لندن: بالرغم من التغطية الصحفية الموسعة للأزمة المالية العالمية ووطأتها على الاقتصاد البريطاني، والتغطية المكثفة لأعمال قمة مجموعة العشرين في واشنطن، وجدت الشؤون العربية نافذة تطل منها على الصحافة البريطانية الصادرة هذا الصباح. الاندبندنت اختارت أن يكون واحدة من افتتاحياتها اليومية الثلاث مخصصا للاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق.

فتحت عنوان quot;انسحاب نظيف من العراقquot;، كتبت الصحيفة تقول إن الاتفاق الذي يقضي بانسحاب القوات الأميركية من شوارع المدن العراقية منتصف العام القادم ومن العراق بأكمله بنهاية عام 2011، يعتبر بداية نهاية الاحتلال الأميركي للعراق. وتقول الصحيفة إن quot;هذا يبدو خبرا جيدا بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الذي دعا لانسحاب 150 ألف جندي أميركي من العراق خلال حملته الانتخابية. حيث تحقق ما دعا إليه قبل استلامه الرئاسة.quot;

quot;لكن على السيد أوباما أن يحذر. فالوضع في العراق خلال السنوات الثلاث القادمة غير مستقر. فقرار إشراك القبائل السنية في المعركة ضد تنظيم القاعدة في العراق كان حاسما في التوصل إلى المكاسب الأمنية التي تحققت العام الماضي. لكن هناك تقدما بطيئا في مجال إدماج القبائل السنية في الجيش العراقي بسبب معارضة الحكومة التي يقودها شيعة. نتيجة لذلك فإن احتمال عودة الاشتباكات بين المجتمعين الشيع والسني في العراق مازالت قائمة.quot;

وتقول الصحيفة إن quot;القول بأن زيادة القوات الأميركية والتي بلغت 30 ألف جندي العام الماضي حلت مشكلة العنف في العراق هو أمر مضلل بشكل كبير. فما حدث هو quot;تجميدquot; للعنف. فالصراع يمكن أن يشتعل بسهولة مرة أخرى تحت حرارة الانسحاب الأميركي من العراق.quot; وتختم الاندبندنت رأيها بالقول إن على quot;الرئيس أوباما أن يلعب لعبة ذكية للغاية ودقيقة من أجل ضمان أن يكون انسحاب بلاده من العراق نظيفا مثلما يريد ومثلما يريد العالمquot;.

بيريز والتفاوض مع إيران وأوباما

صحيفة التايمز الصادرة هذا الصباح، نشرت حوارا مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أجراه معه في نيويورك مراسلها ريتشارد بيستون. في الحوار قال الرئيس الإسرائيلي والسياسي العتيد إن إسرائيل تعتقد بأن هناك فرصة للحوار مع إيران إذا نجح باراك أوباما في توحيد المجتمع الدولي خلف سياسة واحدة. وقال بيريز الذي يصل إلى لندن هذه الليلة إن عدوة إسرائيل يمكن أن تجلس على طاولة المفاوضات اعتمادا على مناخ سياسي جديد وعوامل اقتصادية مثل انخفاض أسعار النفط.

وقال السياسي المخضرم الذي يتم عامه الخامس والثمانين هذا العام للتايمز إنه يتوقع أن تحقق إسرائيل السلام مع جيرانها العرب خلال ما تبقى من حياته، كما توقع أنه سيزور ذات يوم دمشق والرياض. وأصر الرئيس الاسرئيلي على أنه رأى فرصا جديدة في المنطقة. وضرب مثلا على ذلك بدعوته لحضور مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك بمبادرة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وفيما يتعلق بملف السلام مع سورية، قال بيريز إنه يأمل أن تحقق إسرائيل سلاما معها وفق مبدأ quot;الأرض مقابل السلامquot;. وأضاف أنه يعتقد أن quot;إسرائيل مستعدة لعقد السلام مع سورية ودفع الثمنquot;، وأكد على أن المفاوضات مع دمشق مازالت جارية. وقال بيريز إن quot;المشكلة مع سورية ليست الأرض وإنما السلام.. فرؤساء حكومة إسرائيليون أشاروا مرارا إلى استعدادهم لإعادة الأرض. لكن السوريين لا يشيرون إلى استعدادهم للوفاء بالتزامات السلام.quot;

