فيينا: قال مسؤولون في الأمم المتحدة يوم الاربعاء ان التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أبحاث القنبلة الذرية التي يزعم أن إيران تجريها تدهور الى درجة الأزمة الصامتة منذ عدة شهور بعدما أكدت إيران أن quot;الأمر انتهىquot;.
وقال مسؤول رفيع في الأمم المتحدة quot;لقد شهدنا أزمة من قبل. ولكننا كنا نتحدث الى بعضنا البعض على الأقل. والأمر الآن أسوأ. لا يوجد اتصال من أي نوع.. ولا يوجد تقدم متعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة في برنامجهم.quot;
وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء أحدث تقاريرها بشأن ايران بالقول ان طهران تخطط لبدء تركيب وحدة جديدة تضم 3000 جهاز طرد مركزي في مطلع العام المقبل. ويضاف هذا العدد الجديد الى 3800 جهاز موجودة بالفعل و2200 يجري تركيبها بصورة تدريجية.
ولكن أرقام الوكالة تظهر أن إيران لم تزد عدد أجهزة الطرد المركزي التي تكرر اليورانيوم منذ أن وصلت الى مستوى 3800 جهاز في سبتمبر أيلول. وقال مسؤولو الأمم المتحدة ان سبب بطء عملية الزيادة نسبيا غير واضح.
وتقول ايران ان برنامجها يهدف لتوليد الكهرباء. ويشك الغرب في وجود مساع خفية لتطوير أسلحة نووية.
ويعتقد محللون أن إيران بمقدورها تخصيب يورانيوم لصنع قنبلة نووية خلال عام أو عامين اذا أرادت ذلك.
وأفاد التقرير بأن إيران لديها حتى الآن مخزون مؤلف من 630 كيلوجراما من اليورانيوم متدني التخصيب حتى الآن. ويقدر خبراء أن إيران ستحتاج الى 1700 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب كي تصنع قنبلة ذرية.
وقال محمد سعيدي نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية لرويترز في طهران ان التقرير يظهر أن ايران quot;وفرت امكانية الوصول اللازمةquot; لمفتشي الامم المتحدة في إطار اتفاقية الحد من الانتشار النووي وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف quot;بطبيعة الحال ستستمر في المستقبل امكانية وصول الوكالة وأعمال التفتيش في نفس الاطار.quot;
ولكن التقرير قال انه مالم تقدم ايران أدلة موثوق بها تدعم نفيها أن تكون حاولت تحويل المواد النووية الى صنع الاسلحة ومالم تسمح بالتفتيش في مواقع غير المواقع النووية المعلنة فلن يكون بمقدور الوكالة أ ن تشهد بأن عملية التخصيب في ايران سلمية.
وتدرس الوكالة معلومات المخابرات الاميركية التي تفيد بأن ايران ربطت بين مشاريع معالجة اليورانيوم من أجل الحصول على وقود ذري واختبار متفجرات شديدة على ارتفاعات شاهقة على نحو غير معتاد وتطوير مقدمة الصاروخ شهاب 3 بطريقة تسمح بتركيب رأس نووي فيها.
وشرح آخر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 15 سبتمبر أيلول مدى عدم التعاون الايراني مع طلبات الوكالة الحصول على وثائق الوصول الى مواقع للتحقق من النفي الايراني. وقال مسؤولون في الامم المتحدة في ذلك الوقت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;وصلت الى طريق مسدودquot; مع ايران.
وتقول ايران ان البيانات الاميركية مزورة وأن المواقع التي تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارتها هي منشآت عسكرية تقليدية وأن أي دولة ستحظر زيارتها لأسباب أمنية.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة الذين طلبوا عدم الافصاح عن هوياتهم بسبب الحساسيات السياسية ان التحقيقات لم تتقدم شبرا واحدا منذ ذلك الحين حيث تتمسك الوكالة وايران بموقعيهما دون حراك.
والمسؤول رفيع quot;أسئلتنا هناك ويتعين الاجابة عنها. لا فائدة من كتابتها من جديد في كل أسبوع (لطلب الاجتماعات أو الادلة). نحن بانتظار ردهم.quot;
quot;ولكن هناك فراغ طويل في الاتصالات في الوقت الراهن.quot;
وعلى الرغم من تجمد الاتصالات الخاصة بالتحقيقات التي تجريها الوكالة مع ايران مجمدة الا أن الوكالة مستمرة في التعامل مع المسؤولين الايرانيين فيما يتعلق بأعمال التفتيش الروتينية للمواقع النووية الايرانية.
وفي يونيو حزيران قالت ايران انها سلمت أكثر من 200 صفحة من الوثائق الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجابت عن جميع الأسئلة المرتبطة بالأمر وأضافت quot;الأمر انتهى.quot; ولا تؤيد الوكالة ذلك.
وحتى الآن فرضت الامم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات ضد طهران بسبب الموضوع النووي.
البيت الابيض يتهم ايران برفض التفاوض والتعاون
من جهة ثانية اتهم البيت الابيض الاربعاء ايران برفض التفاوض مع الولايات المتحدة والتعاون مع المجتمع الدولي عبر مواصلة انشطتها النووية الحساسة، بناء على ما خلصت اليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو اثر صدور تقرير الوكالة الذرية ان quot;رفض الحكومة الايرانية تلبية (طلبات) الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامم المتحدة امر محزن ومخيب للامالquot;.
واضاف ان quot;الباب مفتوح اذا علقت ايران انشطة التخصيب، ولكن يبدو انها لا تريد القيام بهذه الخطوةquot;.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما يقصده بعبارة quot;الباب مفتوحquot;، قال جوندرو انه يتحدث عن مفاوضات بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني، فضلا عن اقتراحات دولية اخرى طرحت على الجمهورية الاسلامية لاقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم.