نجلاء عبد ربه من غزة: تعودت سناء مصطفى بأن تنام في وقت مبكر من الليل لتصحو الساعة الثالثة فجراً، عندما تأتي الكهرباء لمنزلها، فيبدأ يومها العملي والنشاطي داخل منزلها. لكن الغريب أن أطفالها تعودوا كذلك الأمر على ذلك، فيفيقوا لحل واجبهم المدرسي ودراسة المواد.
ومنذ أن بدأت محطة تشغيل الكهرباء الوحيدة في غزة، إعلانها رسمياً عن التوقف عن العمل، حتى باتت النساء الغزيات يُغيرّن من فترات نومهن، وإعتدن على حياة مختلفة غير التي يعرفونها.
وتقول سناء لإيلاف quot;صرت أصحو قبل أذان الفجر لأكمل شغل البيت، ففي ظل عدم وجود غاز الطهي، بت أعتمد على طنجرة الكهرباء لأطبخ وأخبز، وهذا يتطلب مني أن أصحو في ساعات وجود الكهرباء مهما كانت في حلك الليلquot;.
وتقول سماهر يوسف من بيت لاهيا quot;إتصلت بي زوجة عمي من جباليا قبل يومين الساعة التاسعة مساءً لتسألني إذا ما كانت الكهرباء مقطوعة في منطقتي أم لا، لأنها عجنت خبزها وتريد أن تخبزه من خلال طنجرة الكهرباءquot;.
في الوقت الذي يتبادل فيه المسلمون التهاني في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، يغرق قطاع غزة في ظلام دامس بعد توقف محطة الكهرباء عن العمل إثر نفاد الوقود اللازم لتشغيل المحطة.
وتضيف سماهر لإيلاف quot;مشكلة الكهرباء تؤرقنا بنسبة كبيرة جداً، فلا يوجد متسع لأن أتابع دروس أطفالي أو أخبز أو أعمل أي شي في بيتي. ناهيك عن قدوم عيد الأضحى، وأخشى أن تفسد اللحمة في الثلاجة قبل إستخدامهاquot;.
وكان نائب رئيس سلطة الطاقة في الحكومة الفلسطينية quot;كنعان عبيدquot; قال: إن المحطة توقفت تمامًا عن العمل ظهر أمس بعد نفاذ الوقود إثر إبقاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المعابر مع قطاع غزة مغلقة. وعدم سماح إسرائيل بإدخال وقود جديد إلى القطاع.
وكان نائب رئيس سلطة الطاقة في الحكومة الفلسطينية quot;كنعان عبيدquot; قال: إن المحطة توقفت تمامًا عن العمل ظهر أمس بعد نفاذ الوقود إثر إبقاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المعابر مع قطاع غزة مغلقة. وعدم سماح إسرائيل بإدخال وقود جديد إلى القطاع.
وتعمدت إسرائيل في الآونة الأخيرة من حصارها على الفلسطينيين بإغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة، وعدم السماح بإدخال أيٍ من السلع أو المحروقات أو غاز الطهي، ومنها السولار الصناعي الذي يُشغل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. وتتذرع إسرائيل بعدم فتح المعابر التجارية لأكثر من ستة أسابيع على التوالي، بإطلاق صواريخ فلسطينية على البلدات والمدن الإسرائيلية من قطاع غزة.
وتتذمر إيناس جوهر من قطع الكهرباء المستمر على بيتها. وتقول لإيلاف quot;لقد إحترق ماتور الثلاجة في بيتي نتيجة مجيء الكهرباء بشكل مفاجئ وبقوة، والمشكلة الآن أنه لا يوجد ماتور بديل لتصليح الثلاجةquot;.
وتعاني غزة من إشكالات عدة نتيجة حصار إسرائيل لها لأكثر من عامين ونصف. وأكثر ما يؤرق رب البيت هو إتلاف أو خراب جهاز كهربائي داخل منزله، فيضطر للبحث أشهر حتى يجد قطع غيار وتصليح لهذا الجهاز. ومع علو وإنخفاص التيار الكهربائي، تعطلت مئات الأجهزة الكهربائية وخاصة الديجيتال في بيوت الغزيين.
وتتحدث إيناس عن سياسية التحسيس ليلا وتقول لإيلاف quot;لأنني أعرف كل شيء في بيتي حيث وضعتها، فأمشي في الظلام وأحسس لأخذ الشيء الذي أريده، وبالنسبة للمطبخ، فأبتعد عن دخوله في الظلام، لكنني لم أرغب في زيارة أي من أقاربي أو أقارب زوجي خلال قطع الكهرباءquot;.
وتضيف إيناس quot;أشعر كأن الحياة تتوقف تدريجياً في غزة، فلا شيء يسير بشكل جيد، كل شيء هنا تسير عكس ما نتوقعها، لقد بدا الملل والألم والرغبة في الهجرة ينتابنا جميعا نساءً ورجالاًquot;.
وكان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور رياض الخضري أكد quot;إن المحطة تعمل منذ ثلاثة أيام بنسبة 20 في المائة فقط، بعد سماح الاحتلال بدخول بعض شاحنات السولار الصناعي التي كانت ستكفي لتشغيل المحطة ليوم واحد لو شُغلت بكامل طاقتهاquot;.
وأشار إلى أن quot; غزة عادت لتغرق بالظلام الدامس من جديد، ولكن هذه المرة في أجواء عيد الأضحى الذي يأتي على المواطنين في ظل نقص النقود والوقود والمياه وكل مقومات الحياة الكريمة جراء الحصار الإسرائيلي الظالمquot;.
وأكد الخضري quot;على أن هذا التوقف للمحطة سيكون الرابع خلال شهر؛ مما سيؤثر بشكل كبير على مولدات ومعدات المحطة التي لا تعمل جميعها بسبب قصفها من قبل قوات الاحتلال قبل أكثر من عامين، ورفض إدخال بديل لها أو قطع غيار حتى الآنquot;.
التعليقات