سوول: قالت كوريا الشمالية إنها لن تعترف باليابان عضوا في المحادثات السداسية التي ستستأنف يوم الاثنين المقبل في بكين للبحث في موضوع نزع السلاح النووي الكوري.
ويأتي القرار الكوري الشمالي ردا على رفض اليابان تزويد بيونجيانج بالمعونات بموجب اتفاق مسبق يقضي بتزويد كوريا الشمالية بالمساعدات الاقتصادية والغذائية مقابل تخليها عن ترسانتها النووية.
يذكر ان ثمة خلاف بين كوريا الشمالية واليابان حول قيام الاولى بخطف مواطنين يابانيين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ويقول المراسلون إن تأثير القرار الكوري الشمالي على سير المحادثات ليس واضحا الى الآن.
وكان المبعوث الاميركي كريستوفر هيل قد قال قبيل الاعلان الكوري الشمالي: quot;اني واثق من ان المحادثات ستسير بشكلها الطبيعي، اي انها ستكون صعبة.quot;
ومن المقرر ان يصل هيل الى العاصمة الكورية الجنوبية سول يوم السبت للتشاور مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين قبل ان يتوجه الى بكين.
وجاء القرار الكوري برفض مشاركة اليابان في المحادثات في بيان اصدرته وزارة الخارجية في بيونجيانج ونشرته وكالة الانباء الكورية المركزية الرسمية.
وجاء في البيان: quot;لن نتعامل مع اليابان بوصفها من المشاركين في المحادثات حتى لو بلغت من الصلافة وقلة الادب بحيث تقتحم القاعة.quot;
ومضى البيان الكوري الشمالي للقول: quot;ليس لليابان المبرر ولا الكفاءة التي تخولها المشاركة في المحادثات، بل على العكس ان وجود اليابان يعتبر حجر عثرة في سبيل التوصل الى الهدف المشترك (للمحادثات السداسية).quot;
وجاء في البيان ان هدف اليابان الحقيقي هو عرقلة عملية نزع السلاح الكوري النووي من اجل خلق ذريعة تستتر من خلفها لتعزيز قدراتها العسكرية.
وكانت كوريا الشمالية قد وافقت على تفكيك مفاعلها النووي في ينوجبيون القادر على انتاج البلوتونيوم بموجب اتفاق سداسي مع الصين وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان عام 2007.
ونص الاتفاق على ان تزود كوريا الشمالية بالمقابل بمليون طن من زيت الغاز او بمساعدات في مجال الطاقة بنفس القيمة. لكن بيونجيانج لم تتسلم سوى نصف الكمية المتفق عليها الى الآن.
الا ان اليابان رفضت تسليم حصتها من المساعدات ما لم تحل قضية مواطنيها المخطوفين.
وكانت كوريا الشمالية قد اعترفت في عام 2002 باختطاف 13 يابانيا سمحت لخمسة منهم بالعودة الى بلادهم. وقالت بيونجيانج حينها إن الثمانية الآخرين قد توفوا.
الا ان اليابان تصر على الحصول على ادلة تثبت موت المخطوفين الثمانية، وتصر ايضا على اجراء تحقيق في حالات اختطاف اخرى.
وكان البلدان قد توصلا في شهر يونيو/حزيران الماضي الى اتفاق تعهدت كوريا الشمالية بموجبه بحل مسألة المخطوفين حلا نهائيا. الا ان هذا الاتفاق لم ينفذ.
وكانت الولايات المتحدة قد شطبت اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب في شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي كما نص الاتفاق السداسي.
وبالمقابل، وافقت كوريا الشمالية على فتح برنامجها النووي للمراقبة.
الا ان المحللين يقولون إن الخلافات عكرت صفو المحادثات منذ البداية، وانها (اي المحادثات) قد تعطلت مرات عديدة بسبب التفسيرات المتناقضة للقضايا المطروحة.
وكان المبعوث الاميركي هيل ونظيره الكوري الشمالي كيم كاي جوان قد عقدا جولة من المحادثات التحضيرية في سنغافورة في وقت سابق من الاسبوع الجاري قبيل انطلاق محادثات بكين.
وكان هيل قد زار بيونجيانج اوائل شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي في محاولة لانقاذ الاتفاق، الا ان المراسلين يقولون إن الطرفين (الاميركي والكوري الشمالي) يختلفان الآن حول ما اتفقا عليه في تلك الزيارة.
فمن جانبها، تصر كوريا الشمالية على انها لم توافق قط على يأخذ الاميركيون نماذج من المواد النووية من مفاعلاتها لفحصها في الخارج. ولكن الاميركيين يقولون عكس ذلك.
وقال هيل إن الطرفين لم يتمكنا من التوصل الى حل لهذه المسألة في سنغافورة، ولكنه المح الى ان المسألة سيعاد بحثها في بكين.