إسرائيل توافق رسمياً على صفقة التبادل مع حزب الله
أولمرت يعلن أنَّ الجنديين المحتجزين قد قتلا

أغلبية في الحكومة الإسرائيلية تؤيد الصفقة مع حزب الله

إيلاف من رام الله، وكالات:
اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ان quot; الجنديين اللذين يحتجزهما حزب الله ميتان وان اسرائيل تعرف ما قد جرى لهما quot;. ويذكر انها المرة الاولى التي تعترف بها اسرائيل بمقتل الجنديين. ووافقت الحكومة الاسرائيلية بغالبية كبيرة على اتفاق تبادل اسرى وجثث مع حزب الله، وتمت الموافقة على الاتفاق الذي يتضمن استعادة جثتي جنديين اسرائيليين خطفهما حزب الله في تموز / يوليو 2006 قرب الحدود اللبنانية مقابل اطلاق سراح اسرى لبنانيين لدى اسرائيل، ب22 صوتا من اصل اعضاء الحكومة ال25. يذكر ان الجنديين ايهود غولدفاسر وايلاد ريجيف كانا قد احتجزا عشية بداية حرب تموز اذ قررت اسرائيل حينها شن حرب على لبنان بسبب العملية التي نفذها حزب الله وقتل خلالها عددا من الجنود واحتجز المذكورين. مقابل استعادة الجنديين، ستطلق اسرائيل سراح اربعة سجناء لديها والقنطار الذي نفذ عام 1979 عملية داخل اسرائيل قتل خلالها اسرائيليا وابنته البالغة من العمر 4 اعوام وشرطيين اسرائيليين.
وبحسب بيان رسمي، فان الذين صوتوا ضد العملية كانوا وزراء المالية والاسكان والعدل. ودعا قائدا جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) واجهزة الاستخبارات (الموساد) بدون جدوى مجلس الوزراء الى عدم الموافقة على عملية الافراج عن معتقلين مقابل جثث ولو ان هناك سوابق. ودعا الوزراء الى التصويت على اتفاق quot;رغم ثمنه الباهظquot;، مشيرا الى واجب الحكومة حيال عائلتي الجنديين المخطوفين اللتين تعانيان من الغموض المخيم على مصيرهما. وفي مقابل الافراج عن الجنديين، ستفرج اسرائيل عن خمسة معتقلين لبنانيين -- بينهم عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار -- وستعيد للحزب جثث مقاتليه الذين سقطوا في حرب تموز/يوليو 2006. وذكر بعض الوزراء ان تطبيق الاتفاق سيستغرق عشرة ايام الى اسبوعين.
جدل

وخلال هذه العملية حاولت زوجة الاسرائيلي اسكات ابنتهما الاخرى البالغة من العمر عامين كي لا يتم اكتشافهما من قبل القنطار ومجموعته، فقتلتها خنقا عن طريق الخطأ. وستسلم اسرائيل كذلك لحزب الله رفات عدد من قتلاه الذين سقطوا في حرب يوليو/ تموز 2006. وقد قامت عائلتي الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى الحزب بحملة واسعة في المجتمع الاسرائيلي من اجل دفع الحكومة الىالتصويت على الصفقة. الا ان الجميع في اسرائيل لا يوافق على الطريقة التي تتم بها الصفقة، وبخاصة بعد ان تحدثت تقارير صحفية عن امكانية ان يكون الجنديين الاسرائيليين قد قتلا خلال عملية حزب الله وان الحزب احتجز جثتين وليس جنودا احياء.