وحول بريطانيا قال الرئيس الإسرائيلي إنه من الممكن أن تلعب بريطانيا دورا هاما في المنطقة، ولكنه اعترف بقلقه من تنامي موجة العداء لإسرائيل في بريطانيا. وقالت الصحيفة إن quot;جزءا كبيرا من الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل لها علاقة بتوسع المستوطنات اليهودية في الأراضي العربية في الضفة الغربية، وهي الأراضي التي من المفترض ان تشكل أساس الدول الفلسطينية المستقبلية. حتى حول هذه النقطة دافع السيد بيريز عن موقف إسرائيل.quot; وفي الحوار قال بيريز إن إسرائيل قامت بتفكيك مستوطنات غزة وانسحبت من القطاع لكن غزة تحولت إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

سباكو بولندا ومقاتلو العراق المرتزقة

في الجارديان كتب ديفيد باتي عن نمو فرص ابناء دول أوروبا الشرقية في الحصول على وظائف في العراق وغيرها على حساب البريطانيين. يقول باتي إن بريطانيا شهدت في وقت سابق تدفق العمال من أوروبا الشرقية لا سيما من بولندا، وخصوصا السباكين، لينافسوا البريطانيين في وظائفهم.

وquot;انهم، أي البولنديون، ابلوا في ذلك بلاء حسنا حيث يقل ما يتقاضاه العامل البولندي - السباك مثلا - كثيرا عما يتقاضاه نظيره الانجليزي.quot; ويقول الكاتب إن هذا الوضع يتكرر ايضا في العراق وفي افغانستان. ويشير إلى ما قالته الهيئة الوطنية للعاملين في المجال الأمني وهي مؤسسة تعنى بشؤون العسكريين السابقين العاملين في شركات امنية خاصة، حيث اشارت إلى هذه الشركات اخذت في تسريح الجنود البريطانيين السابقين وتوظيف غيرهم من ابناء أوروبا الشرقية.

وقالت الهيئة الوطنية للعاملين في المجال الأمني إن عدد الموظفين المدنيين البريطانيين في العراق انخفض من خمسة آلاف عام 2004/2005 إلى نحو الفين فقط العام الجاري. وينقل الكاتب عن مارك شوربين براون وهو مدير الهيئة إلى ان السوق قد وصل إلى مرحلة من التشبع لاسيما ان مابين عشرة إلى عشرين طلبا للتوظيف تصل إلى بعض هذه الشركات يوميا.

وان الكثير منها اتجه لخفض النفقات عن طريق توظيف احتياجاتها من اوروبا الشرقية لاسيما من الصرب والكروات. ويؤكد براون ان إحدى الشركات الأمنية سرحت نصف العاملين لديها وهم من البريطانيين واستبدلتهم بأوروبيين شرقيين.

قمة العشرين والاسواق المالية

الاندبندنت تناولت قمة العشرين G20 التي احتضنتها العاصمة الأميركية واشنطن مؤخرا، حيث قالت إنه لم يصدر عن هذه القمة ما يعطي دافعا للأسواق المالية لتحقيق مكاسب. quot;فلم يصدر عن القمة أي وعود بخفض مشترك في نسب الفائدة او الضرائب غير ان القادة المجتمعين قدموا دعما لفكرة اتخاذ اجراءات مالية لتنشيط الطلب الاستهلاكي وهو ما قد يعطي رئيس الوزراء البريطاني الغطاء الذي يحتاجه لتقديم تخفيضات على الضرائب في خلال اسبوع.quot;

وأضافت الصحيفة أنه لم يصدر عن القمة أي نتائج اكثر تحديدا مما سبق حتى ان هؤلاء القادة لم يتفقوا على اجراءات حاسمة لدفع محادثات التجارة العالمية ولم يتبادلوا اكثر من الأحاديث الودية حول الموضوع. وتقول الصحيفة إنه لاينبغي برغم ذلك النظر لهذه القمة على انها مضيعة للوقت فتجمع قادة القوى التي تمثل 85 في المائة من الاقتصاد العالمي بهدف التصدي للمخاوف من حدوث ركود عالمي يعطي دلاله مهمة تزيد من ثقة المستثمرين حول العالم.