واشنطن: قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في عددها الصادر الثلاثاء نقلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قوله إن حكومته المنتهية ولايتها ما زالت مخولة بالتفاوض مع الفلسطينيين وأنها قادرة على الوصول إلى اتفاق معهم. وقال أولمرت بعد اجتماعه بالرئيس بوش في العاصمة الأميركية واشنطن انه ليس هنالك ما يعترض الاتفاق مع الفلسطينيين على القضايا الرئيسية المتعلقة باتفاق سلام في المستقبل القريب، حيث أضحت بلاده، وفقا لاولمرت، في موقع يمكنها من الوصول إلى اتفاق، وأن اتفاقا كهذا سيكون جيدا لاسرائيل.

وأوضح أولمرت أنه لم يتوقف عن التحدث إلى الفلسطينيين منذ ديسمبر/كانون الأول 2006 وانه يتحدث هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، وفقا لما نشرته الصحيفة. وقال أولمرت إنه لم يقم أي رئيس وزراء باجراء مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين كما فعل هو. وقال أولمرت إن الوقت هو وقت اتخاذ القرارات وإنه مستعد لاتخاذ القرار، وعبر عن أمله من أن يتخذ الطرف الآخر القرار المناسب مشيرا إلى أن اتخاذ القرارات لا يتطلب عدة أشهر.

لكن أولمرت، وفقا للصحيفة، عاد لينأ بنفسه عما قاله في البداية عن الاتفاق على القضايا الرئيسية بالقول إنه لم يكن يتحدث عن تطبيق مباشر لأنه يتعين أن تكون خارطة الطريق، التي ستأخذ وقتا، مكتملة قبل القيام بأي خطوة أخرى.

وقالت الصحيفة إن اولمرت كرر اعتقاده الذي لا يتماشى بالضرورة مع الموقف الذي تحاول رئيسة حزب كاديما الحالية تسيبي ليفني تبنيه. وقال أولمرت إن على بلاده أن تختار بين الحفاظ على وجود الدولة اليهودية أو أن تكون دولة ثنائية القومية، مضيفا أن القرار سيسفر عن تضحية أليمة لأجزاء من أراضي إسرائيل وتاريخ الشعب اليهودي.

وفي تعليقه على مستقبل الدعم العسكري الأميركي المستقبلي لإسرائيل في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، قال أولمرت إن هناك إتفاقثية بين بلاده والولايات المتحدة تستمر لعشر سنوات وليس لأحد أدنى شك بأنها لن تطبق.

وفي سياق منفصل، تطرق أولمرت إلى انتقال السلطة من إدارة بوش إلى إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما وقال إن القضايا التي تهم إسرائيل سيتم انتقالها بشكل مكثف ومنظم إلى إدارة أوباما، مضيفا أن موقف أوباما من وجوب عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية لا يختلف عن موقف بوش.

quot;عباس هو الشريك الفلسطيني المستعد للتفاوض quot;

من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تزال ترى أن الحل الأمثل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي هو تطبيق ما نص عليه إتفاق أنابوليس وأن ذلك ما ركزت عليه الوزيرة رايس في المحادثات التي اجرتها مع رئيس الوزراء إيهود اولمرت.

و قال روبرت وود الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أمر إجراء الإنتخابات الفلسطينية شأن داخلي، وأضاف: quot;هذه مسألة فلسطينية بحتة، إلا أن ما يعنينا هو وجود شريك فلسطيني، وفي رأينا أن الرئيس عباس هو ذلك الشريك، وهو مستعد للتفاوض مع الإسرائيليين للتوصل إلى حل الدولتين الذي سنواصل العمل مع الأطراف المعنية من أجلهquot;.

إسرائيل تنفي أي ضغوط أميركية عليها

و في ملف آخر، نفى أولمرت أن تكون الولايات المتحدة قد مارست ضغوطا على إسرائيل لثنيها عن القيام بأي عمل عسكري تراه مناسبا ضد البرنامج النووي الإيراني. وكانت مجلة تايم الأميركية قد نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على إسرائيل لثنيها عن شن أي عمل عسكري ضخم ضد إيران وقطاع غزة خلال الأيام الأخيرة المتبقية من فترة ولاية الرئيس بوش.

وذكرت المجلة أن مطالب واشنطن أبلغت من خلال مسؤولين أميركيين لنظرائهم الإسرائيليين ويتوقع أن يكون قد تم التشديد عليها خلال اللقاء الذي عقد الاثنين بين بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في البيت الأبيض.

quot;نفوذ إيراني في أميركا اللاتينية quot;

من جهة أخرى، اتهمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إيران الثلاثاء بنشر quot;عناصر إرهابيةquot; في أميركا اللاتينية بهدف توسيع أنشطتها الإيديولوجية والسياسية والاقتصادية. ونقلت صحيفة هآرتس عن ليفني قولها أثناء اجتماعها بوزيرة خارجية السلفادور ماريسول أرغويتا دي باريلاس إن إيران عززت علاقاتها مع العصابات المسلحة في أميركا اللاتينية بشكل يمكن ملاحظته بسهولة.

وأضافت ليفني أن إيران تسعى منذ مدة للحصول على مساعدة سياسية من دول حول العالم لكسر العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت في تقرير لها العام الماضي عن قلقها من تزايد النفوذ الإيراني في أميركا اللاتينية المتمثل بارتفاع عدد السفارات الإيرانية في القارة وعدد الموظفين العاملين في كل منها بشكل لا يتناسب مع احتياجاتها.

وذكرت الوزارة أن إيران تحتفظ بـ30 موظفا في سفارتها في نيكاراغو وكذلك الحال في فنزويلا ودول أخرى في أميركا اللاتينية.

كما لفتت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع تنظر منذ فترة للمنطقة الحدودية الواقعة بين الباراغوي والأرجنتين والبرازيل باعتبارها مركزا لعمليات حزب الله وإيران الإرهابية. وذكرت هآرتس أن إسرائيل أبلغت بعض دول أميركا اللاتينية أن إيران تشكل خطرا على السلام في العالم من خلال الإرهاب وبرنامجها النووي، مشيرة إلى أن بعض البلدان تشارك إسرائيل في قلقها وطلبت مساعدتها في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب.