واشنطن، وكالات: تباينت ردود الفعل الدولية على تعيين هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية الأميركية، بين مرحب من حلفاء واشنطن، إلى متشائم متشكك من غيرهم. فقد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان وجود كلينتون على رأس الدبلوماسية الاميركية سيضمن علاقات وثيقة مع بلاده. وقال ان quot;السيناتور كلينتون صديقة لدولة اسرائيل والشعب اليهوديquot;.

وفي اوروبا قال برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، ان اوروبا مستعدة للعمل عن قرب مع كلينتون في اطار quot;علاقات شراكة اطلسية متجددةquot;. واضاف ان هذا الاستعداد هو من اجل quot;مواجهة التحديات الاقصادية والمناخية والامنية التي نواجهها معاquot;.

ودعا كوشنير الى التعاون quot;من اجل الدفاع عن الحرية والكرامة الانسانية، والدفاع عن السلم والامنquot;. كما وجد تعيين كلينتون اصداء ايجابية في اسبانيا والسويد. الا ان الروس لم يعبروا عن حماسة لهذا التعيين.

اذ قالت موسكو، على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الديوان الادني لمجلس الدوما الروسي (البرلمان) كونستانتين كوساشيف، ان تعيينات اوباما الاخيرة، وخصوصا ابقاء جيتس في حقيبة الدفاع، لا يعتبر امرا مثيرا للتفاؤل. واضاف انهما، غيتس وكلينتون، لن يكونا شريكين سهلي التعامل بالنسبة لروسيا، والحوار الثنائي لن يكون اقل تعقيدا مما كان عليه خلال عهد الرئيس جورج بوشquot;.

فريق الادارة الجديدة

وكان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما عن اعلن رسميا عن تعيين منافسته على الترشح للانتخبات الرئاسية هيلاري كلينتون، وزيرته للخارجية. ووصف أوباما السيدة الأولى سابقا بالمرأة quot;ذات الشأن الكبيرquot; التي حازت على quot;كامل ثقتهquot;. وقد اضطرت كلينتون إلى الانسحاب من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أنتخابات أولية تميزت بمنافسة قوية مع أوباما.

وأعلن أوباما خلال مؤتمر صحافي بشيكاغو عن تعيينات أخرى في إدارته المقبلة. وقال أوباما إن الوقت قد حان quot; لبزوغ زعامة أميركية قادرة على تجاوز تحديات القرن الواحد والعشرين، واغتنام الفرص التي تحملها هذه التحديات.quot;

وقال أوباما إن وزير الدفاع الأميركي الحالي روبرت جيتس سيظل بمنصبه، فيما سيتولى الجنرال المتقاعد جيمس جونز منصب مستشار الأمن القومي. وسبق لجونز أن شغل منصب مستشار الرئيس بوش لشؤون الشرق الأوسط. وسيتولى إريك هولدر أحد المسؤولين السابقين في وزارة العدل الأمريكية منصب وزير العدل. بينما ستتولى حاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو منصب وزيرة الأمن الداخلي.

ويقول محرر الشؤون الخارجية في موقع بي بي سي الأخبار بول رينولدز، إن فريق السياسة الخارجية لأوباما والذي سترأسه هيلاري كلينتون، سيبعث الثقة في نفوس دعاة القبضة الحديدية في الولايات المتحدة، لكنه قد يخيب أمل من كانوا يأملون في تغيير جذري.

وتعهدت كلينتون ببذل quot;قصارى جهدهاquot; في منصبها الجديد. وقالت: quot; إن الشعب الأميركي طالب ليس فقط بتجديد الإدارة الداخلية وحسب، بل ببذل الجهد لتجديد موقع الولايات المتحدة في العالم بصفتها قوة إيجابية للتغيير كذلك.quot; وأثنت وزيرة الخارجية الحالية كوندليزا رايس على كلينتون إنها quot;ملهمة، ستجلب الكثير من الحيوية والتدبيرquot; لهذا المنصب.

الصين تهنىء كلينتون

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الصين هنأت كلينتون، معربة عن إستعدادها للعمل معها من أجل ترسيخ العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو جيانشاو في بيان ان وزير الخارجية يانغ جيشي وجه برقية تهنئة الى كلينتون والى جونز. واضاف ليو ان يانغ quot;يأمل في العمل الدؤوب معهما لدفع علاقات التعاون البناء بين الصين والولايات المتحدةquot;.