كابول: قالت القوات التابعة لحلف شمال الاطلسي يوم الاثنين انها لن تتوقف عن قتال المتشددين من حركة طالبان خلال الشتاء في أفغانستان وان العمليات المنسقة مع الجيش الباكستاني يرجح أن تعرقل فترة الراحة التقليدية للمتشددين من القتال.
وتصاعدت أعمال العنف في شرق أفغانستان خلال الربيع والصيف هذا العام اذ أعطت هدنات بين باكستان والمتشددين على الجانب الباكستاني من الحدود مزيدا من الحرية للمسلحين في مهاجمة القوات الدولية على الجانب الافغاني.
لكن مع انهيار اتفاقات السلام وتحول الجيش الافغاني الى الهجوم ترى القوات التي يقودها حلف الاطلسي في شهور الشتاء فرصة سانحة للضغط على المسلحين.
وذكر نائب قائد الفرقة 101 المحمولة جوا المتخصصة في الهجمات الجوية بطائرات الهليكوبتر لرويترز يوم الاثنين أن قواته كثفت عملياتها ضد مواقع المتشددين قبل دخول الشتاء.
وقال البريجادير جنرال جيمس مكونفيل quot;الناس هنا يقومون ببيات شتوي بسبب الطقس. لكن الان لاننا (الفرقة) 101 المحمولة جوا ولدينا امكانية الحركة نعتزم مهاجمة تلك الملاذات (في أفغانستان) التي ربما سيحاول العدو أن ينتظر فيها انقضاء الشتاء.quot;
وأضاف quot;الخلاصة هي أننا لا نريد السماح للعدو بالراحة في أفغانستان خلال الشتاء.quot;
ورغم بقاء العديد من مقاتلي طالبين في أفغانستان يتوجه كثيرون اخرون الى باكستان لقضاء الشهور التي تشتد فيها برودة الطقس.
ورغم أن الثلوج الكثيفة ومحدودية الرؤية تعرقل استخدام القوة الجوية خاصة طائرات الهليكوبتر كما حدث في أعوام سابقة ترى قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي في الشتاء فرصة لتوجيه ضربات عسكرية والمضي قدما في مشروعات تطوير لمحاولة كسب القلوب والعقول.
لكن عندما نفذت قوة المعاونة الامنية الدولية هجمات في الماضي بالقرب من الحدود تسلل مقاتلو طالبان وحلفاؤهم ببساطة عبر الحدود الى باكستان وحيثما تقدم الجيش الباكستاني في المناطق القبلية على جانبه من الحدود كان المتشددون يتوجهون الى أفغانستان.
وقال الكابتن بنجامين برينك من البحرية الاميركية المسؤول عن مركز عمليات المخابرات المشتركة بين قوة المعاونة الامنية الدولية وأفغانستان وباكستان quot;كان الامر مثل الضغط على قنديل البحر اذ يبرز في مكان اخر.quot;
لكن الجديد هذا العام هو تحسن مستويات التعاون بين قوة المعاونة الامنية الدولية والجيشين الافغاني والباكستاني الذي تمخض عن عملية منسقة بدأت في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني باقليم كونار في شمال شرق أفغانستان ومنطقة باجور المتاخمة لها في باكستان.
وقال برينك لرويترز quot;الباكستانيون يدفعونهم نحو الحدود ونحن نغلق الحدود.quot;
وأضاف quot;يقول لنا الباكستانيون انهم يلمسون تراجعا في الحركة عبر الحدود في اتجاههم... ونعتقد أنها تراجعت في الاتجاه الاخر أيضا لاننا ننفذ عمليات اغلاق على طول الممرات وسنواصل ذلك خلال الشتاء.quot;
ويقول الجيش الباكستاني انه قتل أكثر من 1000 متشدد في باجور وحدها وان ثمة عمليات أحرى أصغر تجري في أماكن أخرى بالمنطقة القبلية.
وقال برينك انه مع تقدم فصل الشتاء يتوقع أن تتجه العمليات الباكستانية جنوبا على طول الحدود بينما تعد قوة المعاونة الامنية الدولية لتنفيذ تحركات اغلاق مماثلة.
ورغم أن الخطط العسكرية معدة للتنفيذ ما زال الكثير يتوقف على التحسن الهش في العلاقات الدبلوماسية بين أفغانستان والحكومة الجديدة المدنية في باكستان وأيضا على قدرة باكستان على محاربة المتشددين في مناطقها الحدودية والتعامل في نفس الوقت مع التوتر مع الهند في أعقاب هجمات مومباي.
وفي واشنطن قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) ان هجمات المتشددين الباكستانيين على قوافل الامدادات لم يكن لها تأثير يذكر على القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان.
وقال بريان ويتمان المتحدث باسم الوزارة quot;رغم أن بعض معداتنا توقفت في تلك التحركات عبر الحدود ما زلنا نستطيع توصيل الامدادات الى القوات الاميركية في أفغانستان بدون أي تأثير على عملياتها.quot;
والطريق من بيشاور عبر ممر خيبر الى بلدة تورخام الحدودية هو أهم طرق الامدادات للقوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي اتي تحارب تمرد حركة طالبان.