دمشق: اعلن quot;التيار الوطني الحرquot; الثلاثاء ان رئيسه الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون سيتوجه الاربعاء الى سوريا على رأس وفد في زيارة اعتبر عون انها تتخذ طابع quot;تعارف وصداقةquot;.وقال التيار الوطني الحر على موقعه الالكتروني الثلاثاء ان quot;العماد عون يتوجه غدا الى سوريا على رأس وفدquot; يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب.

وترتدي هذه الزيارة اهمية كبرى بالنظر الى تاريخ النزاع الطويل بين عون ودمشق الذي اندلع بعدما اعلن زعيم التيار الوطني الحر يوم كان رئيسا لحكومة عسكرية انتقالية في اذار/مارس 1989، quot;حرب التحريرquot; ضد الوجود العسكري السوري في لبنان.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 1990 تمت الاطاحة بعون اثر عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا.

ولم يصدر حتى الان البرنامج الرسمي للزيارة التي يتوقع ان تستمر اياما عدة، والتي يرجح ان يلتقي عون خلالها الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي هذا السياق اعلن قيادي في التيار الوطني الحر في دمشق لوكالة فرانس برس ان زيارة عون الى سوريا ستستمر حتى يوم الاثنين quot;مبدئياquot;، مؤكدا ان برنامجها لن يتم الاعلان عنه كاملا بل quot;سيتم الاعلان عن برنامج كل يوم بيومهquot;.

وحول اللقاء مع الرئيس الاسد اكد القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان هذا quot;اللقاء مقرر فعلاquot;، من دون اعطاء مزيد من الايضاحات عن موعده.

واضاف ان برنامج الزيارة يتضمن quot;القاء العماد عون محاضرة في كلية الهندسة في جامعة دمشق الخميسquot;.

واضاف ان العماد عون سيلتقي ايضا خلال زيارته شخصيات دينية quot;على الارجحquot; وسيزور quot;اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير ما مارون التاريخي قرب حلبquot;.

وقال عون في مؤتمر صحافي الاثنين ان quot;زيارتي لسوريا لها طابعا التعارف والصداقة اولا وتقديم المقاربات لمختلف المواضيع ثانياquot;.

واثار اعلان عون نيته اجراء هذه الزيارة، عاصفة من ردود الفعل في لبنان، ولا سيما من فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية) الذي اعتبر ان عون quot;يزور من ينتمي اليهم بالولاءquot;، بحسب تعبير منسق الامانة العامة لفريق 14 آذار/مارس النائب السابق فارس سعيد.

الا ان عون رد على منتقديه بالتأكيد انه سيزور دمشق quot;مرفوع الرأسquot;، وقال quot;انا ذاهب الى سوريا ورأسي مرفوع والناس يستقبلونني بتقدير واحترام لانني كنت خصما وعندما انتهت الخصومة ممكن ان اتحول الى صديقquot;.

واضاف quot;اذهب كما انا وكما ترونني، واعود كما ترونني، لا اغير لا طبعي ولا عاداتي ولا فكري السياسيquot;.

وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية اثر وجود عسكري استمر نحو ثلاثة عقود. واحدث عون مفاجأة بتوقيعه تفاهما مع حزب الله الشيعي المقرب من سوريا وايران، وفي تشرين الاول/اكتوبر الفائت قام بزيارة لطهران اثارت بدورها عاصفة من ردود الفعل.

من ناحية اخرى، اكد عون ان موقفه كان على الدوام يقوم على مبدأ quot;عندما تخرج سوريا من لبنان، يجب ان نحاول ان نقيم معها افضل العلاقاتquot;. وقال quot;لا نقبل ان يكون لبنان ممرا لزعزعة النظام في سوريا مثلما يفعل البعض، كما لا نقبل باي نزعة سورية تجاه لبنانquot;.