طلال سلامة من روما: تجري بعض الجامعات الإيطالية، بالتعاون مع منظمات قريبة من دولة الفاتيكان، بحوث حول أسر الغجر، التي تعاني من حكم الإيطاليين العشوائي على أنهم خاطفي أطفال. وربما كانت شهرة quot;خطف الأطفالquot; هي الشعلة الأولى التي قادت روبرتو ماروني، وزير الداخلية، الى فهرستهم بصورة أغاظت وما تزال تغضب المفوضية الأوروبية ببروكسل. لكن كل دولة أوروبية لها سلبياتها وحسناتها في التعامل مع كل من هو غير أوروبي ولا نستطيع استثناء ايطاليا من محور بعض الإجراءات القاسية بحق الأجانب، لكن الخوف والهوس الأمني له حقه أيضاً.

ثمة مسح جار حول حالات اختفاء أطفال، منذ العام 1987، يوجه من خلالها إصبع الاتهام الى الغجر. وتم تحليل هذه الحالات عن طريق الأخبار التي وفرتها وسائل الإعلام المحلية عدا عن استشارة الملفات القضائية المرتبطة بكل حالة، على حدا. مع ذلك، لم تبرز مؤشرات قاطعة على ضلوع أسر الغجر في عمليات خطف الأطفال هذه. علاوة على ذلك، تنوه الملفات القضائية بأن تحقيقات الشرطة والأجهزة الأمنية لم تنجح في تسليط تهمة اختطاف هؤلاء الأطفال الإيطاليين على الغجر. من جانبهم يستغرب رجال الفاتيكان، الذين لا يتأخرون في مؤازرة القضايا الحيوية لهذه الأسر المقيمة هنا، عدم وجود أي دليل قاطع أم أي حكم أصدرته محكمة إيطالية واحدة بحق أسرة غجرية ضالعة في حادث اختطاف قاصرين. هذا وساهم الحكم العشوائي المسبق للإيطاليين على الغجر في إشعال حوادث عنف، مفتعلة تدفع السلطات الأمنية الى الاعتقاد بوقوف منظمات مافياوية ورائها لطرد الغجر والعمالة الأجنبية برمتها من إقليم كامبانيا، طالت مخيمات الغجر في ضواحي مدينة نابولي، جنوب ايطاليا. برغم كل شيء، يبقى الغجر أبرياء مما حصل من حوادث اختطاف واختفاء غامضة بإيطاليا.

في ضوء غياب الأدلة الرامية الى تجريم الغجر، تدعو نقابات المهاجرين والمؤسسات الكاثوليكية وسائل الإعلام أولاً والإيطاليين والرأي العام بعدها الى عدم quot;خطفquot; سمعة شعب مشرد تكمن علته الرئيسية في أنه مختلف عن الإيطاليين من حيث اللغة والعادات والثقافات والعادات الاجتماعية.

هل سيقنع روبرتو ماروني بنتائج هذه البحوث أم برأي مسؤولين رفيعي المستوى بدولة الفاتيكان من أجل تخفيف قبضته الأمنية على الغجر؟