واشنطن: يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في واشنطن الإثنين في محادثات وداعية يقيمان خلالها إنجازاتهما المشتركة التي أخفقت في التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط. وقدم المسؤولون الاسرائيليون الاجتماع على انه quot;فرصة لوداع صديق قريب لاسرائيلquot;، مشيرين الى انه سيركز ايضا على الجهود الدولية المبذولة حول الملف النوي الايراني.

ويستعد بوش لمغادرة البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير، بينما قدم اولمرت استقالته تحت تأثير سلسلة فضائح الفساد التي يجري التحقيق معه فيها، ويفترض ان يغادر السلطة بعد الانتخابات المقررة في اسرائيل في شباط/فبراير. وبالتالي، لا ينتظر ان يخرج الرجلان باعلانات مهمة.

ويرغب المسؤولان الضعيفان في نهاية عهديهما بمغادرة السلطة مع دليل على احراز بعض النجاح على صعيد الجهود المبذولة من اجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بعد استئناف المفاوضات بين الجانبين قبل سنة اثر مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في انابوليس في الولايات المتحدة برعاية بوش. الا ان هذه المفاوضات لم تحرز في الواقع اي تقدم رغم الاجتماعات المكثفة بين الاسرائيليين والفلسطينيين والدعم الاميركي القوي. واقر كل الاطراف بانهم لن يتمكنوا من تحقيق هدفهم المعلن القاضي بالوصول الى اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية بوش.

وقال المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، ان quot;بوش واولمرت سيجريان تقييما لجهود السلام بين اسرائيل والفلسطينيينquot;، من دون ان يتضح ما اذا كانا سيعملان على وضع وثيقة تلخص جولتهما الاخيرة من المحادثات.

ورغم ان الرئيس المنتخب باراك اوباما وعد بمواصلة دعم المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، فان آفاق السلام تبدو غامضة في ظل الانتخابات المتوقعة في اسرائيل واستمرار الانقسامات الفلسطينية بين حركة فتح برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس. ويلتقي اولمرت الاثنين ايضا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي صرحت الاحد ان عملية السلام quot;على ما يرامquot;. وقالت quot;اذا لم يتم التوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة، فمرد ذلك الى حد كبير الى الوضع السياسي في اسرائيلquot;.

ويتوقع ان يبحث اولمرت وبوش كذلك سبل التعامل مع الملف النووي الايراني، اذ تشتبه الولايات المتحدة واسرائيل بان طهران تسعى الى امتلاك قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه ايران. وقال ريغيف quot;نأمل بان تكون الاجتماعات نوعيةquot;.

ويقول مسؤولون اسرائيليون ان اولمرت يسعى الى الحصول من حليفه بوش على تعهدات جديدة في شأن ايران قبل تسلم اوباما السلطة، لا سيما ان الرئيس الاميركي المنتخب كان اثار قلق اسرائيل بدعوته خلال حملته الانتخابية الى الحوار مع طهران. وقال مسؤول اسرائيلي ان اولمرت quot;يريد ان توضع الوعود التي تعهدت بها الادارة الاميركية لاسرائيل (حول ايران) موضع التنفيذquot;.

على صعيد آخر، سيسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي الى اقناع بوش والكونغرس بالموافقة على بيع سلاح الجو الاسرائيلي طائرات اميركية مقاتلة من طراز quot;اف-35quot; التي من شأنها ان تعزز قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على تنفيذ ضربات جوية بعيدة.

واعلن البنتاغون في ايلول/سبتمبر ان اسرائيل قدمت طلبا للحصول على 75 طائرة من هذا الطراز، الا ان الكونغرس لم يوافق بعد على هذا العقد الذي تبلغ قيمته 15 مليار دولار. وكانت واشنطن زادت السنة الماضية التزاماتها في مجال الدفاع تجاه اسرائيل وتعهدت بتقديم مساعدات لها بقيمة ثلاثين مليار دولار مقسطة على عشر سنوات من اجل شراء اسلحة اميركية.

ونصب الجيش الاميركي في الاراضي الاسرائيلية رادارا قويا لرصد الصواريخ من اجل تقوية الدفاع الاقليمي لاسرائيل ضد احتمال اطلاق صواريخ بالستية. ويفترض ان يوافق الكونغرس من جهة ثانية على مشروع بيع اسرائيل الف قنبلة عنقودية. واسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، بحسب خبراء دوليين، وهي تنظر الى ايران على انها عدوها الاستراتيجي. ويدعو القادة الايرانيون الى ازالة اسرائيل عن الخارطة.

ويردد اولمرت ان بلاده تفضل استخدام الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي، الا انه يرفض استبعاد اللجوء الى الخيار العسكري نهائيا.

وستشكل قمة الاثنين فرصة لبوش واولمرت للتأكيد على العلاقات المتينة بين الحليفين التي كانت وثيقة جدا خلال عهد بوش. وقال ريغيف ان quot;رئيس الوزراء يريد استغلال اللقاء للتعبير عن تقديره لصداقة الرئيس بوش ودعمه لاسرائيلquot;.