الصحف العالمية ترى في بوش قدرة رياضية فائقة بعد تجنبه الحذاء
الصحافيون الأفغان ارتدوا أحذيتهم في مؤتمر بوش الصحافي


الزيدي يشغل العالم quot;بفردتي حذائه quot; اللتين القاهما على بوش

بوش وحادثة الحذائين في بغداد

زيد بنيامين من دبي: بعد ست سنوات من العمل في العراق، كان على الرئيس الأميركي جورج بوش تفادي فردتي حذاء وجههما له صحفي عراقي يبلغ من العمر 29 عاماً، درس الاعلام وانضم الى قناة البغدادية العراقية المناوئة للحكومة العراقية والتي تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مركزاً لها. وبعد يوم واحد فقط من حادثة الحذاء، ظهر الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي مع نظيره الافغاني حامد كرزاي، يحضره صحافيون أفغان وهم يرتدون أحذيتهم في وقت بقت فيه انظار الرئيس الأميركي على اعلى مستوى من الانذار خوفاً من ان يُستهدف باحذية اخرى خلال مؤتمر صحافي عقد صباح الاثنين في العاصمة الافغانية كابول.

وقال مراسل وكالة الاسوشييتد بريس الأميركية ان المراسلين الافغان كانوا يتمازحون بين بعضهم البعض، متسألين من سيخلع حذاءه ليوجهه الى الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحفي قبل ان ينتهي المؤتمر دون حادثة من هذا النوع. وقد ظهر القلق على المسؤولين الافغان، خوفاً من ان يعكس الصحافيون الافغانيون عدم احترام تجاه الرئيس الذي حرر بلادهم، وقد اطلقوا لقب (السيد الرئيس) على الرئيس بوش في استخدام نادر لهذا المصطلح لرئيس من خارج افغانستان خلال المؤتمر الصحافي.

وبالعودة الى المراسل العراقي منتظر الزيدي صاحب العرض المثير بخلع فردتي حذاءه وتوجهيهما الى الرئيس بوش، فقد اكد زملاء له انه قد تم اختطافه لمدة 3 ايام منتصف نوفمبر 2007 حينما كان متوجهاً الى عمله في مكتب القناة في بغداد قبل ان يتم اطلاق سراحه دون توفر تفاصيل اضافية، ويقول هولاء الزملاء ان ميلشيات شيعية كانت وراء اختطافه.

وقد وجه منتظر الزيدي فردتي حذاءه بعد ان انهى الرئيس بوش كلمته الافتتاحية في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال فيها quot;المعركة لم تنتهي ولكنها كانت ضرورية بالنسبة الى العراق واستقرار العراق والسلام في العالمquot; مضيفاً quot;الحرب لم تنتهي، هناك المزيد من العمل يجب القيام به، ولكن مع ما وصلنا اليه، اعتقد اننا في طريقنا الى حسم المعركة لصالحناquot; ثم قال شكراً باللغة العربية قبل ان يقوم الصحفي منتظر الزيدي بتوجيه الفردة الاولى من حذاءه قائلاً quot;انها قبلة الوداع من الشعب العراقي ايها الكلبquot; في وقت كانت عيون الرئيس الأميركي عليه تلاها بالفردة الثانية حيث حاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حماية الرئيس الأميركي لكن منتظر استمر قائلاً quot;وهذه من اجل الارامل واليتامى وكل من قتل على ارض العراقquot;.

وقد رد الرئيس الأميركي بعد حادثة الحذاء ممازحاً quot;الامر لم يزعجني، اذا كنتم تبحثون عن حقائق، فأن الحذاء الذي رماه كان مقاسه 10 (44)quot; مضيفاً quot;لا اعرف سبباً لما قام به هذا الشاب، ولكنني لم اشعر بالتهديد من قبلهquot;. بعد ان تم دفع الصحفي الى الارض في محاولة للسيطرة عليه واخراجه من القاعة.

لكن يبقى (الحذاء) من ابرز وسائل الاهانة في الثقافة العراقية وهي تعني اشد الازدراء وخصوصا اذا وجهت الى ضيف، وقد كان لافتاً حين دخول القوات الأميركية الى بغداد قيام العديد من العراقيين بضرب تماثيل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالاحذية. في المقابل اثنت العديد من الصحف الغربية على قدرة الرئيس الأميركي جورج بوش على تفادي الضربات قائلة انه من الممكن ان يحترف رياضياً بعد انتهاء فترته الرئاسية بعد نحو شهر من الان.

ويبقى مصير الصحافي الذي هاجم بوش مجهولاً حيث قال فتيان محمد احد المقربين اليه انه يحاول quot;الوصول الى منتظر منذ الحادثة دون ان تتكلل المحاولات بالنجاحquot; مضيفاً quot;هاتفه مغلقquot;. ولم يكتفي الرئيس بوش بالتعليق على الحذاء في المؤتمر الصحافي، بل واصل ذلك وهو في الطائرة التي تنقله الى قاعدة باكرام الجوية في افغانستان قائلاً ان ما حصل لا يعني ان يمثل كل العراقيين quot;لا اعتقد انك تأخذ شاب واحد وتقول انه يمثل حركة بين العراقيينquot; مضيفاً ان quot;الرحلة الى افغانستان هي نفسها التي كانت للعراق، من اجل دعم ديمقراطية ناشئة تبني المؤسسات التي ستعتمد عليها لتنجو بنفسها وليس لاعادة نفس الاخطاء التي حدثت خلال الثمانيناتquot;.