نتنياهو يواصل تقدمه وكاديما في تراجع مستمر
تطورات في العمل قد تطيح بباراك من قيادة العمل

نضال وتد من تل أبيب: أظهر استطلاع جديد نشرته القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، استمرار تقدم الليكود بزعامة بينيامين نتنياهو، وتفوقه على باقي الأحزاب الإسرائيلية، وبالأساس حزبي كاديما وحزب العمل، مع زيادة الفارق بينه وبين كاديما كاديما ب12 مقعدا، للمرة الأولى منذ تحديد موعد الانتخابات النيابية للعاشر من شباط القادم.

ووفق الاستطلاع الذي أجراه معهد quot;غيوكورتوغرافياquot; وبثت نتائجه في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، فقد حصل الليكود على 73 مقعدا فيما تراجع حزب كاديما ل25 مقعدا فقط، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لتسيبي ليفني، التي كانت حظيت في الأشهر الأخيرة بتأييد واسع ، نسبيا، في صفوف الإسرائيليين وبالأساس بفضل نزاهتها الشخصية ودعوتها لسياسة نظيفة.

وبالإضافة للضربة التي تشكلها نتائج الاستطلاع لحزب كاديما وبالأساس لليفني، فإن الاستطلاع يتوقع عمليا فقدان حزب العمل لمكانته في الحلبة الحزبية الإسرائيلية، وتدهور الحزب وتراجعه إلى المكان السابع من حيث قوته، بعد كل من الليكود وكاديما وشاس، ويسرائيل بيتينو ويهدوت هتوراة وحتى حركة ميرتس، ليصبح في حال صدق الاستطلاع من الأحزاب الصغيرة، وغير المؤثرة، مما يبعده كليا عن دائرة الأحزاب المشكلة للحكومة، ويحوله في أحسن الأحوال إلى شريك ثانوي في أي من الحكومات القادمة.

وجاءت نتائج الاستطلاع لتؤكد استمرار التوجه السائد في الشارع الإسرائيلي واستمرار انجرافه نحو الليكود، لا سيما بعد مجموعة النجوم والنخب التي تمكن نتنياهو من إعادتها لصفوف الليكود، وكان آخر هؤلاء النجوم، هو زئيف جابوتينسكي ، حفيد مؤسس الحركة الصهيوينة التصحيحية، والتي ترفض أية تسوية إقليمية مع الفلسطينيين والعرب، وتعتبر في فكرها السياسي أن الأردن يشكل هو الآخر جزءا من أرض إسرائيل الكبرى.
وفي هذا السياق أعلن جابوتينسكي الحفيد، في مقابلات مع الصحافة الإسرائيلية، أنه يعتبر أن كل quot;أرض إسرائيلquot; غربي نهر الأردن هي ملك للشعب اليهودي، ولا يجب التنازل عن أي شبر منها، كما أنه يرى بأن أي اتفاق مع العرب يجب ألا يشمل إطلاقا فكرة قيام دولة فلسطينية، ويجب الاكتفاء بمنح الفلسطينيين في الضفة الغربية مكانة إقامة دائمة مثل quot;غرين كاردquot; في الولايات المتحدة.

ويرى المحللون أن نتائج الاستطلاعات الأخيرة، تؤكد تأثر الرأي العام الإسرائيلي، وتحديدا اليمين والوسط في إسرائيل من الدعاية المكثفة لنتنياهو، وخصوصا ضد الخطوط السياسية العريضة لليفني، عبر توظيف تصريحات أولمرت الأخيرة، بشأن الحاجة للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران. إلى ذلك فقد نجح نتنياهو أيضا في استغلال الأزمة المالية، وعدم مبادرة حكومة كاديما إلى التدخل في الأزمة مع اندلاعها مباشرة، لكيل المزيد من الضربات لكاديما وليفني، والتأكيد على أن إسرائيل بحاجة لقيادة اقتصادية أيضا وليس فقط قيادة سياسية.
باراك قد يفقد قيادته للحزب
وفي سياق آخر ألغت المحكمة الداخلية لحزب العمل، بناء على استئناف أحد أعضاء الحزب، المحامي معييان أموداي قرارات مؤتمر الحزب الأخيرة، بشأن تحصين مواقع كل من الوزير بينيامين بن إليعيزر، (في المكان السادس) والسكرتير العام للحزب، ورئيس الحزب باراك، لكون المؤتمر صوت على تحصين هذه المواقع الثلاثة المضمونة في تصويت علني على الرغم من أن دستور الحزب ينص على أن يكون التصويت سريا.

وقالت مصادر في حزب العمل إن قرار المحكمة الدستورية للحزب هذا قد يقود إلى تأجيل موعد الانتخابات الداخلية في العمل، التي كان من المقرر أن تجري في الأسبوع القادم. وقال أحد المقربين من الوزير بينيامين إنه لا ينوي الاعتراض على القرار فعهو متأكد من فوزه بالمرتبة الأولى في حال جرت الانتخابات الداخلية للعمل، ملمحا إلى أنه في حال إجراء الانتخابات الداخلية للحزب، دون الاعتراض على قرار المحكمة الدستورية، فقد تتمخض الانتخابات الداخلية عن انقلاب داخلي على إيهود باراك، وفقدان لزعامة الحزب.