ويقول النائب الاسرائيلي يوسي بيلين انه quot;في حال لم يكن الجنديان على قيد الحياة فهو يعارض الصفقة، لان المبدأ يجب ان يكون احياء مقابل احياء وجثث مقابل جثثquot;. الا ان سياسيين آخرين يؤيدون هذه الصفقة كالوزير الاسرائيلي مائير شتريت الذي قال انه quot;يؤمن بهذه الصفقة بشدة وانه غير متردد ابدا لان مهمة الحكومة استرجاع كل جندي اسرائيليquot;.وقد أعلناعلن اولمرت الاحد موافقته على عملية تبادل اسرى مع حزب الله تشمل جنديين اسرائيليين خطفا في تموز/يوليو 2006 ويعتقد انهما قتلا، مقابل الافراج عن معتقلين لبنانيين، على ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وقال اولمرت بحسب الاذاعة خلال اجتماع مجلس الوزراء لبحث المسألة quot;على الرغم من كل التردد وبعد درس الحسنات والسيئات، اؤيد اتفاقquot; تبادل الاسرى.
ويهدف اجتماع مجلس الوزراء الى مناقشة عملية تبادل اسرى مع حزب الله الذي يحتجز الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر منذ تموز/يوليو 2006 قرب الحدود اللبنانية. وقال أولمرت في تصريحات للوزراء قبل بدء الجلسة المتوقع أن تستمر نحو ساعتين أو ثلاث ساعات quot;انه أمر يتسم بأسمى نسق أخلاقي.quot; الا أنه أضاف أنه quot;تردد بشكل كبيرquot; بشأن الاتفاق المقترح.
وعرضت اسرائيل عبر مفاوض ألماني عينته الامم المتحدة اطلاق سراح خمسة مقاتلين لبنانيين سجناء واعادة رفات نحو عشرة أشخاص مقابل استعادة المجندين ايهود جولدفاسر وايلداد ريجيف.
ويعد سمير القنطار على رأس السجناء اللبنانيين المطلوب اطلاق سراحهم. ويقضي القنطار عقوبة السجن مدى الحياة لتورطه في غارة قاتلة عبر الحدود عام 1979 وكان مسؤولون اسرائيليون وصفوه من قبل بأنه اخر quot;ورقة تفاوضquot; من أجل اعادة الملاح الاسرائيلي المفقود رون أراد.
ولم يذكر حزب الله الكثير عن المفاوضات غير المباشرة الا أن مصدرا سياسيا لبنانيا قال الشهر الحالي انه يجرى وضع اللمسات النهائية على اتفاق المبادلة. وأجاب وزير النقل شاؤول موفاز على سؤال بخصوص تقارير اعلامية تفيد بأن المبادلة قد تجرى خلال أسبوعين قائلا لراديو اٍسرائيل quot;سواء جرى ذلك في 11 أو 12 ( يوليو تموز) فان ذلك لا يهم... المهم هو أن نحقق ذلك بأسرع وقت ممكن.quot;
وكان جولدفاسر وريجيف أسرا ونقلا الى لبنان خلال كمين نصبه مقاتلو حزب الله في 12 يوليو تموز لدوريتهما الحدودية كما قتل ثمانية جنود. ودفعت بقع دماء وأضرار ناجمة عن انفجار في المكان مسؤولين اسرائيليين الى الاعتقاد أن أحد الجنديين أو الاثنين لم ينجوا. ولم يقدم حزب الله تفاصيل عن وضعهما.
وعلى التوازي مع المحادثات مع حزب الله تحاول حكومة أولمرت عبر مصر استعادة جندي أسرته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة. واستبعد أولمرت في بداية الامر أي مفاوضات من أجل استعادة الجنديين الاسيرين لدى حزب الله وشن هجوما استمر 34 يوما ضد لبنان. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 1200 لبناني و157 اسرائيليا.
واستحضر موفاز وزير الدفاع السابق مبدأ عسكريا بضرورة استعادة الجنود من ساحة المعركة سواء كانوا أحياء أو قتلى قائلا quot;اذا لم تبحث اسرائيل عن أبنائها فلن يبحث أبناؤها عنها.quot; وكان أراد اختفى بعد غارة في لبنان عام 1986 . وينفي حزب الله معرفة أي شيء عن مكان تواجده. واطلاق سراح القنطار قد ينظر اليه على أنه اعتراف اسرائيلي بفتور عملية البحث عن أي أثر للملاح.
وقال حاييم رامون نائب أولمرت ان اسرائيل تواجه اختيارا بين دفع quot;ثمن مؤكد ومعقولquot; من أجل مبادلة جولدفاسر وريجيف أو الاستمرار في الغموض بشأن مصير أراد. وقال رامون لراديو اسرائيل quot;في مثل هذه الظروف أعتقد أنه لا يمكن تفادي اتخاذ قرار لصالح المبادلةquot; مضيفا أن الاتفاق يتضمن مطلبا من حزب الله بتقديم تقرير بجهوده لجمع معلومات بخصوص أراد.
حماس تطالب بالافراج عن البرغوثي ضمن صفقة شاليط

من جهة أخرى ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي اليوم ان حركة (حماس) طالبت بالافراج عن امين سر حركة فتح بالضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل لدى الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 2002. وقالت الاذاعة ان (حماس) طالبت عبر الوسيط المصري بان تشمل صفقة تبادل الاسرى البرغوثي الذي رفضت اسرائيل قبل ذلك الافراج عنه في مفاوضات سابقة بهذا الشأن. وكان رئيس الأمن الداخلي الاسرائيلي (شاباك) يوفال ديسكن قد أبدى موافقته على الافراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية ضمن صفقة شاليط.