خلف خلف من رام الله: تبحث إسرائيل منذ زمن عن حلول شاملة لإيقاف الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع، ومنذ فترة ليست بالقصيرة بدأت بتطوير نظام quot;القبة الحديديةquot;، والتي تقدر شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية quot;رفائيلquot; أن عملية تطويره تحتاج إلى عام ونصف، وكلفته تصل إلى نحو 250 مليون دولار. وللغرض ذاته، أقرت الحكومة الإسرائيلية خلال جلستها الأسبوعية اليوم الأحد الخطة لتحصين المدن والقرى المحيطة بقطاع غزة. وتبلغ كلفة هذه الخطة 600 مليون شيكل، أي نحو 150 مليون دولار، وسيتم انجازها حتى عام 2011. ويوجد في منطقة غلاف غزة في مدى يصل إلى 7 كم عن الخط الحدودي 10.500 بيت بلا تحصين.
وأكد نائب وزير الأمن الإسرائيلي متان فيلنائي وجوب تحصين هذه المدن بمعزل عن الخطط القتالية للجيش الإسرائيلي. وحسبما يستشف من التقارير الإسرائيلية، فإن الخبراء العسكريون في تل أبيب منزعجون، كون التجارب التي أجروها على نظام القبة الحديدية، تبين أن النظام لن يكون قادرًا على إيقاف الصواريخ قصيرة المدى بالشكل المطلوب.
إذ أن مبدأ عمل القبة الحديدية هو: جهاز رادار يحدد عملية إطلاق الصاروخ تجاه إسرائيل، ثم يقوم جهاز رادار آخر بتعقب الصاروخ المطلق، ويطلق عليه صاروخاً لتدميره، أما إذا قدر النظام أن الصاروخ سيسقط في منطقة غير آهلة، فلن تتم محاولة إحباط البتة.
التقدير أن نسبة نجاح عمليات الإحباط ستكون نحو من 95 في المائة من الصواريخ المحلية التي سيقرر إحباطها. وهكذا إذا أطلق في السنة ألف صاروخ وكان من المتوقع أن يسقط بين 50 ndash; 70 في المائة منها في مناطق مأهولة فمعنى ذلك أنه برغم وسائل الإحباط، سيسقط داخل البلدات الإسرائيلية بين 25 إلى 35 صاروخا في السنة.
وكان المجلس الوزاري السياسي ndash; الأمني الإسرائيلي المصغر قرر في الثالث والعشرين من كانون الأول 2007 قرر أن يخصص نحو من 800 مليون شاقل (تقريبا 200 مليون دولار) لتطوير نظام quot;القبة الحديديةquot;. وعمليًا يوجد في بلدات غلاف غزة في الوقت الحاضر جهاز إنذار يعمل وقت إطلاق الصواريخ، إذ عندما يصدر عن هذا الجهاز إشارات تحذير، لا سيما quot;حمراء اللونquot;، فهذا يعني أن على السكان تحصين أنفسهم في آماكن أمنة.
التحصين يبنى في إسرائيل كجزء من المبنى نفسه ndash; حتى التسعينيات كان يتم بناء الملاجئ؛ ومنذ التسعينيات بات يتم بناء منطقة محصنة في الشقة أو الطابق. بني المئات من البيوت في سديروت والبلدات المحيطة في السبعينيات والثمانينات وعلى ذلك لا يوجد فيها ملجأ عتيد، ولذلك ترى الحكومة الإسرائيلية أنه يتوجب العمل على تحصين البنايات أمام الصواريخ، وبخاصة أن نظام القبة الحديدية لا يقدم حلا شاملا.
كما أنه رغم سريان التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجانب الإسرائيلي، إلا أن المناوشات قائمة بوتيرة منخفضة، إذ قتل وأصيب العديد من الفلسطينيين خلال الشهور الثلاثة الماضية. ومن جانبه، يتحدث الجيش الإسرائيلي عن سقوط 215 صاروخ و129 قذيفة هاون في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
ويذكر انه منذ سنة 2001 سقط في البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، نحو من 2800 صاروخ، منها نحو 950 صاروخا في سنة 2006 ونحو من 780 في سنة 2007. بينما هذا العدد يبدو أقل هذا العام بسبب وجود التهدئة. وفي إثر إطلاق الصواريخ خلال عامي 2006 و2007، أصيب 430 إسرائيليًا، وقتل عشرة أشخاص (9 منهم في مدينة سديروت). أصيب القتلى جميعاً عندما كانوا خارج ملجأ ( في ساحة أو شرفة أو شارع أو سيارة). مع الإشارة أن هذا العدد لا يقارن بالطبع مع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا وأصيبوا خلال الفترة ذاتها.