد اقناع تل ابيب ان الولايات المتحدة لن تسمح بتحول ايران الى دولة نووية حتى تتنجنب تحرك اسرائيل ضد ايران بصورة مفردة.

5) ان العمل العسكري ضد ايران ما زال وكالسابق ممكنا، بيد ان هذا ينبغي ان يكون الخيار الاخير، وفي حال فشل كافة الخيارات الاخرى.ويستبعد المراقبون ان يهمل اوباما الذي يحرص على صياغة قرارات تحظى بالاجماع، تلك امقترحات.

ويرجح التقرير ان توجه دعوة لايران للشروع في حوار. ويرى مراقبون ان مثل هذا الحوار قد يساعد ايضا على حل فضايا المتعلقة بأمن المنطقة.ويرى المراقب السياسي الايراني حميد رضا حجي انه وفي حال تنفيذ اوباما وعده بالشروع بالحوار فان ذلك سيؤدي الى اضعاف موقع المتطرفين في ايران، ولن يعد الايمان بالشعارات المتشددة.